نجح بنك التعمير والإسكان، خلال الأعوام الماضية، فى تحقيق نقلة نوعية متميزة، وتمكن من تغيير الصورة الذهنية عنه باعتباره بنكاً يقدم خدمات التمويل العقارى فقط، ليحقق البنك طفرة فى نشاط الخدمات المصرفية المقدمة للأفراد والشركات خلال السنوات القليلة الماضية. تقديم خدمات «الإقراض» و«الادخار الرقمي» و«التحويل من المحفظة إلى أي حساب بنكي» من «فلوسي فون» خلال 2022 حيث وضع البنك استراتيجية واضحة يسعى من خلالها أن يكون فى مقدمة البنوك التجارية، والحرص على تقديم خدمات مصرفية متميزة للعملاء فى مختلف المجالات، مع الاستمرار فى تطبيق خطة التطوير والتوسع المستمر تماشياً مع خطط وتوجهات الدولة فى مجالات التحول الرقمى والشمول المالى. استكمال تطبيق خطة التحول الرقمي تماشياً مع توجيهات البنك المركزي وحرصاً على تقديم أعلى مستوى من الخدمات الرقمية للتسهيل على العملاء وحقق البنك ارتفاعاً كبيراً فى صافى الدخل من العائد ليتخطى ال2.451 مليار جنيه بنهاية الربع الثالث من عام 2020 بنسبة نمو 24.3%. وفيما يتعلق بإجمالى محفظة القروض والتسهيلات فقد ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً وبلغ إجمالى القروض والتسهيلات 22.8 مليار جنيه بنسبة نمو قدرها 18.3%. وارتفعت محفظة ائتمان الشركات لتصل إلى 50.947 مليار جنيه، بنسبة زيادة قدرها 29.5% عن ديسمبر 2020، كما شهدت محفظة قروض وتسهيلات الأفراد نمواً قدره 22.7% ووصلت إلى 7.379 مليار جنيه. وجاء ارتفاع قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التى وصلت إلى 14% نسبة نمو، والتى تحظى باهتمام كبير من الدولة والبنك المركزى، إيماناً من البنك بأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة لها فى مصر دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واستكمل بنك التعمير والإسكان ريادته فى مجال التمويل العقارى، فقد شهدت محفظة التمويل العقارى نمواً وصل إلى 22.7%، وحققت أرصدة ودائع العملاء 56٫262 مليار جنيه، مقابل 47٫122 مليار جنيه، بنسبة زيادة قدرها 19.4%، وجاءت تلك الأرقام دافعاً للعديد من المؤسسات العالمية لتقدير جهود إدارة البنك وموظفيه، حيث حصد «التعمير والإسكان» عدة جوائز لعل أبرزها «البنك التجارى الأسرع نمواً فى مصر»، و«البنك الأسرع نمواً فى إصدار البطاقات الائتمانية»، و«البنك الأسرع نمواً فى مجال التجزئة المصرفية»، و«البنك الأسرع نمواً فى تمويل السيارات فى مصر»، كما حصل على جائزة «الإنجاز فى نمو خدمات التجزئة المصرفية» خلال قمة مصر الأفضل تحت رعاية مجلس الوزراء. «مما لا شك فيه أن السياسات المالية والنقدية التى اتخذها البنك المركزى فى السنوات الماضية ساهمت فى قدرة القطاع المصرفى على مساندة الاقتصاد خلال أزمة فيروس كورونا المستجد بشكل قوى، حيث إن حزمة المبادرات والإجراءات التى اتخذها بشكل استباقى للحد من آثار فيروس كورونا المستجد جاءت لمراعاة البعد الاقتصادى والاجتماعى وموجهة إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة ولدعم تعافى النشاط الاقتصادى».. بهذه الكلمات بدأ حسن غانم حواره ل«الوطن الاقتصادى». وتابع حديثه بأن صلابة القطاع المصرفى المستمدة مما يملكه من احتياطيات كبيرة وسياسات ساهمت فى تجاوز التداعيات السلبية للجائحة بأقل الخسائر، وتمثل