شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاحتفال بذكرى يوم الشهيد خلال الندوة التثقيفية ال35 للقوات المسلحة، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين وكبار رجال الدولة وقيادات القوات المسلحة، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، وعدد من الإعلاميين. وقال «السيسى» إن «احتفال اليوم بذكرى عزيزة على نفوسنا، نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد، وبذلوا كل غالٍ ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريماً أبياً مرفوع الرأس، رجال رفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة بشرف وبسالة، ضاربين المثل للأجيال من بعدهم، ومؤكدين أن مصر الحرة الكريمة تستحق منا كل فداء وتفانٍ وتضحية». الرئيس فى يوم الشهيد: «يا مصريين فيه تمن كبير اندفع علشان كلنا نعيش.. ويجب أن نحافظ على اللى ضحى من أجله زينة الشباب من الجيش والشرطة والقضاء والمدنيين» وأضاف الرئيس أن «يوم الشهيد» يمثل فى كل عام مناسبة متجدّدة لتكريم أبناء مصر المخلصين، الذين ضحوا من أجل هذا الوطن الخالد ليستمر نابضاً بالحياة، مثمراً بالخير والسلام والنماء، ولنتذكر معاً هذه التضحيات التى قد لا يشعر بحجمها الهائل إلا من قدّم لمصر شهيداً أو مصاباً روى بدمه تراب هذا الوطن. وتابع الرئيس: «هذا اليوم المشهود، نُكرّم فيه ليس فقط أرواح من استُشهدوا من الأبطال من رجال الشرطة والجيش البواسل، أو أى مواطن يؤدى دوره بتفانٍ وإخلاص على اتساع الوطن، ولكن نُكرّم فيه أيضاً عطاء الصامدين الذين يحملون مسئولية هذا الوطن، ويصلون الليل بالنهار، ليحيا شعب مصر العظيم فى سلام وأمان واستقرار، ولتؤكد مصر أنها غنية بأبنائها الأوفياء جيلاً بعد جيل، مسلمين راية الوطن خفاقة مرفوعة ومنتصراً بعزة وكرامة، وهذه الراية لن تنتكس أبداً بإذن الله، ثم بفضل هذا الشعب العظيم وتضحياته». وقال «السيسى»: «لا يفوتنى فى يوم الشهيد، أن نتوقف معاً لنلقى نظرة شاملة على مسيرتنا التى بدأناها معاً، انطلاقاً من سياستنا الثابتة، بعرض الحقائق عليكم لمواجهة التحديات معاً من منظور واقعى وحقيقى ومباشر، سعياً نحو تحقيق النهضة الحقيقية الشاملة التى نطمح إليها جميعاً، وللأجيال التى ستأتى من بعدنا، نهضة تليق بعظمة وتاريخ بلادنا، ولا يخفى عليكم أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية الكثير من التحديات على جميع الأصعدة، فعلى المستوى العالمى ظهرت جائحة كورونا، واندلعت بعض الصراعات والنزاعات التى أثرت بشكل جذرى على هيكل الاقتصاد الدولى، وسلاسل الإمداد العالمية، كما أدت لزيادة نسب التضخم وارتفاع الأسعار، وموجات من الفوضى وعدم الاستقرار السياسى والأمنى، مع تفشى خطر الإرهاب، التى كادت تطال وطننا الحبيب لولا عناية الله ولطفه». واجهنا ضغوطاً شديدة على الاقتصاد الوطنى وتم التصدى لها بإجراءات إصلاحية بدأت تؤتى ثمارها فى زيادة معدلات النمو.. والعالم يشهد بما حققناه من إنجازات وأضاف الرئيس أنه على المستوى الداخلى، واجهت مصر ضغوطاً شديدة على الاقتصاد الوطنى، وهو ما تم التصدى له بإجراءات إصلاحية شاملة بدأت تؤتى ثمارها فى زيادة معدلات النمو التى يُحقّقها الاقتصاد المصرى، بالتوازى مع جهود القوات المسلحة والشرطة فى محاصرة الإرهاب وكسر شوكته، ويشهد العالم بأسره ما حققناه من إنجازات فى مواجهة التحديات لتمضى مصر فى تنفيذ رؤية شاملة لبناء وطن قوى متقدم فى جميع المجالات. وتابع الرئيس: «من خلال وعى هذا الشعب ومخزونه الحضارى الممتد لآلاف السنين والفهم الدقيق لظروف مصر، فإننى على يقين وثقة من قدرتنا على تحقيق