هناك مساحات للأمل تلوح رغم سحابات الماضى وضبابية الرؤية وعتمة الظلاميين وتآمر الإقليميين، ويتلازم فى نفس المسار للأسف مساحات لليأس تصنعها بعض الوجوه المحسوبة على يونيو قسراً حيناً وفرضاً أحياناً أخرى بدعاوى الولاء الذى تغلفه المصلحة والهوى. إذن هناك مساحات للأمل تتنافس فى المشهد مع مساحات اليأس التى بدأت ملامحها تتضح فى التململ والغضب والسخط سواء على أو ممن يتصدرون المشهد فى الدواوين أو الفضائيات، ففى الصباح والمساء معاول هدم لأى إخلاص أو نية طيبة، وكأن لسان حالهم: «ابنوا زى ما انتم عايزين، وسنهد بكل ما أوتينا من قوة، فنحن الدبّة التى قتلت صاحبها»!! الرئيس يتحدث عن الأمل، مشيراً إلى المخلصين أصحاب الهمة والبراءة، أى الشباب، وفى اليوم التالى نأتى بالشيوخ، معلهش يمكن اللى جاى أفضل، يمكن يكون المجال متاح للشباب ليساعدوا الشيوخ، لنتمسك هنا بالأمل ونمسك ب«ذيل» الرجاء و«نتشعبط» فى هدوم «الأمانى» وننحى اليأس جانباً، فالإشارات ما زالت خضراء ولم تتحول إلى الأحمر المنذر بأن الطرق مسدودة والانعطافات الحادة ستكون سبيلاً لإدارة الحكم. النوايا مع الرؤية يصنعان الأمل، والأمل المحسوب، أى الأمل الواقعى المرتبط بالقدرات والمتفاعل مع التحديات، هو خيار لا مفر منه إذا رغبنا فى النجاح!! الماضى يطل برأسه بقوة واليأس يلازمه، وما زلنا نبحث عن حلول ديليفرى من نتاج البيروقراطية والدولة القديمة، والعقليات عصية على التغيير رغم أن اللافتة العريضة والعناوين تدعو للتغيير، ولكن لم نصب سوى الكلمات دونما ترجمة لها لتصبح أفعالاً وتتطور لتكون قدراً لدولة بطنها مفتوح وتعانى من ميراث 30 عاماً، بل 60 عاماً، وتدفع أجيالها أخطاء أنظمة متعاقبة لم تدرك عظمة هذه الوطن!! اليأس يحارب الأمل والوجوه القبيحة تدفع بدكاكينها ومنابرها لتصدر لنا القبح والانقسام، وقطاعات واسعة تنتظر فى برزح بين هذا وذاك، فكلما لاح أمل أصابه اليأس وأسقطه فى بحار فساده وإهماله، اليأس ليس كلمة فحسب بل هو طريقة حياة تُفرض على المجتمع من أجل أصحاب المصلحة الذين يرون كل شىء ملكاً لهم، اليأس من الإصلاح، اليأس من المساواة، اليأس من التقدم، اليأس من الحرية، إنها صنيعة الشموليين الذى يصدّرون للناس دائماً معادلة «كل واشرب فقط ودعنا نحكمك كما نشاء.. فقد خُلقت لتطيع وخُلقنا لنتحكم»!! المسار يتأرجح، ولم تتضح الرؤية، والسيولة حالة عامة فى كافة مواطن الدولة، والحلول لا بد أن تكون من الناس للناس، ومن المخلصين الإصلاحيين وليست من المنافقين المطبلين الباحثين عن نفوذ وسطوة، للسيسى عدو واضح هو الماضى فإن أفلت منه فقد نجا بنا وبسفينة الوطن. هذه رسالتنا، فهل من مجيب حتى لا يجور اليأس على الأمل ويسحقه وعندها فلن يكون هناك وطن!!