اليوم.. «محامين المنيا» تعلن الإضراب عن محاكم الاستئناف رفضًا لرسوم التقاضي    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 8-5-2025 مع بداية التعاملات    بحضور نواب البرلمان.. «الاتحاد» ينظم حلقة نقاشية موسعة حول الإيجار القديم| صور    الرئيس السوري يوجه رسالة شكر ل ماكرون.. ماذا قال له؟    إعلام إسرائيلي: تل أبيب وواشنطن تسعيان لإقناع الأمم المتحدة بالمشاركة في خطة إسرائيل لغزة    تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ اتجاه بحر الشرق    حادث دهس واشتعال نيران وعنف، احتفالات باريس سان جيرمان تنقلب إلى فوضى (فيديو)    ميدو يكشف موقف الزمالك حال عدم تطبيق عقوبة الأهلي كاملة    إكرامي: عصام الحضري جامد على نفسه.. ومكنش يقدر يقعدني    شوبير يوجه رسالة بشأن قرارات لجنة التظلمات المنتظرة الخاصة بمباراة الأهلي والزمالك    تفاصيل خطة التعليم الجديدة لعام 2025/2026.. مواعيد الدراسة وتطوير المناهج وتوسيع التعليم الفني    «التعليم» تحسم مصير الطلاب المتغيبين عن امتحانات أولى وثانية ثانوي.. امتحان تكميلي رسمي خلال الثانوية العامة    خبى عليا وعرض نفسه للخطر، المخرج خالد يوسف يكشف عن مشهد لا ينسي ل خالد صالح (فيديو)    مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المؤسس عثمان» الحلقة ال 191 (تفاصيل)    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    ارتفاع الأسهم الأمريكية في يوم متقلب بعد تحذيرات مجلس الاحتياط من التضخم والبطالة    رئيس باكستان: يمكن لروسيا لعب دور مهم لإنهاء الصدام مع الهند    هدنة روسيا أحادية الجانب تدخل حيز التنفيذ    قاض أمريكي يمنع ترحيل مهاجرين إلى ليبيا دون منحهم فرصة للطعن القضائي    "اغتيال معنوي لأبناء النادي".. كيف تعامل نجوم الزمالك مع اختيار أيمن الرمادي؟    محمد ياسين يكتب: وعمل إيه فينا الترند!    الدولار ب50.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 8-5-2025    وزارة التموين تكشف موعد التحول للدعم النقدي    بنك التنمية الجديد يدرس تمويل مشروعات في مصر    قبل ضياع مستقبله، تطور يغير مجرى قضية واقعة اعتداء معلم على طفلة داخل مدرسة بالدقهلية    معتدل والعظمى في القاهرة 34.. حالة الطقس اليوم    نشرة حوادث القليوبية| شاب يشرع في قتل شقيقته بسبب السحر.. ونفوق 12 رأس ماشية في حريق    السفارة المصرية بالتشيك تقيم حفل استقبال رسمي للبابا تواضروس    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    إعلام حكومة غزة: نرفض مخططات الاحتلال إنشاء مخيمات عزل قسري    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    تحرك جديد من المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية - تفاصيل    رسميًا خلال أيام.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 بعد قرار وزارة المالية (احسب قبضك)    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    تفاصيل اعتداء معلم على تلميذه في مدرسة نبروه وتعليم الدقهلية يتخذ قرارات عاجلة    بلاغ للنائب العام يتهم الفنانة جوري بكر بازدراء الأديان    سحب 116 عينة من 42 محطة وقود للتأكد من عدم «غش البنزين»    بيولي ل في الجول: الإقصاء الآسيوي كان مؤلما.. وأتحمل مسؤولية ما حدث أمام الاتحاد    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    أخبار × 24 ساعة.. التموين: شوادر لتوفير الخراف الحية واللحوم بدءا من 20 مايو    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ.ح حسام سويلم يكتب:
مراهقون يسعون إلى تمزيق مصر لدويلات! الإخوان حكموا سنة واحدة كشفوا تآمرهم وخيانتهم
نشر في الوفد يوم 08 - 04 - 2014

لم يحدث فى تاريخ مصر القديم ولا الحديث أن وقف مصرى واحد يهتف ضد جيش بلاده، إلا عندما ابتليت مصر بهذه الطغمة من المراهقين الذين تربوا فى فريدوم هاوس بأمريكا ومنظمة تيلور فى صربيا وأكاديمية التغيير فى لندن