المعجزات وتغيير واقع الحياة فى هذا الوطن، لما نرضاه ونفخر به، وليجد كل مواطن فى هذا البلد متسعاً كريماً له ولأبنائه». وأوضح الرئيس أن معدلات التقدّم فى الجيش والشرطة لم تتوقف لحظة فى أصعب الأوقات وفى أكبر خسائر تكبدناها، سواء على مستوى الجنود أو ضباط الصف أو الضباط، متابعاً: «نفس المعدلات هى هى ويمكن زادت، وأنا مش بابالغ لما باقول كده». وأضاف: «الشعب اللى يعمل كده يبقى كرم من ربنا، ولازم ربنا يساعده، فالحمد لله رب العالمين، وكل شىء يهون، وكلمة نحافظ على البلد مابقتش كفاية دلوقتى، لكن نبنيها ونكمل بناء». نجحنا فى كسر شوكة الإرهاب .. وقادرون على تحقيق المعجزات وتغيير واقع الحياة بالكامل وقال الرئيس السيسى إن أقصى لحظات تمر بها النفس هى لحظات الوداع والقلوب تعتصر ألماً، حينما يشتد الحنين لرؤية الأحباب، لكنها على يقين أن الآلام والأحزان سرعان ما تتبدّل وتتغير إلى مشاعر من الفخر والعزة لما حققه شهداؤنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل مصر. وواصل الحديث: «لا يفوتنى هنا أن أنقل تقديرى وتقدير شعب مصر العظيم إلى أسر شهدائنا الأبرار على صبرهم وتحمّلهم واحتسابهم، ولا يسعنى إلا أن أتوجّه لله العلى القدير بالدعاء أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء ويديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان.. ودائماً وأبداً تحيا مصر». وأضاف: «طالما فى مصر شعب وأسر راح منهم سند وضهر وضنا، ومابيقولوش غير كل كلمة طيبة ورائعة.. بيقولوا مستعدين نقدم أكتر.. من فضلكم نحييهم، وسمعنا الأغنية اللى بتتكلم عن الشهداء اللى قدّموا أرواحهم ودماءهم، واللى قدم جزء من جسمه علشان مصر تفضل مصر، والعهد مننا إننا زى ما هما كانوا حريصين مصر ماتضيعش إحنا كمان نحرص إنه مصر تفضل موجودة بما يليق بدم وروح كل شهيد». وتحدّث الرئيس عن معركة مصر ضد الإرهاب الغاشم، التى بدأت فى 2013 و2014، حتى أشهر قليلة مضت، قائلاً: «المصريين كانوا بيسألوا نفسهم، يا ترى الموضوع هيفضل كده ولّا إيه، الكابوس ده هياخدنا وياخد ولادنا ولّا إيه؟، وأنا كنت واثق فى الله سبحانه وتعالى، إن الشر لا يمكن أبداً ينتصر على أهل الخير، مهما كانت بشاعة وقسوة وغباء وجهل تصرف أهل الشر، لا يمكن أبداً هتنجح، فى النهاية الخير هينجح». وتطرّق الرئيس إلى حرب مصر على الإرهاب وأهل الشر، قائلاً: «من ضمن الكلام اللى اتحركنا فيه، قلنا يا ترى نحاربهم ولّا البلد تستنى كده، ولّا نحاربهم والبلد نبنيها كده؟! فكان القرار أن نحاربهم ونبنيها ونشتغل، وهنشتغل وإحنا بنقاتل، ومحدش كتير بيعمل كده، وده كان من فضل ربنا علينا». وتابع: «من فضل ربنا علينا إننا مشينا بالطريقة دى، وما تحقق حتى لو أنتم شايفينه كتير، هو قليل جداً من المستهدف والمطلوب، والظروف اللى بتمر على الدنيا، واللى إحنا جزء منها بتقول إن المسار ده لو كنا بنفكر نعمله دلوقتى، التكلفة كانت هتبقى ضعف التكلفة التى تكلفها حجم البناء خلال السنة اللى فاتت، وده كله من دم أبنائنا، الناس كانت بتقدم ومش شايفة غير إنها تقدم ولادها». ووجّه الرئيس السيسى الشكر للفنانين خالد الصاوى، وماجدة زكى، وعلى الحجار، وهبة مجدى، وأحمد خالد صالح، ومايان السيد، وأمير رمزى، على أدائهم مشهداً تمثيلياً عن استقبال أسرة مصرية خبر استشهاد نجلها، فى أثناء الاحتفالية، وقال إن المشهد الذى جسّده الفنان أحمد خالد صالح، كضابط جيش، وما قاله على لسان ضباط الجيش من فداء وتضحية هو أمر حقيقى بالفعل، متابعاً: «اللى قاله كل ظباط الجيش والشرطة بيقولوه، واللى بيعيش معاهم بيشوف ده، حتى الجنود وضباط الصف.. هما عايشين