قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن مفهوم الوطن والوطنية تعرض لهجوم مركز وتشوية مستمر من جماعة الإخوان وتنظيم داعش، وحاولا استئصاله والقضاء على المفهوم بكل ما لديهم من قوة، لأنهم عرفوا أن مفهوم الوطنية النابع من الشريعة صار معرقلا -في نظرهم- لنظرية الولاء والبراء التي تعتبر أحد المعاول الكبيرة عندهم في تكوين النظرية الإخوانية أو السلفية. الجماعات المتطرفة صدّرت أزمة التعارض بين الدين والوطن وأوضح «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «الحق المبين» ويقدمه الإعلامي أحمد الدريني، ويذاع على قناة «DMC»، أن تلك الجماعات المتطرفة افتعلوا وتصنعوا أزمات من خلال الجدل العقيم، وتصوير وجود تعارض بين مفهوم الدين والوطن والوطنية، وخاصة مع شرائح من الشباب المختطفة عقولهم، بأن احتالوا عليهم بأن إيمانهم لن يكتمل إلا بالقضاء على فكرة الوطنية، مصورين لهم أن فكرة الوطن هي من بقايا الاحتلال والاستعمار. التطرف انتشر من خلال «شرائط كاسيت» الإخوان ومنابر الزوايا وأشار «الأزهري» إلى أن ثقافة التطرف انتشرت من خلال منصات الإخوان منذ زمن شرائط الكاسيت في التسعينيات، ومنابر الزوايا والمساجد، بشكل أحدث زخما يسد على الشباب سبل وطرق التفكير، موضحا أن فكر الإخوان أحدث ضبابية في قضية الوطن وحدوده لدى غير الإخوان والمتعارضين معهم، مطالبا بتسليط أضواء العلم والمعرفة على تلك القضية بشكل يبدد الظلمات والضباب. وقال الدكتور أسامة الأزهري، إن المتوقع من العقول التي تأثرت بمنطقية الإخوان والسلفيين في التفكير، أن يعتبروا كل شيء تحت مسمى «كلام المشايخ» وهو ما أضاع كلمة المشايخ في عقول العامة لما لمسوه من بعد منطق الإخوان عن الحقيقة والشريعة وليس له علاقة بالواقع وخارج عن التاريخ والزمن. جماعة الإخوان شوهت معنى المشايخ والوطنية وأوضح «الأزهري»، أن الإنسان العامي أدرك ذلك، فلم يقبل الاعتداء على الوطن أو الآخرين تحت أي مسمى، وبالعودة لتلك الفترة نرى أن «كلام المشايخ» الحقيقي النابع من الأزهر كان مبنيا على علم حقيقي ومعرفة سليمة، قبل ميلاد جماعة الإخوان التي شوهت معنى المشايخ والوطنية وكل شيء، مؤكدا أن التدين والوطنية وجهان لعملة واحدة.