ثم فى الدوحة، الذين أنفقت عليهم أمريكا أكثر من 50 مليون دولار، بشهادة السفيرة الأمريكية باترسون أمام لجنة الكونجرس، فضلاً عن التمويل الذى وفره الملياردير اليهودى جورج سورس، رئيس المنظمة الدولية لإدارة الأزمات ICG ومحمد البرادعى عضو فيها، لكى يكونوا أدواتها فى تنفيذ أهدافها بتمزيق مصر إلى عدة دويلات فى إطار مخطط الشرق الأوسط الكبير، وبأسلوب الثورة الخلاقة الذى ابتدعته كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، فى عام 2006 لتدمير البلدان العربية والإسلامية من داخلها وبأيدى أبنائها بإثارة العنف والاضطرابات والفوضى فى جنباتها وتسليم السلطة إلى جماعة الإخوان المسلمين لتستكمل تنفيذ المخطط الأمريكى، وعندما اكتشف الجيش أبعاد هذا المخطط القذر، وتصدى له بكل قوة ليحول دون إنفاذه، رغم الضغوط التى تعرض لها داخلياً وخارجياً، شرع هؤلاء المراهقون ومن معهم من المتنطعين سياسياً وإعلامياً فى توجيه الشتائم البذيئة للجيش، رافعين عقيدتهم بشعارهم الدنيئ «يسقط حكم العسكر»، بل وشاهدناهم يرفعون لافتات بهذا الشعار فى شوارع واشنطن ولوس أنجلوس ونيويورك، مرددين البذاءات نفسها التى يطلقونها فى مصر، متهمين قادة الجيش بأنهم يريدون حكم البلاد، مطالبين الإدارة الأمريكية بقطع مساعداتها العسكرية عن الجيش المصرى، وهى الخيانة فى أبشع وأحط صورها، عندما كشف لك زيف وبطلان دعاويهم بتسليم المجلس العسكرى فى 30 يونية 2012 السلطة إلى رئيس منتخب محمد مرسى، الذى تحالف معهم وأدخلهم فى لجنة إعداد دستور 2012 المشوه، اختفى هذا الشعار حتى ظهر مرة أخرى بعد سقوط حكم الإخوان الإرهابى على أيدى الشعب فى ثورته التى دعمها الجيش فى 30 يونية 2013، وفى هذه المرة شارك فى رفع هذا الشعار البذيئ ليس فقط مُدعو الثورية، ولكن معهم أيضاً وعلى رأسهم الإخوان المتأسلمون المتاجرون بالدين وبالدم، والذين أصابتهم لوثة زوال حكمهم بعد سنة واحدة سوداء حكموا فيها مصر، كشفوا خلالها كل سوءاتهم القذرة وخياناتهم وتآمرهم مع كل أعداء مصر، فضلاً عن فشلهم الذريع فى إدارة شئون البلاد، ناهيك عن مشاركة باقى عناصر الطابور الخامس من بعض من يطلقون على أنفسهم النخبة السياسية، ونشطاء السبوبة ونحانيح شهداء ومصابى الثورة، وغيرهم من المخنثين سياسياً وعدد من الإعلاميين والمتشدقين بحقوق الإنسان الذين لم نسمع لهم صوتاً فى الدفاع عن حقوق رجال الشرطة والجيش الذين استشهدوا فى سبيل الدفاع عن هذا البلد وحرماته، وتركوا من ورائهم يتامى وأرامل وآباء وأمهات ثكلى ولكن وجدنا هؤلاء المخنثين يجتهدون فقط فى الدفاع عن حقوق المجرمين والإرهابيين والقتلة المحكوم عليهم بالإعدام والسجن، وأخذوا يصدعوننا ليل نهار بتنظيراتهم الغبية البعيدة عن الفهم والعلم والإدراك، يرفضون تارة ويعترضون تارة أخرى، فى الوقت الذى لم نسمع لهم إدانة للعمليات الإرهابية التى تجتاح مصر ليل نهار، ولم نرهم يشاركون فى تشييع جنازة واحدة لأحد من رجال الشرطة أو الجيش الذين استشهدوا وهم يدافعون عنهم وعن أهاليهم وذويهم لينعموا بالأمن والاستقرار، كما لم نرهم فى زيارة مصاب فى عملية إرهابية، أو أسرة ترملت، وتيتمت بسبب هذا الإرهاب الأسود، أو يعدون تقريراً واحداً يتحدث عن حقوق رجال الشرطة الشهداء والمصابين وذويهم، ويدين هذه الجرائم الإرهابية، ويكشف حقيقة تبعية هؤلاء المجرمين لأعداء مصر فى الخارج، كذلك لم تشاهد لهم مؤتمراً واحداً فى أى محافظة يدعمون فيه الجيش والشرطة، أو ينسقون فيما بينهم لإظهار الحقيقة والخارج باستثناء قلة من الأكاديميين الشرفاء، هذا فى الوقت الذى يناضل فيه رجال مصر الشرفاء فى الجيش والشرطة من أجل أمن واستقرار البلاد غير عابئين بما ينالهم من اعتراضات وشتائم وسخائم على ألسنة هؤلاء المخنثين الحمقى والمغيبين، غير القادرين على تحريك سكان حارة واحدة ضيقة أو حل مشكلة واحدة من المشاكل التى تعانيها مصر.
