وأخيرا بدأت حملة التطهير.. تطهير سيناء واستردادها من الإرهابيين الذين سطوا عليها على مسمع ومرأى، وتحت رعاية الرئيس السابق، وأهله وعشيرته. فبعد أن فاق الإخوان المسلمون من الصفعة التى وجهها إليهم الشعب المصرى بتأييد الجيش، وتأييدا للشرعية الثورية؛ بدأ الوجه الحقيقى لهم أن ينكشف، وبدأت الحرب العلنية المسلحة على المصريين وعلى جيشنا العظيم، وعليه، فتارة ينشرون شائعات بأن ما حدث هو انقلاب عسكرى، وتارة يهجمون على الشعب بقوى مسلحة.. فضلا عما يحدث فى سيناء.
وعليه فقد قام الجيش بإعلان الحرب على المجرمين، وجميع البؤر الإرهابية، فى إطار خطة التطهير. ننشر لكم تفاصيل هذه الخطة، ونؤكد أن ثورة 03 يونيو.. ثورة شعب أيدها الجيش، وليست انقلابا عسكريا. كانت بداية الشائعات التى أطلقها الإخوان هى أن ما حدث فى ثورة 03 يونيو ليست ثورة شعب، إنما هى ثورة جيش وانقلاب عسكرى. وبالرغم من أن الشعب نفسه أكد أن ثورته جاءت بإرادته الحرة، وبرغبته الخالصة فى التخلص من الإخوان وحكمهم الذى عاد بالبلد كثيرا للوراء. بالإضافة إلى الضغوطات التى تمارس من بعض الجهات الخارجية التى تساند حكم الإخوان مثل أمريكا وتهديدها بسحب معوناتها العسكرية للجيش المصرى، والذى أدار لها وجهه مع الشعب المصرى. ∎ شائعة الانقسامات ثم توالت الشائعات التى وصلت إلى صفوف الجيش نفسه، والادعاء بوجود انقسامات داخله، وضغط قادة الجيوش على الفريق السيسى بالتراجع، مما جعل المتحدث العسكرى يؤكد أن ما تردد حول قيام قادة الجيوش الميدانية بالضغط على السيد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى لسحب بيانه الخاص بخارطة المستقبل واستعادة النظام السابق لتجنب الحرب الأهلية غير صحيحة شكلاً وموضوعاً. وتأتى فى إطار العمليات المستمرة لنشر الشائعات والأكاذيب كإحدى وسائل حرب المعلومات الممنهجة والموجهة ضد القوات المسلحة بهدف شق صفها والنيل من تماسكها القوى على مدار تاريخها الطويل. كما أن الإجراءات التى اتخذتها القوات المسلحة نحو ثورة 03 يونيو المجيدة جاءت لتحقق مطالب الشعب المصرى وطموحاته المشروعة وتلبية لإرادته التى عبر عنها ملايين المصريين فى جميع ربوع الوطن. الجيش ينشر قواته فى المحافظات وعندما لم يجد الطرف الثالث فائدة من الشائعات اللفظية، بدأ بالهجوم المسلح الممنهج على مبانى المحافظات وجميع الميادين التى يقبع بها المتظاهرون معارضو الرئيس المعزول، واشتبكوا معهم، مما فرض على الجيش التدخل لتأمين المواطنين، وحمايتهم ونشر قواته ومدرعاته فى الميادين، والمناطق الحيوية وأمام المؤسسات العامة، مثلما حدث فى ميدان التحرير أمام ماسبيرو، وفى ميدان سيدى جابر بالاسكندرية،وغيرها من ميادين مصر. ∎ الجيش الثالث يعلن الطوارئ أما فيما يخص السويس ومدن القناة، فقد أعلن الجيش الثالث رفع حالة الطوارئ وذلك بعد تعدى مؤيدى الرئيس المعزول على قوات الجيش الثالث الميدانى بالسويس رافعين رايات القاعدة السوداء ويرددون هتافات عدائية وتحريضية على الجيش وتدعو للفتنة. كما قامت قيادة الجيش الثالث الميدانى بنشر قوات من تشكيلات الصاعقة على طول المجرى الملاحى لقناة السويس، لتشديد الرقابة الأمنية على القناة وتأمين السفن المارة بها، تحسبا لتعرضها لأى هجوم من أى عناصر إرهابية. وقررت القيادة تزويد القوات بقمصان واقية ضد