من أجل الحرية والأمان والاستقلال وحرية التعبير. من أجل حرية الاعتقاد وحق اتخاذ القرار والكثير من الحقوق التي تفتقدها المرأة في العالم العربي بشكل خاص، نُظمت دعوة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لانتفاضة المرأة العربية بحثًا عن حقوقها، وانتزاعًا لها من بين أيدي من احتكرها وحرمها عليها سواء كان المحتكر هو فرد متمثل في زوج أو أب أو رجل دين، أو مجموعة عادات وتقاليد مجتمعية وموروثات ثقافية خاطئة، أو قوانين وضعية تهدر حريتها وتمتهن كرامتها. دعت صفحة "انتفاضة المرأة في العالم العربي" روادها وأعضاءها على "فيس بوك" لإرسال الصور التضامنية مع فكرة الصفحة، مع جملة توضح أسباب التضامن، تبدأ عادة بجملة: "أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لأن..."، فتوافدت الصور من جميع أنحاء العالم العربي غربه وشرقه ومن خارجه أيضًا، ونشرت الصفحة صور أعضائها المتضامنين معها، كل يحمل أسبابه الخاصة لدعم انتفاضة المرأة في العالم العربي، حيث قالت شرين من مصر: "أنا مع انتفاضة المرأة لأنه لا يجب أن تُجبر أية امرأة على عمل كشف لعذريتها"، وأوضحت رؤى من اليمن سبب دعمها قائلة: "لأن المرأة القوية في القرن الحادي والعشرين يقال عنها رجل كمديح لها". جاءت كثير من الصور التضامنية من لبنان وسوريا وتونس والمغرب، وطالبت أكثر تلك الصور بحرية المرأة وعدم الاجتراء على حقوقها الإنسانية، حيث قالت إميلي من لبنان إنها مع انتفاضة المرأة في العالم العربي "لأني ضد زواج القاصرات تحت أي ذريعة"، بينما قالت لُجين من سوريا: "مع انتفاضة المرأة لأني لست ناقصة عقل ويمكنني أن أتحمل مسؤولية حريتي"، وقالت نسرين من تونس: "لأنه لا يستقيم العالم بدوني وبدونكِ وبدونكن". صور الدعم الفلسطينية ربطت بين اغتصاب حقوق المرأة واغتصاب المحتل الصهيوني لفلسطين نفسها، قالت بشرى عبد الرحمن من فلسطين: "أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لأنها ليست سيدة نفسها تنتقل من سلطة والدها إلى سلطة عشيقها ومن ثم تصبح محتلة من قبل زوجها، ولأني سئمت الاحتلال الذكوري، الديني، الفكري، الإسرائيلي، أنا ثائرة على كل سلطة"، في حين قالت وعد من كفر برعم المهجرة بفلسطين: "لأني زهقت إنه اغتصاب المرأة عادي، ولأني زهقت إنه اغتصاب فلسطين عادي". ومن العالم العربي إلى خارجه جاءت صور التضامن كذلك، فقالت سمانثا من كينيا: "لأن بناتنا يجب أن يولدن بكامل حقوقهم وليس عليهن القتال من أجل تلك الحقوق"، وقالت سليليا من فرنسا: "لأنه لن يتغير أي مجتمع للأفضل بإقصاء 50% من سكانه"، في حين شاركت سارة من ألمانيا قائلة: "لأن كونك امرأة هو شيء جميل وقوي". الصور لم تكن كلها لفتيات أو سيدات، بل شارك الرجال في دعم هذه الحملة بصور حملت أسباب دعمهم وتضامنهم، فقال علي من لبنان في سبب دعمه: "لأني أخجل من دمع المرأة التي حملتني تسعة أشهر في أحشائها"، وقال طارق اللبناني الذي يعيش في أمريكا: "لأنا لحرية تُعطى لنا من خالقنا وليس من رجال الدين"، أما مروان التونسي فقال: "لأن المرأة نصف المجتمع وبدونها ينعدم معنى الوجود"، بينما قال حليم وناجي من مصر: "لأنها ليست حُرمة ولا عورة بل ثورة" وشاركهما خالد من السعودية نفس السبب قائلا: "لأن وجه أمي عورة". وكانت الصفحة قد أوردت مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يتكون من ثلاثين مادة تكفل حرية الاعتقاد والجسد وحق حرية التعبير والعمل والمساواة بين كل البشر، كما نشرت الصفحة قوانين العقوبات رقم 522 في لبنان و475 في المغرب و308 في الأردن، وأطلقت عليها اسم قوانين العار، حيث تتيح هذه القوانين العفو عن المغتصب إذا تزوج من ضحيته، للاعتراض على هذه القوانين التي تهدر حق المرأة في الحصول على حقها ممن ارتكب هذه الجريمة بحقها. الحملة انطلقت في شهر أكتوبر الجاري، وصفحتها تجتذب الآلاف من المؤيدين كل يوم حيث بلغ عدد أعضائها حتى الآن ما يقرب من ثلاثين ألف عضو وعضوة، ولا تزال الحملة مستمرة طلبًا لحرية المرأة في العالم العربي. أخبار متعلقة: شارك في مبادرة انتفاضة المرأة في العالم العربي