لماذا يرفضون كل من له خلفية عسكرية؟!
لقد أدرك أعداء مصر فى الداخل والخارج منذ اليوم الأول لثورة يناير أن العائق الأساسى ضد تنفيذ مخططاتهم هو الجيش المصرى، فبعد أن نجح الجيش فى سد الفراغ الأمنى الذى أحدثته ميليشيات الإخوان وحماس وحزب الله بإحراقهم أكثر من 160 منشأة شرطية، واقتحام حوالى 60 سجناً وإطلاق سراح المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد والسجن، أدرك هؤلاء الأعداء أن عددهم التالى بعد الشرطة هو الجيش، لاسيما أن هو الذى سحقهم أيام جمال عبدالناصر، فبدأوا فى حملة ممنهجة لغسل عقول أبناء الشعب زاعمين أن الحكم العسكرى هو سبب كل المصائب التى حلت بمصر، مطالبين برئيس مدنى ليس له خلفية عسكرية، وزرعوا هذا المطلب المخادع فى الوعى الشعبى كغاية وهدف فى حد ذاتها، وذلك لتحييد المؤسسة العسكرية أو أى شخص ينتمى إليها، لعلمهم يقيناً أن من ينتمى لهذه المؤسسة عقيدته وطنية خالصة، ويصعب اختراقها، هذا مع الخلط الغاشم والمتعمد بين رئيس ذى خلفية عسكرية والحكم العسكرى، فهناك فرق كبير بين الاثنين، ذلك أن الحكم العسكرى يعنى أن يتحكم الجيش فى كل مفاصل الدولة من قضاء ونيابة وحكومة ونقابات ومنظمات ومؤسسات.. إلخ، أما الرؤساء ذوو الخلفية العسكرية، فهذا ما سعت إليه الشعوب عندما ألمت بها الخطوب والأزمات أو فى أعقاب الحروب، فقد كان محمد على ذا خلفية عسكرية نادى به المصريون عندما ذاقوا مرارة حكم المماليك، وكان أيزنهاور قائداً للجيوش الأمريكية التى انتصرت فى الحرب العالمية الثانية وكان مطلوباً بشدة لمواجهة تبعات ما بعد هذه الحرب، الأمر نفسه بالنسبة لتشرشل، قائد البحرية البريطانية، الذى خاض مع البريطانيين الحرب العالمية الثانية، وقال عندما انتخبوه «لا أعدكم إلا بمزيد من الآلام وأطالبكم بالصبر عليها»، وأيضاً الجنرال شارل ديجول محرر فرنسا فى الحرب العالمية الثانية، الذى لم يجد الفرنسيون سواه ينقذهم من الاضطرابات التى حلت ببلادهم بسبب تورطها فى الجزائر، ولينقذها من نيران الحرب الأهلية التى كانت متجهة إليها فى السيتينات، وهو السبب نفسه الذى دفع المصريين للجوء إلى قائد جيشهم الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى 30 يونية 2013 لينقذهم من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت على وشك أن تبيع مصر فى مائدة اللئام، فاستجاب لهم وساندهم ومعه الجيش الذى أنقذهم من براثن هذه الجماعة الإرهابية، لذلك طالبوه وبإلحاح بالترشح للرئاسة ليخلصهم من بقايا هذه الجماعة ويقبض على إرهابها، ويحل باقى مشاكل مصر ويعيد لها الأمن والاستقرار والمكانة الدولية التى تستحقها
