فى الوقت الذى تم فيه استحداث وزارة جديدة للتنسيق الحضارى، يجرى الآن اغتيال ملعب رائع لكرة القدم فى منطقة تاريخية غاية فى الجمال، قام الشباب بإقامته بالجهود الذاتية من بين ركام القمامة والحيوانات النافقة، وكان التخطيط إكمال الحلم وتحويل المنطقة التاريخية الساحرة إلى ملتقى رياضى ثقافى على غرار ساقية الصاوى وسور الأزبكية، وفى يوم أسود فوجئنا بجرافات مجلس مدينة الخانكة المفترسة تسطو على جهود الرياضيين وتغتال الملعب والمشروع الحضارى وأحلام الشباب، وما يصيبنا بالجنون أن يحدث هذا فى الوقت الذى تضمن فيه الدستور لأول مرة فى التاريخ مادة للرياضة تقول: «تكفل الدولة لكل مواطن الحق فى ممارسة الرياضة»، تم سحقها تحت جنازير البلدوزرات بعد أن ضاقت الدنيا بالمسئولين ولم يجدوا سوى أرض الملعب لإهدائها إلى رجل أعمال بدعوى بناء عمارتين للإيواء، لماذا لا نفكر فى تنفيذ أحلام الشباب، خاصة إذا كانوا قد بنوا أول طوبة فى الحلم بأنفسهم؟ رجاء خاص إلى المهندس إبراهيم محلب ووزراء الشباب والثقافة والآثار، اسمعوا صوت الشباب، بل اسمعوا صراخهم وتولوا إيقاف تلك المهزلة، الأهم من بناء العمارات والبنايات أن يكون هناك منفذ لآلاف الشباب، أبقوا الملعب على حاله، إذا كانت هناك وزارة أو جهة تسمى التنسيق الحضارى فعليها أن تقوم بدورها فى هذا الإطار، اتركوا الأخضر أخضر، كفانا يابساً وعمارات شاهقة، دعونا نتنفس.