«العوض على الله.. عوضنا عليك يا رب.. راح أحنّ حدّ علينا وعلى اخواته».. جملة ظلت الحاجة سيدة سليمان سلامة والدة الشهيد فرحات سالم (22 سنة) ترددها وهى فى حالة من البكاء المتواصل، مؤكدة أنها كانت لا تتحمل رؤية ابنها أثناء مغادرته للمنزل عند انتهاء إجازته وعودته للخدمة العسكرية، متسائلة كيف تستطيع أن تتحمل فراقه للأبد. سيطرت حالة من الحزن على الآلاف من أهالى الشرقية، الذين خرجوا لتشيع جثامين 7 من أبنائهم الذين راحوا ضحايا حادث سيناء فى انقلاب ناقلة الجنود، واتشحت أماكن مسقط رؤوسهم بالسواد، حيث سيطر الحزن والأسى الممزوج بالغضب على ذويهم بسبب الإهمال والتهاون، الذى أدى إلى وقوع الحادث ليروح ضحيته شباب من خيرة شباب مصر. فى مدينة بلبيس تجمع المئات من الأهالى لتقديم العزاء لأهل الشهيد محمد فرحات سالم (22 سنة)، وأشار عم الشهيد، محمد سالم محمد، إلى أن الشهيد التحق بالجيش منذ عام 2009، وكان يتبقى شهران على نهاية فترة تجنيده التى تلبغ 3 سنوات. وتابع عم الشهيد أنهم تلقوا خبر وفاته مساء أمس الأول، واستقبلوا جثمانه فى الثالثة من فجر الثلاثاء أمام مدخل بلبيس الصحراوى، ثم شيعت جنازته فى التاسعة صباح أمس بحضور الآلاف من الأهالى، وبحضور بعض قيادات مديرية الأمن، ومنهم العميد أحمد زغلول مأمور مركز بلبيس. وقال والد الشهيد، إن نجله هو أكبر أبنائه الستة، وهم سالم مجند بالجيش أيضاً، وسليمان دبلوم تجارة، وسيد بالمرحلة الإعدادية، ومروة بالصف السادس الابتدائى، وحسن بالصف الثالث الابتدائى. وأضاف أن الشهيد كان يتحمل معه أعباء المعيشة، ويشارك فى المصاريف المنزلية، بالإضافة إلى أنه كان يعول أسرته التى تتكون من زوجته وطفلين وهما أحمد (3 سنوات) ومحمد (6 أشهر)، لافتاً إلى أنه متزوج منذ 4 سنوات. وأضاف سليمان، شقيق الشهيد، أن آخر مكالمة هاتفية تلقوها منه كانت منذ 4 أيام، وقال فيها لوالدته: «كل سنة وانتى طيبة.. أنا مش هاحضر معاكى العيد». أما زوجتة فأغلقت غرفتها على نفسها محتضنة طفليها بعد فراق زوجها، الذى كان يمثل لها الأهل والأقارب والعون والسند، وظل الطفلان نائمين بعد أن ظلا مستيقظين مساء أمس على الصراخ والعويل من جانب السيدات. وطالب أهله وذووه بمعرفة المتسبب فى الحادث ومعرفة إذا كان الحادث طبيعياً أم بفعل فاعل.