عبَّر النجم أحمد السقا عن سعادته بنجاح فيلمه «الجزيرة 2»، مؤكداً أنه يتمنى تقديم جزء ثالث منه، مشيراً إلى فخره بالتوثيق لثورة 25 يناير من خلال أحداث الفيلم. وأكد «السقا»، فى حواره مع «الوطن»، أنه أحب شخصية «منصور الحفنى» فى الجزء الأول من الفيلم أكثر من الثانى، وأن مرور سبع سنوات على بدء عرض الجزء الأول لم يقلقه، لأن الجمهور حافِظ للفيلم. ■ هل كنت تتوقع تحقيق الفيلم لكل هذه الإيرادات المرتفعة؟ - لم أتوقع، ولكنى كنت أتمنى أن يحقق إيرادات مرتفعة، لأن كل فريق العمل اجتهد سواء أمام الكاميرا أو خلفها. ■ ألا تجد أن طبيعة «الجزيرة 2» بعيدة عن طبيعة أفلام موسم عيد الأضحى؟ - أكره كلمة المواسم السينمائية، ويجب أن نعرض أفلامنا طوال العام، وننافس ب60 فيلماً، كما كنا نفعل فى الماضى، فالسينما صناعة مهمة ومن أهم الموارد الاقتصادية لأى بلد. ■ معنى ذلك أنك موافق على منافسة 9 أفلام فى موسم واحد؟ - طبعاً وكنت أتمنى أن يكون هناك 30 فيلماً، فكل ذلك لصالح الجمهور، والحمد لله الأفلام كلها اشتغلت وحققت إيرادات مرتفعة فى عيد الأضحى، وما زالت مستمرة، وأتمنى أن تتنوع الأفلام ويكون هناك رواج أكثر وأكثر لصناعة السينما فى مصر. ■ مرّت 7 سنوات بعد تقديم الجزء الأول من فيلم «الجزيرة» فكيف استطعت أن تعيد تقديم الشخصية بهذه الجودة؟ - الحمد لله أننى استطعت فعل ذلك، فحرصت على مذاكرة الدور جيداً، كما أن فرق 7 سنوات لم يقلقنى لأنه ليس كبيراً، والناس أعجبت بالجزء الأول ولم تنسَ تفاصيله، وأهم شىء أننى أعمل تحت إدارة مخرج كبير مثل شريف عرفة، وهذا يكفى لنجاح أى عمل فنى. ■ ما الذى اختلف فى منصور الحفنى فى الجزء الثانى عن الجزء الأول؟ - أحببت منصور الحفنى فى الجزء الأول أكثر من الثانى، ففى البداية كان شخصية ذكية وقوية وطيب القلب، إلى حد كبير، لكنه فى الجزء الثانى تغير كثيراً وأصبح أكثر عنفاً بعد حبسه لمدة 10 سنوات فى السجن، وأيضاً ملامحه تغيرت وكبر فى السن وأصبحت شخصيته أقرب للشخصية الساخرة، وهذا يحدث عادة مع تقدم العمر. ■ البعض اتهم «منصور» بأنه يسىء للصعايدة وقدمهم كتجار مخدرات، فما تعليقك؟ - الصعايدة صخر الجبل وهم أحسن ناس، ولكن قصة الفيلم تطلبت ذلك، وهناك نماذج إيجابية وسلبية داخل الفيلم، و«الجزيرة» بشكل عام حدوتة مستوحاة من الواقع فى الجزء الأول، أما فى الجزء الثانى فهو الواقع الذى عشناه بالفعل خلال الثلاث سنوات الأخيرة. ■ معنى ذلك أن الفيلم توثيق لثورة 25 يناير؟ - شرف لى أن أقدم عملاً يوثق لثورة يناير العظيمة، فالفيلم به أحداث وتفاصيل مهمة عن ثورة يناير وحقائق يجب أن تعلمها كل الأجيال المقبلة، فأنا من جيل آخر، جيل السبعينات، وجيلى اعتمد على القراءة والكتب فى الحصول على معلوماته التاريخية، لكن الأجيال الحالية تعتمد معظم الوقت على التكنولوجيا والإنترنت فقط فى الحصول على المعلومات، وللأسف كثير من صفحات الإنترنت تزيّف الحقائق وتقدمها بوجهة نظرها الخاصة، لذلك فإننى فخور بأننى قدمت جزءاً كبيراً من أحداث يناير الحقيقية من خلال فيلم «الجزيرة 2». ■ فرضت السياسة نفسها على أحداث الفيلم فهل قصدت توصيل رسالة معينة؟ - لم أقدم رسالة معينة أو توجهاً معيناً من خلال الفيلم، ولكن عرضنا وجهات نظر مختلفة، وعلى الجمهور أن يتفق أو يختلف معنا، فالسياسة داخل الفيلم كانت عرضاً وليس فرضاً لأيديولوجيات معينة، وركزنا على 3 وجهات نظر فى الثورة، فمثلاً الفنان أحمد مالك، الذى جسد شخصية ابنى «على» مثّل وجهة نظر فئة الشباب، والفنان خالد الصاوى مثّل «الداخلية» ووجهة نظرها فى أحداث ثورة يناير، أما «منصور» وأهل الجزيرة فكانوا مثالاً مصغراً لشعب مصر بعد الثورة. ■ يرى البعض أن الجزء الثانى من فيلم «الجزيرة» طويل فى مدته فما رأيك؟ - لا أرى أنه فيلم طويل، وخاصة أن كل الأحداث مهمة، وهناك أفلام مدتها ساعة وربع، ويشعر المشاهد أن مدته 3 ساعات، أما «الجزيرة» فمدته ساعتان و45 دقيقة، لكن لا يشعر فيه الجمهور بأى ملل. ■ هناك كثير من الفنانين انضموا للجزء الثانى من الفيلم ومنهم الراحل خالد صالح فكيف رأيت هذه المشاركة؟ - خالد صالح ليس إضافة ل«الجزيرة» فقط بل للسينما المصرية كلها، حيث تعرفت عليه أيام الجامعة، وكنت أدرس فى كلية تجارة، وكان يدرس فى كلية حقوق وتعرفت عليه فى مسرح الجامعة، وأول عمل جمعنا معاً فيلم «تيتو» مع المخرج طارق العريان والمنتج هشام عبدالخالق، وهو أقرب واحد لى وأنا أقرب واحد له، الله يرحمه فقلبى ولسانى يعجزان عن وصفه. ■ قدم الراحل خالد صالح نموذجاً مصغراً ل«داعش» فهل كان ذلك مقصوداً؟ - المؤلف محمد دياب انتهى من كتابة «الجزيرة 2» قبل أن تظهر جماعة «داعش»، وخالد صالح وأنصاره من الرَّحالة كانوا مثالاً للمتطرفين دينياً، لذا ظهروا بهذا الشكل داخل الأحداث، وأيضاً مصممة الأزياء ناهد نصرالله صممت ملابسهم بهذا الشكل الغريب والجديد، وبعد عرض الفيلم فوجئنا بنفس الملابس يرتديها عناصر «داعش» كأنهم شاهدوا الفيلم وبعدها صمموا ملابسهم بنفس الشكل. ■ هناك مشهد ملحمى مع نهاية أحداث الفيلم فى المغارة وكان مليئاً بمشاهد الأكشن، فكيف حضّرت له؟ - كل مشاهد الفيلم كانت صعبة جداً، وخاصة أننا صورنا فى الجبل والواحات فى جو حار جداً، لكن مشهد الأكشن النهائى كان من أصعب المشاهد وحضّرت له فى أسبوعين مع المخرج شريف عرفة وتدربت عليه كثيراً، وتمت الاستعانة بمصمم معارك وفريق كامل كانوا كلهم مصريين وتدربت على أيديهم ولم أستعِن ب«دوبلير» رغم خطورة المشهد. ■ هل من الممكن تقديم جزء ثالث للفيلم؟ - أتمنى تقديم جزء ثالث ورابع، ولكن يجب أن يكون هناك محتوى وسيناريو قوى يستدعى ذلك. ■ نهاية الجزء الثانى من الفيلم مثل الأول مفتوحة فما السبب؟ - النهاية المفتوحة أفضل بكثير وتجعل الجمهور يفكر بعد مشاهدة الفيلم، وقصدنا فى «الجزيرة» النهاية المفتوحة لأن الأطراف تتعايش والصراع مستمر. ■ نشر الفنان العالمى «فان دام» منذ فترة فيديو أعلن فيه عن إعجابه بك واختيارك لمشاركته بطولة فيلم جديد، فما حقيقة هذا العمل؟ - بالفعل أرسل «فان دام» لى هذا الفيديو ومعالجة الفيلم، ولكن لم تصل لى النسخة النهائية للفيلم، وحتى الآن لم أوافق على الفيلم حتى قراءة الدور والفيلم جيداً، وخاصة أن كثيراً من الجهات الإنتاجية العالمية لها أيديولوجيات معينة، وأتخوف أن يقدموا صورة العربى على حسب أهوائهم ووقتها لن أقبل، فإهانة العرب خط أحمر، والفيلم من إنتاج «دبى فورست»، وتدور أحداثه حول 5 أبطال ومن المفترض أننى سأقدم الشخصية العربية. ■ قدمت من قبل تجربة ناجحة فى عالم الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «خطوط حمرا» ألا تنوى تكرار التجربة؟ - أحضر حالياً لمسلسل جديد بعنوان «ذهب وعودة» من تأليف عصام يوسف وإخراج أحمد شفيق، والمسلسل عن قصة حقيقية حصلت فى عام 2010 وحالياً تتم كتابة السيناريو وجار ترشيح باقى الفنانين.