قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال لقائه مساء أمس الأول مع بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الأول، إن الكنيسة المصرية التى تعد التجمع الأكبر لمسيحيى الشرق الأوسط عانت كثيراً خلال السنوات الثلاث الماضية قبل مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سدة الحكم، ولكن نشكر الله أن مصر بدأت عهداً جديداً، ومصر لها خصوصية عن باقى بلدان العالم، وهى محفوظة فى يد الله، والمسيحيون يعيشون مع إخوتهم المسلمين منذ أكثر من 14 قرناً فى محبة. وطلب البابا من «كيريل» تدعيم مصر على المستوى الحكومى والكنسى والتعاون بين الكنيستين المصرية والروسية على عدة مستويات، منها «الحوار اللاهوتى، والتعاون الرهبانى، والمعاهد التعليمية واللاهوتية، والخدمات الاجتماعية»، ودعاه لزيارة القاهرة قريباً، وأكد أنه يصلى من أجل المحن التى يتعرض لها المسيحيون فى الشرق الأوسط، ومن أجل أزمة أوكرانيا، ويتمنى أن يعطى الله الحكمة وروح السلام للشعب الأوكرانى. من جانبه، قال بطريرك روسيا: «لقد تعرضت كنيستكم منذ عام 2011 لفترة صعبة واضطهاد وقتل، وأعلنت الكنيسة الروسية عدم موافقتها على ما يحدث فى مصر، وقمنا بالاتصال مع حكومة روسيا بهذا الشأن، وبرحمة الرب بعد السيسى تغيرت الأوضاع فى البلد ونأمل أن تكون التغيرات ثابتة، وأن يتم تنفيذ النية الطيبة للسيسى ناحية الكنيسة، ووعوده ببناء الكنائس التى هدمت، وحماية المسيحيين فى مصر». وتناول «كيريل» خلال لقائه مع «تواضروس» ما يحدث للمسيحيين فى سوريا والعراق، قائلاً: «تنظيم داعش الإرهابى حصل على السلاح من الدول الغربية لإزاحة الرئيس السورى بشار الأسد، وما يحزن أن القوة الخطيرة تنفذ النيات الشريرة، ولكن ببركة الرب مصر خرجت من هذه المحنة ولكن بضحايا كثيرة، ونحن نأمل أن هذا الخروج يطوى هذه الصفحة». وفى سياق متصل، التقى البابا، أمس، فالينتينا ماتفيينكو، رئيسة المجلس الاتحادى الروسى، المجلس الأعلى للبرلمان فى روسيا، عقب لقائه بوزير الخارجية الروسى، فى إطار زيارته التاريخية الأولى إلى روسيا منذ جلوسه على الكرسى البابوى.