شيع الآلاف من أهالى قرية دهمشا التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، أمس، جثمان الشهيد محمد عبدالعظيم عباس 19 عاماً، ثالث شهداء المحافظة فى الحادث الإرهابى الذى استهدف كمين القواديس بسيناء، الجمعة الماضى. أدى الأهالى صلاة الجنازة على الشهيد بالمسجد الكبير بالقرية وحملوا الجثمان ملفوفاً بالعلم المصرى، وشارك جموع الأهالى من مختلف الأعمار فى تشييع الجثمان، مرددين هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، لا إله إلا الله، الإرهاب عدو الله» حتى وصلوا لمقابر القرية. وقال عبدالعظيم عباس، والد الشهيد: «عرفنا خبر استشهاد الجنود فى سيناء وحاولنا نتصل بابنى وكان تليفونه مقفول ومش عرفنا عنه أى حاجة ورُحت مركز شرطة مشتول السوق أسأل عليه قالوا مش نعرف حاجة ورجعت البيت وإحنا بندعى إنه يكون بخير وبحلول المساء اتصل بينا زميله وقال لنا إن محمد أصيب فى الانفجار وكانت المكالمة زى الصاعقة وطلعت أجرى على مركز الشرطة تانى أسألهم قالوا إنهم مش يعرفوا حاجة ومش عندهم أى إخطارات تخص ابنى». صمت الرجل الخمسينى وغلبته الدموع ليجهش فى البكاء، ثم حاول تمالك نفسه وتابع قائلاً: «أنا وبعض الأهالى والجيران ذهبنا للمستشفى العسكرى فى الدقى وسألنا فوجدنا اسم ابنى مقيداً فى المستشفى وأنه كان مصاباً فى انفجار سيناء وتوفى متأثراً بإصابته»، وتابع منهمراً فى البكاء: «تعرفت على جثمان ابنى فى ثلاجة الموتى وبعدين جبناه وجينا على البلد عشان ندفنه». داخل منزل بسيط جلست ناهد محمد يوسف، والدة الشهيد تسند ظهرها لأحد الحوائط يلتف حولها سيدات القرية متشحات بالسواد لتقديم التعازى لها وتكتفى السيدة بترديد عبارات «حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا هو المنتقم». من ناحية أخرى، دخل نجع الحشاشين التابع لقرية العطيات بمركز دشنا، شمال قنا، فى حالة حزن وبكاء شديد بعد استشهاد السيد سلامة عبدالعزيز، بعدما أصيب فى حادث كمين كرم القواديس بالشيخ زويد فى سيناء الجمعة الماضى، ووافته المنية فى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، بالقاهرة. تحول النجع إلى سرادق عزاء، وتوافد المئات من أهالى القرى المجاورة، منتشرين على جانبى الطرق والشوارع، انتظاراً لتشييع جثمان الشهيد. وقال محمود على، من أقارب الشهيد، إن «السيد من أقرب أصدقائى وأطيبهم، وكان يخرج معنا فى العمل كحداد مسلح، وكانت أمنيته أن يخرج من الجيش، ويسافر إلى الخارج حتى يتمكن من تزويج 3 شقيقات له، وتوفير نقود لعمل عملية لإحداهن، لأنها معاقة، حتى تسير بشكل طبيعى»، مؤكداً أن حالة أهله المعيشية صعبة جداً. وأضاف أن الشهيد «السيد» يكبره شقيق يدعى «جودة»، و5 شقيقات تزوج منهن 2، و3 أخريات واحدة منهن معاقة. وقال سيد محمود، من عائلة الشهيد، إنهم علموا بخبر وفاته قرب الساعة الحادية عشرة من مساء أمس السبت، من قبل أحد أفراد نجع الغرابوة بحرى، وتم إيفاد شخصين من العائلة إلى المستشفى العسكرى، وتم التأكد من وفاته. وتابع أن والدته علمت بالخبر صباح أمس، ودخلت فى غيبوبة، وذهبت إلى الوحدة الصحية، ثم أفاقت، ودخلت فى صراخ شديد حزناً على ولدها، مرددة «هاتوا ولدى يا كفرة».