حالة محتملة للشهادة، بيقولوا مقبل غير مدبر، والسلاح فى إيدى.. كله حقيقى». صورة الضابط المصرى التى تقدم فى الدراما حقيقية.. ولو «الشئون المعنوية» جابت قصص كل شهيد هتلاقوا كنز من الوفاء والإنسانية وأكد الرئيس أنّ صورة الضابط المصرى التى تقدم فى الدراما «حقيقية»، فعقيدته وعزمه وإقباله على الشهادة حقيقى، مضيفاً: «لو روحتوا وشوفتوا الوحدات فى سيناء وفى كل حتة، هتلاقوا ده حقيقى، والأفلام والدراما بتعكس الواقع اللى شبابنا عايشينه، عنده زوجة وعنده طفل محتمل، لكن ماقالش أقعد لحد ما طفلى ييجى، وده بيحصل كتير». وتابع: «لو الشئون المعنوية فى الجيش والشرطة جابت القصص الحقيقية لكل شهيد، هتلاقوا كنز من الوفاء والإنسانية نقدّمه للناس، والشهداء من بيوت مصرية عادية متوسطة وأقل من متوسطة وماعندهومش غير نفسهم يقدموها». وأكد «السيسى» أنّ العمل الدرامى دائماً يعطى فرصة لتسجيل وقائع لا يعيشها الجميع، مضيفاً: «اسمحوا لى أشكركم إنكم عيشتونا فى الحقيقة اللى بتعيشها أسر كتير، بتقدم ابنها شهيد أو مصاب». وتابع: «بالطريقة دى بيتنقل الواقع ويدخل كل بيت، والناس تشوف قد إيه التمن اللى دفعته أسر، بعد ما ربت وكبرت وعلمت وضحت وقدمت، وبعدين ابنها بقى شهيد أو مصاب، بعد ما كان ملو الدنيا بقى شهيد، وهو ملو الدنيا برضه، لكن فراق الابن أو الزوج أو الأب صعب، وأنا أشكركم على ده». وناشد الرئيس المصريين ضرورة الانتباه للثمن الذى يدفعه أبطال مصر من أجل استقرار الوطن، قائلاً: «يا مصريين فيه تمن كبير أوى اندفع علشان كلنا نعيش، وأقل تمن ندفعه نحافظ على اللى هما ضحوا من أجله، زينة شباب مصر من كل حتة، جيش وشرطة وقضاء ومواطنين مدنيين». فقرات احتفالية «يوم الشهيد» شهد الرئيس السيسى خلال الاحتفال بيوم الشهيد عدداً من الفعاليات، منها أفلام تسجيلية أنتجتها إدارة الشئون المعنوية عن القوات المسلحة، مثل «الجيش الأبى» لاستعراض قوة الجيش المصرى، و«بطل بيسلم بطل»، الذى تطرق إلى مسيرة الشهيد البطل الفريق عبدالمنعم رياض، و«من كل بيت مصرى»، الذى تناول حديث أسر الشهداء عن أبنائهم الأبطال فى كل ربوع مصر، وآراء المصريين والمواطنين حول الشهداء، وأعقبت الفيلم أغنية عن الشهيد. وقدّم الفنان على الحجار أغنية «رسالة نور» عن شهداء الوطن، وأعقبتها مشاهد تمثيلية لأسرة شهيد، جسّدها الفنانون ماجدة زكى، وخالد الصاوى، ومايان السيد، وأمير رمزى، وأحمد خالد صالح، وأعقبتها أغنية «بطل من كل بيت»، وقدّمتها الفنانة هبة مجدى. وشهد الرئيس أيضاً سلام الشهيد من أماكن مختلفة بربوع مصر عبر تقنية «الفيديوكونفرانس»، ووقف الحضور لتوجيه التحية لأرواح الشهداء، كما تم إطلاق البالونات التى تحمل صور الشهداء لتصل إلى عنان السماء. تكريم الأبطال وأسرهم كرم الرئيس السيسى أمس عدداً من الشهداء من أبطال القوات المسلحة وأسرهم، وهم: رائد حسين عبدالله أحمد محمد الجزار، وتسلم التكريم أرملته ونجله، ورائد عبدالله محمود المرسى البهنسى، وتسلم التكريم والده، ونقيب أحمد عبدالسلام عبدالواحد سلامة، وتسلمت التكريم والدته، وملازم أول محمد أشرف عبدالفتاح على، وتسلمت التكريم والدته، وملازم أول فادى مدحت فايق زكى وتسلم التكريم والده، وعريف أحمد محمد عبدالحميد اللبان وتسلم التكريم والده، وعريف أمير طارق إبراهيم محمد وتسلم التكريم والده، وعريف عبودة عبدالوهاب محمد القلعى وتسلم التكريم والده. كما كرم الرئيس أيضاً الأب المثالى السيد مصطفى محمد جمعة، والد الشهيد ملازم أول طيار هيثم مصطفى محمد جمعة، والأم المثالية السيدة سهير على عبدالعزيز عبدالله، أرملة الشهيد البطل الرقيب محمد نبيل محمد قطب.