اعتبر سياسيون وحزبيون أن ما جاء على لسان حسنى مبارك الرئيس الأسبق، فى حواره أمس مع «الوطن»، تزييف للحقائق، ومحاولة ل«استغفال» الناس. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية، إن «مبارك» مستمر فى خداع الناس واستغفالهم بالطريقة التى اعتادها لفترة طويلة، وهو ما اتضح فى عدد من الجوانب، منها مسألة التوريث، التى زعم أنه لم يكن هناك اتجاه للتوريث، فى الوقت الذى توجد فيه شواهد وحقائق تؤكده لا يمكن إنكارها ببساطة. ودعا «عبدالمجيد» قيادات المجلس العسكرى السابق، الذى تولى إدارة شئون البلاد، خلال ثورة 25 يناير، للإدلاء بشهاداتهم التى تحدثوا عنها فى جلسات مغلقة عن التوريث، وكذلك بعض المسئولين فى عهد «مبارك»، ومنهم السفير نبيل فهمى، وشهادته عما رآه عندما كان سفيراً لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكشف التحركات التى كانت تحدث لإقناع الأمريكيين بتولى جمال مبارك الرئاسة. وأضاف «عبدالمجيد»: «حديث مبارك مُسلٍّ ومضحك؛ فهو يقول إنه لم يشأ أن يدمر مستقبل شاب صحفى نسب إليه كلاماً لم يقله، بينما هو نفس الرئيس الذى دمر مستقبل ملايين الشباب، الذين عانوا من البطالة والظلم والأمراض بسبب سياساته، التى هى أقرب لسياسة الدمار الشامل، ويكفى أنه جلس فى الحكم 30 عاماً، فهذا الأمر فى حد ذاته كارثة لا تغتفر». وقال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن حوار «مبارك» حمل بعض الحقائق والمغالطات، إلا أن التاريخ هو الذى سيحكم فى النهاية بما له وما عليه، لكن من الواضح أن الرئيس الأسبق يحاول استجداء الرأى العام للتعاطف معه، قبيل الحكم المنتظر. وأشار «العزباوى» إلى أن «مبارك» كان موفقاً فى تجنب الحديث عن القضاء، وعن محاكمته، خصوصاً أنه منذ أن كان فى الحكم، وهو يرفع دائماً راية القضاء ويحافظ على استقلاليته، كما أن حديثه الوطنى عن الجيش المصرى جاء فى وقته فى ظل التطاول غير المبرر على المؤسسة العسكرية ومحاولات هدمها. وأكد «العزباوى» أن كلام «مبارك» عن أنه لم يكن ينوى توريث «جمال»، غير صحيح، وتزييف للحقائق، فحتى لو كان الأمر غير موجود فى ذهن «مبارك»، فقد كان موجوداً فى ذهن «جمال»، ووالدته، وكان الابن مسيطراً بالفعل على الحياة السياسية، والنظام وقتها تعامل مع «جمال» على أنه البديل ل«مبارك».