متناسياً أنّ الجنة تحت أقدام الأمهات، مُتجاهلاً شقى والدته وفضلها عليه طوال عمره منذ ولادته وحتى بلغ السابعة والعشرين من عمره، كل ما كان يفكر فيه هو الحصول على مبلغ مالي يُمكنه من شراء المواد المخدرة لإرضاء «كيفه»، وحينما رفضت والدته منحه المعاش الضئيل الذي لا يسمن ولا يغني من الجوع وبالكاد يكفي احتياجاتهم، التقط آلة حادة «بلطة» وانهال على رأسها ضرباً حتى سقطت غارقة في دمائها فاقدةً الوعي، بينما فر هو هارباً فيما اكتشف أشقاؤه الواقعة وهرعوا بوالدتهم إلى المستشفى. بلاغ بإصابة مُسنة بجروح خطيرة تلقى اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطاراً من العميد محمد ثابت عطوة مأمور مركز شرطة إطسا، يفيد ورود بلاغاً من مستشفى إطسا المركزي، بوصول عجوز مُسنة، 67 سنة، مصابة بجروح خطيرة تمت خياطتها ب75 غرزة بعدما اعتدى عليها نجلها، وأنّها فاقدة للوعي. الشرطة تنتقل إلى المستشفى وعلى الفور انتقل ضباط مركز شرطة إطسا برئاسة المقدم محمد بكري صوفي مفتش مباحث المركز، والرائد أسامة قرني رئيس مباحث المركز، إلى المستشفى، وبسؤال أبنائها أكدوا أنّ نجلها ويدعى «م.ا»، 27 سنة، وراء ارتكاب الواقعة انتقاماً من والدته لرفضها إعطائه المال لشراء المواد المخدرة التي أدمنها بسبب أصدقاء السوء. 75 غرزة لعلاج جروح الأم المُسنة وأفاد الأطباء، أنّ الأم كانت فاقدة للوعي، ومصابة بجروح ضخمة بالرأس بسبب الاعتداء عليها بآلة حادة، وأنّه جرت خياطة الجروح بواسطة 75 غرزة، وعادت الأم المسنة إلى وعيها، وجرى وضعها تحت الملاحظة لحين استقرار حالتها. الجيران يروون تفاصيل الواقعة وأكد جيران المجني عليها، في محضر الشرطة، أنّهم سمعوا صوت نجلها يتشاجر معها حيث كان يريد أخذ المحفظة الخاصة بها، فيما رفضت بشدة قائلة «هناكل منين طول الشهر مش معايا غير الفلوس دي»، فاحتدمت المشاجرة بينهما فأحضر آلة حادة وضربها على رأسها، وجرى تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُحيلت الواقعة إلى الجهات المختصة التي تولت التحقيق.