على هامش اتهام البعض له بأنه يكلف الدولة 3 ملايين جنيه كل صلاة جمعة، تساءل الرئيس محمد مرسى فى خطابه الذى ألقاه باستاد القاهرة يوم السبت الماضى: الركعة تقف بكام لو كانت صلاة الجمعة تتكلف هذا المبلغ؟ والإجابة: مليون ونصف المليون من الجنيهات يا ريس. آه! إذا كان الرقم الذى زعمه البعض صحيحاً تكون الإجابة كما ذكرت. لكن الحقيقة الدامغة تؤكد أن هذا الكلام «عار» تماماً من الصحة والعافية، لأننا بحسبة بسيطة يمكن أن نعرف أن الركعة الواحدة تقف على الدكتور «مرسى» ب «40 ألف جنيه» فقط، وليس كما يقول المغرضون! فقد سبق أن كشف المستشار جودت الملط، الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات، أن ميزانية رئاسة الجمهورية بلغت عام 2010 (252 مليون جنيه). ولو فرضنا أنها لم تزد عن ذلك، وقسّمنا هذا المبلغ على إجمالى عدد أيام العام (365)، فسيكون حاصل القسمة (690 ألف جنيه تقريباً)، مما يعنى أن الرئاسة تصرف 690 ألف جنيها فقط يومياً. ولو قسمنا هذا المبلغ على عدد ركعات الصلوات الخمس التى يؤديها المسلم كل يوم (17 ركعة)، فسوف نجد أن حاصل القسمة يساوى: 40 ألف جنيه، الأمر الذى يثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن الركعة التى يركعها الرئيس مرسى تكلف الدولة (40 ألفا)، وليس مليون ونصف المليون كما زعم المرجفون! لقد فعل الرئيس خيراً حين فتح هذا الموضوع، وتحدث إلى المواطنين بمنتهى الشفافية، وطلب منهم أن يحسبوا تكلفة الركعة. الشىء الوحيد الذى ألومه عليه أنه انشغل بهذه المسألة، رغم أنه «استتفهها»، فاستهلك عدة دقائق من خطابه الطويل العريض فى تناول هذا الموضوع، وكذلك موضوع تكلفة سفرياته إلى الخارج، والدولارات التى يحصل عليها طاقم العمل المرافق. أولى بالرئيس أن يترك هذه الأمور التافهة لشعبه، وألا يضيع فيها وقته الثمين البدين «المدكوك» بالمواعيد، فكيف نقبل أن ينشغل «عقله» بهذه «الحسابات» الساذجة، فى الوقت الذى نطلب منه فيه أن يحسب لنا الدعم الذى تدفعه الدولة للبنزين وأنبوبة البوتاجاز، ولترات السولار التى يتم تهريبها، لتباع فى السوق «السودة» داخل وخارج مصر، تلك السوق التى تسىء إلى الثوب الأبيض الذى اكتسته مصر منذ أن عبرت على يد «القائد» عبورها الثالث بسهولة ومهارة لا تتوافر إلا فى لاعب متمكن من «نطّة الإنجليز»، يستطيع أن يقفز فوق غيره، ليس مرة واحدة ولا اثنتين، بل ثلاث مرات! فليتفرغ الرئيس لما هو أجدى وليترك لشعبه الذى اختاره مهمة حساب سعر ركعة الصلاة المفروضة.. ولو شاء أن نحسب له السنن والنوافل فحاضرون!