ولأن الإخوان الإرهابيين يعلمون جيداً أن الجيش وقيادته الوطنية المتماسكة، قادرون بفضل الله وبحكم طبيعة العقيدة العسكرية التى تحكمهم أن يحققوا للمصريين أحلامهم فى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، وأنهم بحكم ما اكتسبوه من خبرات فى تخطيط وإدارة الحروب والأزمات، قادرون بإذن الله على انتشال مصر من وهدتها، وأن يستغلوا القدرات والإمكانات المادية والمعنوية المتواجدة فى أرض مصر وشعبها وما أكثرها، لينعم بها هذا الشعب، لذلك زاد سعار الحرب التى تشنها جماعة الإخوان ضد الجيش وقادته، يساندهم فى ذلك مدعو الثورية والمتشككون فى كل شىء، فما يكادون يسمعون اسم عبدالفتاح السيسى حتى يصيبهم سعار «يسقط حكم العسكر»، فيكيلون له الشتائم، ويرددون ضده وضد الجيش الشائعات والافتراءات والأكاذيب، متخيلين أنهم كلما هتفوا بهذا الهتاف البذىء القذر، علت أسهمهم الثورية، وكلما زاد سعرهم فى نظر أعداء مصر فى الخارج وزاد تدفق الأموال الحرام عليهم، حتى وصل الأمر إلى تنطع بعضهم أمام كاميرات إحدى الفضائيات زاعمين زوراً وإفكاً وبهتاناً بأن «الشعب المصرى لن يقبل بعد اليوم رئيساً أو وزيراً أو مديراً لأى مؤسسة ذى خلفية عسكرية»، حتى إن إحداهن كانت أكثر تحديداً، فقالت «إن المصريين يرفضون أى شخص خدم فى القوات المسلحة ولو ليوم واحد»!! وهكذا يتقيأون علينا أحكاماً مطلقة باسم الشعب الذى لم يفوضهم ليتحدثوا باسمه، فضلاً عن أن معظمه لم يعد يطيقهم، أضف إلى هؤلاء حزب اللامبالاة الذى لا يعجبه أحد ولا يؤيده أحد، ولا ينظر إلا من خلال نظارة سوداء يرى خلالها أنه لا فائدة من إصلاح فى مصر، وهكذا أصبحت مصر مرتعاً لمجانين الحياة السياسية وسوقاً كبرى لمحترفى البذاءة بكل أصنافها «دينى وطنى ثورى وسوداوى».
شرف الانتساب للمؤسسة العسكرية
أنا ذو خلفية عسكرية وافتخر وأتشرف بالانتساب للمؤسسة العسكرية، حيث قضيت فى رحابها نحو خمسين عاماً، حيث التحقت بها وعمرى ثلاثة عشر عاماً بالثانوية العسكرية 1951، ثم بالكلية الحربية ومدرسة المدفعية ووحدات المدفعية، كما عملت فى هيئات ومؤسسات وأكاديميات وكليات ومعاهد القوات المسلحة، وخضت غمار حروب 1956، 1967، 1973، وأصبت فى الأخيرة، وعندما عملت ملحقاً عسكرياً بالهند عام 1975 شاهدت وسمعت مدى تقدير ممثلو الجيوش الأخرى الدور الرائع الذى قام به الجيش المصرى فى انتصار حرب أكتوبر 1973، ولن أنسى ما حييت ما قاله لى الملحق العسكرى الأمريكى، فى أول لقاء جمعنى به «لقد كنت فى البنتاجون مسئولى عن متابعة الأعمال القتالية للجيش المصرى فى مواجهة إسرائيل، وأريد أن أخبرك حقيقة مهمة وهى أنكم فى مصر كنتم أشبه بمن يمسك بعصا غليظة «شومة» يواجه بها الإسرائيلى الحامل رشاش كلاشنكوف، ورغم الفارق الكبير بين السلاحين فقد انتصر المصرى حامل «الشومة» على الإسرائيلى حامل الكلاشنكوف».
