أشلاء تتناثر على طرق غير أمنة، أجساد تتفحم ووجوه تتلاشى ملامحها، صراخ وعويل، أكفان وقبور تفتح أفواهها لاستقبال سكان جدد.. مشهد مصري يتكرر بين الحين والآخر على الطرق السريعة والتي غالبًا ما يليها إجراءات مرورية مشددة، إعمالًا بمقولة "اضرب المربوط يخاف السايب". حوادث عديدة شهدتها الطرق السريعة مؤخرًا راح ضحيتها عشرات المواطنين، كان أبرزها حادث الكوامل على طريق سوهاج، والآخر الذي وقع بالبحيرة وأسفر عنه تفحم 18 تلميذًا، ليتبعهما إجراءات أمنية مشددة، حيث تسابقت مديريات الأمن بالمحافظات في نصب الكمائن وملء شوارع المدن بلجان التفتيش بحثًا عن المخالفين للوائح السير المروري. يقول اللواء أحمد حوالة الخبير المروري، "لجان التفتيش المرورية تأتي كرد فعل من الإدارة على الحوادث الأخيرة التي شهدتها عدة طرق سريعة في مصر"، إلا أن الكمائن المرورية ليست الوسيلة الوحيدة التي تستخدمها الدولة لمحاولة الحد من حوادث الطرق، "هناك مجهودات موازية لما تقوم به إدارات المرور مثل تطوير البنية التحتية، ومراقبة الحمولات على الطرق السريعة، والحملات التي تستهدف الكشف عن تعاطي السائقين للمواد المخدرة"، طبقًا لتصريحات الخبير الأمني. "خطة الدولة بهذا الشأن لا تقتصر على الإجراءات الاحترازية بل تتعداها إلى وضع آلية تمكن من إنقاذ الضحايا، في حالة وقوع حادث بالفعل كسرعة إسعاف المصابين" حسبما قال، ذاكرًا دور الإعلام ومجالس الجامعات والمؤسسات الدينية في التوعية بأسباب حوادث الطرق وسبل مواجهتها، والحد منها.