عملت على الجانب الآخر لفن النحت، تجاوزت ما هو تقليدى حتى تصل للمبتكر، وحملت على عاتقها مهمة إيجاد أبعاد أخرى تقنية لذلك الفن العتيق ومنافسة الجامعات الأخرى العالمية المتخصصة فى تدريسه، من خلال تلك الأبعاد التقنية، ولكى تتغلب على تقليديته المتمثلة فى نحت الحجر أو البرونز أو الخشب. هى تحاول أن تخلق اختلافاً مؤثراً يصبح فيما بعد علامة على طريق هذا الفن حديث العهد، وإشارة قد يهتدى بها فنانو العصور المقبلة لتجديد آخر وخلق ابتكارات متواصلة، لا تقف عند الحدود التى اعتادها محبو فن النحت، الذى سجل تاريخ البشرية فى مختلف أقطار العالم، وعبّر عن روح العصر الذى أُبدع فيه، ولأن التكنولوجيا هى روح العصر، والتقنيات الرقمية هى روح القرن الواحد والعشرين؛ لذا احتضن ذهن الدكتورة إيمان كرم المفهوم النحتى التقليدى القديم، بالإضافة إلى حبها لكل ما هو تقنى، وهو ما أفضى بها إلى البحث المستمر فى النظريات الفيزيائية، والذى أدى بدوره إلى تراكم الخبرات والتجارب، فيما يتعلق بالوسائل التكنولوجية التى يمكن استثمارها بشكل فعال فى المجال الذى تحب، وهو ما تعكف الدكتورة على بلورته من خلال رسالة دكتوراه تهدف إلى وضع أسس تنفيذ الفنون القائمة على «الملتيميديا»، وهو الأمر الذى تصفه كرم ب«المحاولة لوضع أول منهج أكاديمى لتقنيات وسبل تنفيذ فنون الملتيميديا فى كلية الفنون الجميلة». الدكتورة إيمان كرم صاحبة الأعوام ال36، والتى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة عام 1998 بقسم النحت، وحصلت على درجة الماجستير فى فنون النحت الضوئى، تقول إن الطريق الذى أفضى إلى تبلور فكرتها، بدأ بمحطة التصوير الفوتوغرافى، وهو الذى جعلها مولعة بعلم البصريات ونظريات الضوء وطبيعته وكيفية تطويعه والاستفادة منه وتحويله إلى أداة فنية، بعدما كان لا يعدو كونه موجات تضىء الأماكن. تضيف السيدة الثلاثينية - التى تعمل أستاذاً مساعداً بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، ومتخصصة فى فنون الملتيميديا - أن دراسة البصريات وما هو متعلق بالضوء، كشف لها عن أن هناك العديد من التقنيات الضوئية التى استخدمها فنانون عالميون فى التشكيل، وأصبحت فيما بعد، فناً مستقلاً مثل فن الليزر، وفن النيون، بالإضافة إلى تقنيات الفيديو المتعددة، والهولوجرام والكروموستروبى، مضيفة أن كل تلك الأنواع تنصب فى مفهوم التشكيل المجسم ثلاثى الأبعاد، وتابعت أن فن النحت ما هو إلا «فورم» مجسم ثلاثى الأبعاد فى الفراغ، وأردفت «لهذا كان لا بد من إدخال تلك المجالات فى دراسة فن النحت بجامعاتنا؛ لمواكبة التطور الفنى الهائل، وللخروج من مفهوم النحت المحصور فى الخامات التقليدية. وتهدف الدكتورة إيمان المولودة فى عام 1976 إلى منافسة الجامعات الخارجية المتخصصة فى تدريس فنون «الملتيميديا»، وهو ما يأتى من خلال المعارض الجماعية وورش العمل الخاصة بفنون الوسائط المتعددة، والتى تعتمد فى المقام الأول على العمل الجماعى، والذى يضفى على الفن قيمة كانت مفتقدة فى أسلوب العمل فى الجامعة، حيث من خلال عمل واحد يمكن للفنان اكتساب خبرات من عشرات الأشخاص الآخرين.