لقد عشت أياماً جميلة فى ربوع المؤسسة العسكرية المصرية رغم مشقتها، وكان يخفف من هذه المشقة شعور داخلى بالزهو لكونى أخدم فى أعظم وأشرف مؤسسة مصرية، لكون أبنائها على استعداد للتضحية بأرواحهم فى سبيل مصر، فقد تعلمنا فى الجيش فى الحرب وفى السلم، أن كلامنا مشروع شهيد بحق وأن الاستشهاد فى سبيل الوطن الغالى مصر قيمة عليا وشرف لا يدانيه شرف، وتعلمنا أيضاً أن العمل الجاد الخالص لوجه الله والوطن هو ما ينبغى أن يكون هدف ومسعى كل من ينتمى لهذه المؤسسة العظيمة، وأن ذلك وحده هو السبيل إلى الترقى فى صفوفها، وذلك فى إطار نظام صارم حقيقى، مطبق يعتمد على التأهيل التدريبى واكتساب الخبرات وتقييم المؤسسات القيادية، بحيث لا يصل إلى المناصب الأعلى إلا الأكفاء عسكرياً، وتنعدم فيه المحسوبية والنفاق والأشياء الأخرى التى تسمع عنها فى مؤسسات أخرى فى الدولة.
ولقد أدركت وأدرك معى كل من تشرف بالخدمة فى المؤسسة العسكرية المصرية أن جيش مصر هم المصريون ولكن فى أبهى صورهم، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى، متعلم وغير متعلم، متطوع ومجند، فلاح وصعيدى، الكل ينصهرون فى بوتقة واحدة هى بوتقة الجيش، يصطبغون فيها بقيم إيجابية واحدة من الانضباط والإنجاز والجدية، وتربط الجميع عقيدة عسكرية واحدة مفادها هو أن كل ما هو فوق أرض مصر غال، ويستحق الدفاع عنه بالروح وبالدم حتى وإن كان حفنة تراب من أرضها.
لذلك لم يكن غريباً أن تلتف جماهير الشعب حول المشير عبدالفتاح السيسى ومعظمهم سبق لهم أن خدموا فى القوات المسلحة وتشربوا بعقيدتها ومبادئها، يرون فيه المنقذ من براثن الاحتلال الإخوانى، ويطالبونه بالقضاء على الإرهاب والمحافظة على بقايا الدولة المصرية التى سرقها الإخوان وأوشكت على الانهيار، ويدافع عنها أمام محاولة أخونتها ومنع التعامل باستحقاق مع ملفاتها الأمنية وأن يعيد لمصر ومكانتها وهيبتها إقليمياً ودولياً، كما لم يكن غريباً أن يستجيب «السيسى» لنداء المصريين، كما استجاب من قبل سيف الدين قطز لنداء جدودهم ليحفظ مصر من هجوم التتار الوشيك فى عام 1265م، فكانت هزيمتهم فى عين جالوت على أيدى الجيش المصرى بقيادته، كما استجاب أيضاً من قبل صلاح الدين الأيوبى لنداء المصريين لينقذ القدس من حكم الصليبيين الذى استمر جاثماً على بلدان المشرق العربى 198 عاماً، حتى جاء انتصار حطين عام 1187، على أيدى الجيش المصرى بقيادته، وتم استعادة القوى فى العام التالى مباشرة، وهكذا نجد فى لحظات فارقة فى تاريخ هذا البلد مصر من يهيئ المولى عز وجل لها من أبنائها من يأخذ بيدها وينقذها من براثن الاحتلال الخارجى أو الداخلى، لذلك لم يكن ترشيح المصريين ل«السيسى» رئيساً إلا استمراراً لهذه السياسية الإلهية، التى تُسبِّب أسباب ظهور هذا «المنقذ» وتمكينه رحمة من الله بكنانته فى الأرض وأهلها.