الرصاص، وسلاح ليزر لمنع تسلل أى عناصر تخريبية. ∎ لا تهاون وفى تصريح خاص.. قال اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى إن القوات ستتعامل بطريقة مباشرة وسريعة وحاسمة مع أى عناصر تحاول التسلل للمجرى الملاحى للقناة، كما أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية بصورة كبيرة على شاطئ خليج السويس والمعديات التى تربط الضفة الشرقية بالغربية وتربط سيناءبالسويس. وأشار اللواء عسكر إلى إعلان حالة التأهب القصوى والطوارئ بمحافظتى السويسوجنوبسيناء، ورفع درجة الاستعدادات والاستنفار الأمنى بالمحافظتين، وأنه تم تكثيف التأمين بجميع المنشآت الحيوية، وذلك بعد الأحداث الدامية التى شهدتها الجمهورية، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التى تحدث بسيناء. وأضاف: التعليمات التى تلقتها القوات من قيادة الجيش هو الالتزام بأقصى درجات النفس والتأكيد أن الجيش ينحاز للشعب وليس لفصيل دون الآخر، وأنه رغم الهتافات العدائية والألفاظ النابية ودعوات التحريض من المتظاهرين فإن القوات ملتزمة ولن تسمح باقتحام الديوان العام وجميع المنشآت الحكومية. وأكد أن الجيش لن يتهاون نهائيا مع هذه العناصر والمخربين والساعات القادمة ستشهد استخداما وتعاملا قاسيا مع كل من يحاول تخريب مصر. الجيش الثانى أما بالنسبة لسيناء فقد أعلن اللواء - أحمد وصفى - قائد الجيش الثانى بدوره رفع حالة الطوارئ بالمدن المنوط بهم القيام بأعمال تأمينها، وهى: محافظات شمال سيناء وبورسعيد والشرقية والإسماعيلية، وفرض حظر التجول على مدينة الشيخ زويد، وذلك بعد أن شهدت محافظة شمال سيناء 01 هجمات إرهابية غاشمة متوالية على كمائن أمنية متفرقة ومعسكر قوات الأمن المركزى برفح ومطار العريش وجهة سيادية برفح، وأسفرت الهجمات عن استشهاد مجند بكمين للجيش وإصابة 7 آخرين من الجيش والشرطة، فضلا عن تفجير خط الغاز الطبيعى المتجه إلى الأردن. وأيضا بعد الهجمات المكثفة على مدينة الشيخ زويد، ومهاجمة مجهولين كمائن أمنية للشرطة فى مناطق: «الشيخ زويد، ورفح، وأبوطويلة»، و3 أكمنة على الطريق الدائرى جنوبالعريش، وكمين أمنى للقوات المسلحة بمنطقة الجورة. كما شهدت مدينة العريش هجوماً بالأسلحة الثقيلة على مطار العريش، ولم يسلم معسكر قوات الأمن المركزى أيضاً من هذه الهجمات الغاشمة، حيث تعرض لهجوم مماثل بالأسلحة الثقيلة من قبل مجهولين أيضاً يستقلون سيارات دفع رباعى. وبناء عليه دفعت القوات المسلحة بثلاث طائرات عسكرية أقلعت من مطار العريش وحلقت فى سماء شمال سيناء، بعد توقف الهجوم على المطار الذى عطل حركة الطائرات. ∎ شائعات مخجلة من جانبه وصف اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى: شائعات انقسام الجيش مخجلة ومن يُطلقها لا يفهم مقومات القوات المسلحة المصرية، فالجيش لن ينقسم تحت أى ظروف، لأنه غير طامع فى سلطة ولا يهدف إلا مصلحة الوطن. فنحن تربينا من صغرنا على أن المصلحة العليا لمصر هى أهم شىء وتراب مصر وبحرها لابد أن نحميه بدمائنا، وشعب مصر هو مصر، وما يقال من انشقاقات لا يتماشى مع مبادئنا». وما حدث فى 03 يونيو دليل على الهدف العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع سلم مصر لأهل مصر، ولم ير الشعب أى غرض من الجيش. كما أن القرار الذى تم اتخاذه جاء بعد