البنوك العصب الأساسى للمنظومة الاقتصادية، ولذلك كانت من أهم الأدوات التى تم استخدامها فى تطبيق منظومة الإصلاح الأخيرة، كما كانت هى حائط الصد الأول أمام أزمة فيروس كورونا، وهو ما يتضح فى المبادرات التى أطلقها البنك المركزى والتى خففت من حدة ووطأة تداعيات هذه الجائحة التى ضربت معظم الاقتصاديات العالمية. كما استعرض «غانم» جهود البنك فى تعزيز التحول الرقمى، قائلاً إن التحول الرقمى يأتى على قائمة أولويات بنك التعمير والإسكان، وهو ما يؤكده تقديم خدمات إلكترونية مختلفة وتنافسية للعملاء، متمثلة فى الإنترنت البنكى والموبايل البنكى والمحفظة الإلكترونية وتفعيل آلية كود المدفوعات السريع «QR Code» من خلال المحفظة الإلكترونية. وذكر أن البنك يحرص على تطوير وتقديم خدمات مميزة فى تلك التطبيقات، فقد تم مؤخراً إطلاق المرحلة الثانية من خدمات الإنترنت والموبايل البنكى، التى تتيح للعملاء أكثر من 50 خدمة بشكل مباشر من خلال تلك التطبيقات؛ مثل تحويل الأموال داخل وخارج البنك، فتح حسابات «أون لاين»، ربط شهادات جديدة، إدارة بطاقة العميل، سداد مديونيات بطاقات الائتمان، وخدمات أخرى متعددة. واستكمل «غانم» بأن نسبة عدد مشتركى خدمات الإنترنت والموبايل البنكى قد زادت بنسبة 130% خلال عام 2021، كما زاد عدد المفعلين لخدمات الإنترنت والموبايل البنكى بنسبة 144%، وارتفع حجم المعاملات المالية التى تمت عبر تطبيقات الإنترنت والموبايل البنكى بنسبة 295%. وأشار إلى أنه تسهيلاً على عملاء البنك سيتم التوسع فى إطلاق خدمات إضافية جديدة بالإنترنت والموبايل البنكى، وسيتم إطلاق خدمات التحويل اللحظى للأموال خلال العام الحالى. وحول مشاركة بنك التعمير والإسكان فى مبادرات البنك المركزى استعرض «غانم» مساهمة البنك، قائلاً إن مبادرات البنك المركزى لدعم القطاعات المختلفة ودوره الإيجابى الفعال فى دعم الاقتصاد القومى تؤكد أن الجهاز المصرفى سيظل دائماً شريكاً أساسياً فى تحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة. وأضاف «غانم» أن البنك من أوائل البنوك التى شاركت فى تنفيذ مبادرة البنك المركزى لإحلال السيارات، حيث تم منح قروض بقيمة 18 مليون جنيه، وفى انتظار الانتهاء من مرحلة جديدة لصرف قروض أخرى، وذلك تماشياً مع جهود البنك المركزى وتوجيهات الدولة بأهمية تحويل المركبات للعمل بالوقود المزدوج، وذلك فى ظل توجه الدولة لمراعاة العناصر البيئية والاجتماعية وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة. 2.778 مليار جنيه إجمالي تمويلات الشركات الكبرى والصغيرة ضمن مبادرات «المركزي» ونعتزم ضخ 1.8 مليار تمويلات عقارية ضمن مبادرة «المركزي» في 2022 وأضاف أن البنك يشارك فى مبادرة البنك المركزى للشركات الكبرى، وقد بلغت قيمة التسهيلات المنصرفة 1.650 مليار جنيه، ليصبح إجمالى التمويلات للشركات الكبرى والمشروعات الصغيرة نحو 2.778 مليار جنيه، هذا بخلاف المبادرات الخاصة بالأفراد. وفيما يخص المبادرات الرئاسية للتمويل العقارى التى أطلقها البنك المركزى بقيادة المحافظ طارق عامر لدعم تمويل شقق محدودى ومتوسطى الدخل، قال «غانم» إن هذه المبادرة قدمت للمواطنين تيسيرات غير مسبوقة من شأنها أن تسهم فى تحقيق عدة أهداف؛ أهمها تحقيق العدالة المجتمعية، وإتاحة