تعلمنا أيضاً فى المؤسسة العسكرية، وبل وتشربنا بفريضة حب الوطن والشعور بالفخر للانتماء والولاء لمصر الغالية، وأنه لا فرق ولا انفصال وله انفصام بين حب المصرى لوطنه وانتمائه له، وحبه وانتمائه لعقيدته وهو ما تدعيه وتزعمه باطلاً جماعة الإخوان التى تطالب أبناءها بأن يكون ولاؤهم وانتماؤهم فقط لجماعتهم وأن الوطن فى نظرهم ما هو إلا أرض وماء وكلأ مما تجتمع عليه البهائم»!! على حد تعبير كاهنهم سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق» أنشدنا فى صفوف الجيش المصرى «بلادى بلادى.. فداكى دمى»، ووقفنا تحية للعلم المصرى للسلام الوطنى نهتف كل يوم «تحيا جمهورية مصر العربية»، تنبض قلوبنا بالدعاء إلى الله أن يظل هذا العلم خفاقاً على أرضنا الخضراء، هذا العلم الذى رفعه جنودنا فى سيناء، وضحى من أجله رجال أوفياء، لقد زرعت فينا المؤسسة العسكرية حب الوطن وجعلت هذا الحب يسرى فى عروقنا مسرى الدم، لا نبحث له عن سبب، بل كان حباً تلقائياً ألقاه الله تعالى فى قلوبنا لهذا البلد الوفى كرمه المولى عز وجل بذكره فى القرآن الكريم، وأوصى به وبأهله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ووصفها حضرته بأنها «كنانة الله فى الأرض» من أرادها بسوء قصمه الله لذلك لم يكن غريباً أن تتشرف أرض مصر بأن يقدم إليها معظم رسل الله الكرام، كما كانت مقاماً ومثوى معظم أهل بيت رسول الله وصحابته.
لماذا نعم لرئيس ذى خلفية عسكرية؟
تشمل المؤسسة العسكرية فى تشكيلها هيئات وإدارات تماثل فى أعمالها ومهامها المؤسسات والإدارات المدنية الموجودة فى الدولة والقائد العام هو الذى يشرف على تخطيط وتخصيص مهام هذه الهيئات والإدارات ويتابع مدى نجاحها فى تنفيذ مهامها، واتخاذ القرارات الفورية للقضاء على أى مصاعب تعوق تنفيذ هذه المهام.
فعلى سبيل المثال، فإن القائد العام مسئول عن توفير وتحقيق الأمن الغذائى لكل تشكيلات ووحدات القوات المسلحة فى جميع أنحاء الدولة وبطول حدودها، بل أيضاً من يعملون خارج حدودها وليس فى السلم فقط، بل وفى أصعب ظروف الحرب، بل ومسئول أيضاً أن يوفر للمؤسسة العسكرية المصادر الذاتية من مزارع ومصانع ليس فقط فيما يتعلق بالاحتياجات الغذائية، بل أيضاً غير ذلك من الاحتياجات المعيشية من مهمات ومياه ووقود ومبان.. إلخ، وذلك حتى لا يقع الجيش تحت طائلة القطاع الخاص، وهو ما يماثل مهام وزارات التموين والتجارة الداخلية على مستوى الدولة، ويوفره فى الجيش جهاز الخدمة الوطنية الذى تتسع خدماته لتشمل المدنيين فى جميع محافظات الدولة.
وعلى سبيل المثال أيضاً فإن القائد العام مسئول عن تدريب وتعليم جميع العاملين فى المؤسسة العسكرية، بإنشاء الكليات والمعاهد العليا والأكاديميات لتأهيلهم لأعلى الدرجات العلمية، وإرسال البعثات التعليمية للخارج، ووضع المناهج والبرامج التعليمية، وخطط التدريب المهنى والفنى والتكتيكى والاستراتيجى بما يكفل استمرار الكفاءة القتالية لجميع أفرع القوات المسلحة، وهذا ما يماثل عمل وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى.
كما أن القائد العام مسئول كذلك عن توفير التأمين الطبى بشقيه الوقائى والعلاجى لجميع القوات وفى جميع الظروف، واتخاذ قرارات إنشاء المستشفيات ومراكز الإسعاف والعلاج على مختلف المستويات، وتوفير وسائل العلاج والأدوية والرعاية الطبية وتوفير الأطباء وتأهيلهم على أعلى المستويات داخلياً وخارجياً، وكذلك أطقم التمريض، وهذا ما يماثل مهام وزارة الصحة.