تشاور القيادة، بناء على معطيات ومن يتحدث عن انشقاق لا يعى ثقافة ومبادئ القوات المصرية، فنحن محايدون وليس لنا أى ميول قبلية أو عقائدية، توجهاتنا كلها نحو مصر والشعب المصرى. ∎ الثمن حياته ونفى قائد الجيش الثانى الميدانى وجود أى ضغوط خارجية جعلت القرار عصيبا ومحفوفا بالمخاطر، وقال: نحن على استعداد للموت من أجل مصر، ويمكن أن تمارس الضغوط على أى أحد آخر، ولكن ليس علينا، فالعيد جاء قبل رمضان وكانت الفرحة بداخلى أنا والقادة بعد أن سلمنا البلد بلا أهداف. كما أكد اللواء أحمد وصفى أن قوات الجيش ستقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمن وأمان المواطنين فى أى بقعة من أرض مصر، وأن قوات الجيش على أهبة الاستعداد لكل من يحاول المساس بأمن الوطن. والجيش المصرى يعمل تحت قيادة وقلب رجل واحد من أجل تحقيق الأمن القومى لكل شبر من أرض مصر وشعبها العظيم. وأن قوات الجيش تؤدى دورها بكل شرف من أجل مصر وشعبها العظيم، مؤكدا فى الوقت نفسه أن قوات الجيش الثانى تقوم بدورها القومى فى حماية أمن البلاد عبر الحدود الشرقية وكذلك قناة السويس وحماية المواطنين وأرواحهم. وشدد اللواء وصفى على أن من يسعى لزعزعة أمن واستقرار البلاد سيكون الثمن حياته. ∎ إرهابيون ويعقب على ذلك اللواء محمد مختار قنديل الخبير الاستراتيجى والعسكرى، قائلا: بالطبع كان واضحا أن مرسى طوال سنة حكمه يصنع غطاء للجهاديين تحت مسمى الخلافة الإسلامية وتحرير بيت المقدس، وغيره من الكلام الذى كان يقوله لنا. وعندما رحل انكشف الغطاء عن هؤلاء الإرهابيين الذى لجأوا الآن إلى حرب عصابات فى مواجهة الجيش المصرى، وبالطبع ستكون حرباً لا هوادة فيها. فلن يقبل الجيش المصرى أن سيناء التى حررها بالدم أكثر من مرة أن يسيطر عليها مجموعة من الإرهابيين، أو يحولوها لإمارة إسلامية كما يدعون ويجب تحرير سيناء منهم. وإن كانوا يريدون تحرير بيت المقدس فليحرروه من مكان آخر غير سيناء، وخاصة أن ما يفعلونه الآن هو بمثابة حرب عصابات، له تكتيك اضرب.. صيب الهدف، واهرب، لذا على الجيش المصرى أن يكون شعاره.. اضرب.. صيب واجتز. والحقيقة أن الأمر لن ينتهى بسهولة، وسيأخذ وقتا ومن الممكن أن يصاب بعض المدنيين لأن الإرهابيين يتخفون دائما وسط المدنيين. وهناك أناس تحميهم فى البيوت، أو المزارع. فهم عصابات تحميها جهات خارجية مثل أمريكا، أو إسرائيل، وأيضا الإخوان المسلمين حتى يشغلوا الجيش فى سيناء، لكن الجيش المصرى قادر على ردع كل ذلك، فلو أراد الجيش أن ينتهى من كل ذلك فى ضربة واحدة لفعلها، لكن الجيش متحفظ حتى لا يقتل مصريين، وأيضا حتى لا يصاب الأبرياء من المدنيين، فالجيش يريد القضاء عليهم لكن بدون خسائر فى المدنيين. لكنى أرى أنه حلال قتلهم، لأنهم من بدأوا وكما رأيناهم يلقون بالمعارضين من فوق الأسطح، فأى دين هذا الذى يسمح لهم بذلك، فعبدالناصر قالها زمان.. هم ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين. ويضيف اللواء قنديل إن ما فعله الجيش قطع الطريق أن تتحول مصر لدولة إرهابية، أو لباكستان أخرى، وسنكون مع أمريكا وإسرائيل، وضد القوى الإسلامية المعتدلة فى مصر وخارج مصر. وإذا كان الإرهابيون 5 آلاف، فالجيش أضعاف ذلك، وسيقضى عليهم ومن الممكن تشكيل كتائب قوات خاصة للقضاء على الإرهابيين بدون أن يتأثر الجيش وعدده.