يمر الوطن بفترة عصيبة تحالف فيها الإرهاب الإخوانى مع حلفائه من الجماعات الإرهابية التكفيرية، فى محاولة مستمرة لتدمير الوطن والعودة بمصر إلى الدولة الفاشية التى تتستر بالدين لتبرير أهدافهم الدنيئة. وكانت بداية الحرب الإرهابية حين نجح المصريون فى إسقاط سيطرة الجماعة الإرهابية على السلطة فى مصر أثناء السنة الكئيبة التى تولى فيها محمد مرسى رئاسة الجمهورية فى أول انتخابات رئاسية بعد الثورة. وطوال الفترة من 3 يوليو 2013 يوم عزل محمد مرسى وحتى اليوم تعرض الوطن ولا يزال لحرب إرهابية بشعة تشنها جماعة الإخوان الإرهابية وجماعات التكفير وحلفاؤها من حركة حماس وتنظيم القاعدة الإرهابيين مزودين بأموال وأسلحة وتقنيات للتدمير وإحداث الخراب فى سيناء ومحافظات مصر كلها ومدعومين من جهات أجنبية وعربية يسيطر عليها التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية. وكان يوم الجمعة 24 أكتوبر يوماً دامياً حزيناً، نجح فيه الإرهاب الأسود فى اغتيال ثلاثين شهيداً وإصابة ثلاثين آخرين من أبناء القوات المسلحة فى هجومين غادرين على مواقع عسكرية فى الشيخ زويد. تلك الجرائم التى يخطط لها «إخوان السوء» الذين وصفهم مؤسس جماعتهم وداعية الإرهاب بأنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» تحاول أن تشغل المصريين عن أهدافهم وتعويق وصولهم إلى إتمام الاستحقاق الأخير من خارطة المستقبل واستكمال مسيرتهم نحو الديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية وتخفيف المعاناة عما يعانيه الوطن من صعوبات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية متراكمة. إن المصريين يدركون مدى التهديد الإرهابى على الحاضر والمستقبل، كما يدركون عمق وخطورة المشكلات التى يعيشها الوطن ويكابدون آثارها ويتحملون أعباءها. وهم إذ يتطلعون إلى التغيير والإصلاح فى جميع جوانب ومجالات الحياة والحكم والمجتمع، فهم يدركون أن القضاء على الإرهاب ومصادر الخطر الداخلية والخارجية هو المطلب الأول والأهم فى تأمين مستقبل الوطن وحماية المسيرة الوطنية. إن المصريين لن يقفوا متفرجين وإنما مشاركين بكل قوة فى دعم ومساندة القوات المسلحة والشرطة فى الحرب على الإرهاب، وإفشال المخططات الإرهابية فى سيناء وكل مناطق مصر بالعمل الجاد والمخلص ليل نهار فى زيادة الإنتاج وترشيد استخدام الموارد المتاحة للوطن والتعاون الإيجابى على فتح مجالات العمل للباحثين عن فرص للمشاركة فى الإنتاج وتخفيف الأعباء عن الدولة. إن المصريين مدعوون إلى نبذ الخلافات فيما بينهم وحشد الصفوف والتعاون بين كل عناصر المجتمع المحبة للوطن لمؤازرة جهد الحرب ضد الإرهاب، كما فعلوا أيام العدوان الثلاثى وأثناء حرب الاستنزاف وما صاحبها من تهجير أهلنا من مدن القناة، حتى كتب الله لمصر النصر فى حرب أكتوبر رمضان 1974، الذى كانوا يحتفلون به منذ أيام قليلة!! إن المواجهة الحاسمة لإرهاب الجماعة وحلفائها من الجماعات التكفيرية وداعميها ومموليها فى الداخل والخارج ليست مهمة القوات المسلحة والشرطة فقط، بل هى مسئولية كل مواطن مصرى شريف شارك بصدق وإخلاص فى التخلص من الاستبداد والفساد فى عهد مبارك، واحتشد فى ميادين التحرير فى مصر كلها ثمانية عشر يوماً أثناء ثورة الخامس والعشرين يناير، وهى مسئولية كل المصريين الشرفاء الذين تنادوا إلى ميادين مصر فى الثلاثين من يونيو، والذين لبوا نداء الوطن فى السادس والعشرين من يوليو 2014 حين دعاهم القائد العام المشير السيسى لتفويضه والقوات المسلحة للقضاء على «العنف المحتمل والقضاء على الإرهاب». إن المصريات أمهات الشهداء والمصابين من أبطال القوات المسلحة والشرطة مطالبات بكتم آلامهن والتعبير عن غضبهن للوطن ولأبنائهن بحفز المصريين جنوداً ومدنيين للجهاد فى سبيل الله والوطن، بالعمل والبناء لتعويض الأضرار والخسائر التى يسببها الإرهابيون، وتشجيع الأبناء فى الجامعات لرفض طلاب الجماعة الإرهابية والتصدى لإرهابهم بمواصلة الدراسة وعدم السماح لهم بتحقيق أهدافهم فى إثارة الفوضى وتعطيل الدراسة. إن قيادات وأعضاء هيئات التدريس والبحوث فى الجامعات ومراكز البحث العلمى والتطوير التقنى مطالبون بدعم مجهودات الدولة فى الحرب ضد الإرهاب بالكشف عن حلول علمية لما تعانيه مصر من مشكلات اقتصادية وإنتاجية ومجتمعية تعاون الدولة فى الإسراع بمعدلات التنمية الوطنية الشاملة وتحقق لها مزيداً من القدرات والطاقات لإنهاء حربنا ضد الإرهاب بنجاح، كما تخفف عن مواطنيهم أعباء المعيشة. إننا جميعاً من رجال الأزهر والكنيسة ومن الأحزاب والقوى والتيارات والتحالفات السياسية، ومن أهل الأدب والفن والثقافة والإعلام، من المؤمنين بثورتى الشعب، مطالبون بالتعاون فى تقديم بديل لفكر «الجماعات الإرهابية» يرتكز على مفاهيم الإسلام الوسطى الذى يؤكد مدنية الدولة ويحض على المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين! وكذلك يعزز مفهوم «الوطن» الذى يتجاوزه فكر «الجماعة» ويستبدل به مفهوم «الأمة». ويؤكد مناهضته للإرهاب من جميع المصادر، والمساعدة على تنمية تيارات فكرية وممارسات اجتماعية ورؤى ثقافية رافضة للإرهاب الفكرى ومتوافقة مع قيم المجتمع المصرى وتقاليده وثوابته. نحن المصريين مطالبون بدعم التوافق المجتمعى فى إطار «تحالف كل المصريين» ليكون كياناً وطنياً جامعاً للقوى الوطنية المدنية على اختلاف توجهاتها السياسية ورؤاها الفكرية، من أجل إنهاض وحشد جهود «كل المصريين» لإدراك أهمية مؤازرة الحرب ضد الإرهاب ومساندة الدولة فى القضاء عليه وتجفيف مصادره، وتحقيق التحول الحقيقى نحو الدولة المدنية الحديثة. إننا نحن المصريين الذين أشعلوا ثورتين، وأسقطوا رئيسين، وأنجزوا استحقاقى الدستور والانتخابات الرئاسية من خارطة الطريق، مطالبون بتجديد التفويض الشعبى للجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب ونحن معهم حتى يتحقق وعد الله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ». والنصر بإذن الله لمصر.