كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن فيلم وثائقى سيعرض قربياً حول ما يسمى «أطفال البرية»، هؤلاء الأطفال الذين دفعتهم الظروف أو إهمال الأهل أو وفاتهم لأن يقضوا سنوات عمرهم الأولى وسط البرية، وأن تعتنى بهم القرود فى الغابة. هذا الفيلم جاء نتيجة أبحاث استمرت عاماً لكشف حقيقة حياة عدد من هؤلاء الأطفال. وأحد النماذج التى يحتويها الفيلم هو حكاية جون سسيبويا، وهو رجل أوغندى كان لا يزال طفلاً صغيراً يتعلم المشى عندما توفيت أمه، وبدلاً من أن يوضع الطفل تحت رعاية من يهتم به، لجأ إلى قرود «الفرفت»، وقضى معها فى البرية أكثر من عامين حيث تعلم كيف يبحث عن طعام وأيضاً كيف يتحرك من مكان لآخر. «لقد اهتموا بى وأعطونى الحماية المطلوبة» هكذا يقول جون، حتى لقد نما فراء على وجهه وجسده وتعلم التحرك بين الأشجار، والآن وهو فى الثامنة والعشرين من عمره وقد أُعيد تأهيله فهو يؤمن بأن هذه التجربة قربته أكثر للقرود والحيوانات. ولكن هناك آخرين يرون هذا الوقت بشكل مختلف، فأحد القرويين يصف عودة جون للحياة المدنية قائلاً: «كان هناك فتى فى السابعة من عمره، ويسير فى وضع القرفصاء، كان يفتقر لأى قدرة على الكلام المناسب الطبيعى، وكان فقط يصرخ ويطلب الطعام، كان كائناً برياً تماماً، وقد كان الجميع خائفين من هذا الطفل البرى».