والقائد العام مسئول أيضاً عن تأمين وسائل الاتصالات المختلفة بين القيادات على المستويات المختلفة، وما يتطلبه ذلك من عمل شبكة كابلات أرضية وشبكات لاسلكية وهواتف محمولة وشبكات استراتيجية خاصة مأمونة واستخدام ما وصلت إليه التقنيات الحديثة فى علم الاتصالات عن وسائل تأمينها ضد أى أعمال عدائية من تشويش وتجسس، وهو ما يماثل مهام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
والقائد العام مسئول عن تأمين ما يلزم لتحركات القوات من إنشاء طرق وكبارٍ ومحاور ومبانٍ واستمرار تمهيدها وصيانتها فى جميع أنحاء الدولة، وتحت أصعب الظروف، بل وإنشائها أيضاً خارج حدود الدولة إذا ما عملت القوات البرية خارجها، وهو ما يماثل عمل الهيئة العامة للطرق والكبارى.
كذلك يعتبر القائد العام مسئولاً عن توفير الموارد المالية للقوات المسلحة، سواء من العملة المحلية أو العملة الصعبة، وبما يلبى جميع احتياجاتها، سواء فى مجال النسيج أو الاحتياجات اللوجيستية الأخرى، فضلاً عن رواتب العاملين فى القوات المسلحة من عسكريين ومدنيين، فضلاً عن تأمينات ومعاشات، وهو ما يماثل عمل وزارة المالية وهيئة التأمين والمعاشات.
كما يعتبر القائد العام مسئولاً أيضاً عن المحافظة على الروح المعنوية للقوات المسلحة وإبقائها فى حالة مرتفعة دائماً رغم ما تواجهه من حرب نفسية معادية، والتوعية السياسية المستمرة للقوات بما يجرى من أحداث على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية، وما يستتبع رفع الروح المعنوية من العناية بشئون الأفراد والترفيه عنهم، وعمل النوادى الرياضية والمصايف والرحلات الترفيهية، وهو ما يماثل عمل وزارات الشباب والرياضة والثقافة والإعلام.
هذا فضلاً عن مسئولية القائد العام عن تأمين الاحتياجات اللوجيستية للقوات المسلحة فى السلم والحرب، من شئون أفراد بدءاً من التجنيد أو التطوع أو الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية لتخريج الضباط، وإسكانهم وإعاشتهم، والإمداد بالأسلحة والذخائر والمعدات الحربية الحديثة ومركبات القتال المختلفة وصيانتها وإصلاحها لتكون دائماً فى حالة عالية من الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى، وهو ما يماثل عمل وزارات وهيئات مدنية مماثلة، فضلاً عن المحافظات.
كما يلعب القائد العام للقوات المسلحة دوراً محورياً فى إعداد الدولة والشعب والأرض للحرب وذلك من خلال فرع مخصص لذلك فى هيئة العمليات ويقوم بالتعاون والتنسيق مع جميع وزارات وهيئات الدولة لتكون الدولة والشعب جاهزين فى جميع الأوقات لمواجهة أعباء وتبعات الحرب إذا ما فرضت على الدولة، وبما يجعل القائد العام فى الصورة تماماً بقدرات وإمكانات الدولة فى جميع أبعادها الجيوبوليتيكية ومدى استعدادهما لتلبية احتياجاتها فى الحرب ويحقق الانتصار فيها، ومما قد يتطلبه ذلك من سد أى نقص أو ثغرات.
ولأن القائد العام عضو فى مجلس الدفاع الوطنى والأمن القومى فهو من هذا الموقع ومعه مدير الاستخبارات الحربية، وبالتنسيق مع وزيرالخارجية ووزراء آخرين ومدير المخابرات العامة الأعضاء فى المجلسين، على إدراك كامل بالعدائيات التى تهدد الدولة فى الداخل والخارج ونواياها فى المديين القريب والبعيد ووضع خطط مواجهة هذه العدائيات دبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً ويدخل فى إطار عمل كل من هيئة عمليات القوات المسلحة وجهاز المخابرات الحربية.
