مرّ أكثر من أسبوعين ولازالت الأزمة الأوكرانية محتدمة، ولا أمل أو حلول تلوح في الأفق، إلا أن الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، رأى أن حل أزمة بلاده يكمن في قرار تطبيق منطقة حظر طيران. وطالب زيلينسكي، اليوم، الغرب مجدداً بضرورة تطبيق قرار منطقة حظر طيران فوق بلاده ، مشيراً إلى أن ذلك يعد الحل الوحيد لمنع الاستهداف الروسي للمحطات النووية في أوكرانيا، إلا أنه ليس هناك استجابة بعد بشأن القرار. مخاوف من حرب عالمية ثالثة وأكد المجلس الأوروبي، أنّ فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، من شأنه إشعال حرب عالمية ثالثة، مشيراً إلى أن القرار يعود إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وهو ما يفرض حالة كبيرة من الجدل حول أسباب عجز الغرب عن تطبيق تلك الخطوة. وفي هذا الشأن، رأى الباحث السياسي في العلاقات الدولية أحمد عجاج، أنّ الغرب يتبع مفهوم الشرعية أي الالتزام بالقانون الدولي، وإذا ما قرر أن يقوم بعمل ما خارج الحدود، فيلجأ للقانون ليبرر عمله، لذلك تمكن من الحصول على قرارات من مجلس الأمن خلال تدخله في كوسوفو وفي ليبيا وفي العراق وغيرها. وأضاف «عجاج»، في تصريحات ل«الوطن»، أن الوضع في أوكرانياً يختلف كثيراً، كون الناتو ليس لديه اتفاق دفاعي مع كييف، وأنها ليست ضمن دول الحلف، ما يفقدها الحجة القانونية المناسبة. «عجاج»: التدخل في أوكرنيا تحت الغطاء الإنساني سيشعل حربا مع روسيا وتابع «عجاج»، أن الغرب بوسعه أن يستحضر نظرية التدخل الإنساني كما فعل في مناطق أخرى من العالم، لكن ذلك يستتبع خوض حربا مع روسيا، وهكذا فإنه إن تدخل إنسانياً لإنقاذ الأوكران فسيجر لمعركة مع روسيا تكون تداعياتها أكبر بكثير، لا سيما وأن بوتين هدد باستخدام السلاح النووي، إن تدخل الغرب ضده. وأكد الباحث في العلاقات الدولية المقيم في لندن، أن الغرب يسعى لتجنب الخوض في حرب نووية جديدة، لذلك فضّل العقوبات والحصار الاقتصادي على فرض منطقة حظر جوي أعلى أوكرانيا. وكانت روسيا سيطرت صباح اليوم على محطة زابوريجيا النووية بشكل كامل، وبينما اتهمت كييف موسكو بقصف المحطة، قالت وزارة الدفاع الروسية إن «مخربين أوكرانيين» هم من هاجموا المحطة.