الفرصة أمام جميع المواطنين للحصول على وحدات سكنية ملائمة وبشروط ميسرة، لتوفير سكن مناسب وحياة كريمة للمواطنين البسطاء ممن يرغبون فى تملك وحدات سكنية، وذلك من خلال تخفيف الأعباء عليهم. وذكر «غانم» أن بنك التعمير والإسكان كان له السبق والريادة فى مجال التمويل والتنمية العمرانية، فقد بلغ حجم التمويلات الصادرة للعملاء ضمن مبادرات البنك المركزى منذ عام 2014 ما يقرب من 7 مليارات جنيه، وبلغ عدد العملاء الذين تم تمويلهم نحو 70300 عميل، ويستهدف البنك منح تمويلات عقارية ضمن مبادرة البنك المركزى المصرى خلال عام 2022 بإجمالى مبلغ 1.8 مليار جنيه. وحول الانتشار الجغرافى للبنك تحدث «غانم» موضحاً أن بنك التعمير والإسكان استطاع إثبات قدرته فى مجال تطوير خدماته لتلبية الاحتياجات المصرفية لمختلف شرائح العملاء، بالإضافة إلى التوسع الجغرافى، ويتبنى بنك التعمير والإسكان خطة توسعية لتغطية مختلف محافظات الجمهورية، وافتتاح فروع جديدة تقدم جميع الخدمات المصرفية لزيادة حصة البنك السوقية، مع انتشار أوسع فى مجال تسويق الخدمات، ووصلت فروع البنك إلى أكثر من 100 فرع. وأوضح أن البنك يتبع خطة لنشر ماكينات الصراف الآلى فى مختلف أنحاء الجمهورية، وذلك فى ضوء مبادرة البنك المركزى وخطة البنك، حيث بلغ عدد ماكينات الصراف الآلى للبنك حتى الآن أكثر من 400 ماكينة، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بأصحاب الهمم وخلق منتجات وخدمات مميزة لتلك الشريحة، وتجهيز الفروع للتسهيل عليهم. وأوضح أنه تم إطلاق خدمة كبار العملاء HDB ROYAL عن طريق تقديم الخدمة لهم من خلال الفروع الكبيرة وتخصيص أماكن لهم بمستوى متميز ومن خلال موظفين على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة فى تقديم الخدمات والاستشارات المالية وغير المالية لمساعدتهم على إدارة أموالهم على الوجه الأمثل. وأشار «غانم» إلى أن البنك يستهدف افتتاح 8 فروع جديدة خلال عام 2022 فى محافظات مختلفة وعلى رأسها العاصمة الإدارية. وحول المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكد «غانم» أن البنك يؤمن بالدور المهم للبنوك لدعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، نظراً لأهميتها فى النهوض بالاقتصاد وتحسين مستوى معيشة الأفراد والقضاء على البطالة. وأشار إلى أنه تفعيلاً لتوجهات الدولة قام البنك المركزى عام 2019 بتحديد نسبة 25% من المحافظ الائتمانية للبنوك توجه لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقد حقق البنك تلك النسبة. وعن سؤاله على منتجات التجزئة المصرفية الجديدة، أوضح «غانم» أن مصرفه يسعى خلال عام 2022 إلى استكمال خطته التوسعية والمنافسة بقوة وتقديم منتجات مصرفية متنوعة تغطى احتياجات جميع شرائح العملاء بما يتواكب مع متطلبات السوق المصرفية ومبادئ المنافسة. وسيتم طرح منتجات وخدمات ائتمانية وتمويلية جديدة، التى تتمثل فى برامج عديدة تناسب جميع الشرائح، ولتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بمرونة. واستكمل أن البنك بصدد التجهيز للتقدم للحصول على رخصة الإقراض والادخار عبر محفظة الهاتف المحمول «فلوسى فون»، وسوف يقوم البنك بإضافة خدمة الادخار والإقراض الرقمى والتحويل من المحفظة إلى أى حساب بنكى على المحفظة خلال 2022.