ولأن مفهوم تخطيط وإدارة العمليات العسكرية والأزمات ينهض على أساس مواجهته من خلال الإحاطة الكاملة بكل أبعادها، ثم تجزئتها إلى أجزاء والتعامل مع كل جزء بدءاً بتحديد عناصرالقوة وعناصر الضعف فيه على أساس العمل على إضعاف عناصر القوة عند العدو أو تحييدها، وكذلك استغلال عناصر الضعف فيه بتوجيه الضربات الرئيسية ضدها، ثم تحديد الإمكانات اللازمة للمواجهة وحشدها والتأكد من كفاءتها ووضع خطة استخدامها لتدمير عناصر القوة عند العدو، وتدريب قواتنا على تنفيذ هذه الخطة والتنسيق فيما بينها، وأخيراً التأكد من نجاح القوات فى تنفيذ الخطة الموضوعة، وتفهمهم للمهام المكلفين بها، وذلك من خلال التفتيش عليهم واختبارهم، بفرض أصعب السيناريوهات المحتمل مواجهتها والوقوف على ردود أفعالهم فضلاً عن توقع الأزمات قبل نشوبها وتوجيه الضربات الاستباقية عند اللزوم، وهذا هو الأسلوب الأمثل فى إدارة الأزمات الذى يتم التدريب عليه فى مركز صنع القرار وإدارة الأزمات فى القوات المسلحة، وهو ما ينبغى تطبيقه عندما تواجه الدولة أى أزمة سياسية أو أمنية مستقبلاً، لذلك فإن القائد العام يعتبر متمرساً بدرجة كافية فى هذا المجال بما اكتسبه من خبرات.
هذا التمييز الذى يتصف به القائد العام بما لديه من خبرات علمية وعملية وإدارية فى جميع شئون القوات المسلحة والتى تماثل نظيراتها فى باقى مؤسسات الدولة، مع قدرة عالية على التخطيط والمتابعة واتخاذ القرارات الرشيدة فى التوقيتات المناسبة، والتغلب على المصاعب والعقبات التى قد تعوق تنفيذ مهام المؤسسة العسكرية وهو ما لا يتوفر لدى رئيس مدنى مهما كانت كفاءته وقدراته، وذلك بحكم الخبرات التى يكتسبها العسكريون فى الحرب والسلم منذ بداية عهدهم بالمؤسسة العسكرية، ومسئولياتهم عن قيادة وحدات عسكرية صغرى، وحتى قيادة تشكيلات عسكرية تعبوية واستراتيجية، وتحملهم فى كل رحلة من مراحل حياتهم لمسئوليات جسام عمن هم تحت قيادتهم من ضباط وجنود فى السلم والحرب، فإذا ما وصل أحدهم بحكم الكفاءة إلى منصب القائد العام، فإن ذلك يكون دليلاً على تفوقه ونجاحه فى جميع المجالات التى تحتاجها الدولة، ومن ثم يبرز هنا خطأ وبطلان مزاعم أن القائد ذو الخلفية العسكرية لا يصلح لرئاسة الدولة لعدم وجود خلفية سياسية، فهى مزاعم مغرضة لا أساس علمياً ولا عملياً عليها بحكم ما سبق إيضاحه.
خلاصة القول
لم يكن الفريق صدقى صبحى، وزيرالدفاع الجديد، بعيداً عن الواقع الذى شخصه بامتياز عندما أشار فى حفل التخرج الأخير لكلية ضباط الاحتياط، إلى أن القوات المسلحة ستظل فى طليعة الشعب وقوى الدولة الشاملة وصاحبة المسئولية الأكبر فى حماية الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل، وعندما وجه حديثه للضباط الجدد قائلاً: «تحملون شرف الانتماء للعسكرية المصرية العريقة وتاريخها الوطنى المشرف الذى سطره رجال كان عطاؤهم للوطن بلا حدود، وأكدوا أن الدفاع عن سلامته هو واجبهم المقدس دون التفريط فى أمنه واستقراره، فالقوات المسلحة عبر تاريخها العريق جسدت أسمى معانى الشجاعة والوطنية لخير أجناد الأرض الذين أيدهم الله تعالى لحماية شعب مصر العظيم جيلاً بعد جيل.
ثم أكد ما سبق أن سُقناه من أن القوات المسلحة مجتمع ذاتى كامل يقوم على الخدمة بها رجال أوفياء يؤكدون كل يوم إيمانهم المطلق بأن قوة الوطن وعزته من قوة قواتها المسلحة وعزتها، ثم أوصى فى نهاية كلمته الخريجين بحمل الأمانة بكل الصدق والإخلاص، والتفانى والتمسك بمبادئ وقيم العسكرية المصرية وتقاليدها، والاستفادة من خبرات وتجارب قادتها والارتقاء بمسئولياتهم الفكرية والثقافية لتظل القوات المسلحة درعاً قوية تحمى الوطن وحصناً منيعاً لشعبه العظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.