سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد: «الجزيرة مباشر» تصور تقاريرها اليومية فى مصر «سراً» تحت ستار «وكالة أنباء» «القناة القطرية» تعتمد على أعضاء تنظيم الإخوان وخداع أجهزة الأمن والمواطنين
من يتابع شاشتها باستمرار يشعر أن التقارير اليومية، التى تبثها على شاشتها من قطر، يتم تنفيذها بواسطة مراسليها فى القاهرة، وأن مكتبها لا يزال مفتوحاً رغم صدور قرار بإغلاقه من قبل السلطات المصرية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من منصبه، لأنها تنقل تقارير خاصة جداً من قلب القاهرة والمحافظات مثل باقى المحطات المصرية الأخرى، لكن كيف تصور «الجزيرة» تقاريرها اليومية عن حياة المواطن البسيط، وتنقل أدق التفاصيل فى مصر عبر شاشتها رغم حالة العداء الشديدة التى تعانى منها القناة فى أنحاء مصر؟ سؤال يشغل بال المصريين الذين يعترضون على سياسة القناة القطرية التى لا تكف عن مهاجمة السلطات المصرية فى كل برامجها وأخبارها وتقاريرها، وتعتبر لسان حال تنظيم الإخوان المسلمين، ومنبرهم الأول الذى يغطى مظاهراتهم كل يوم، وتحاول إيصال رسالة مفادها أن مصر مشتعلة بالمظاهرات رفضاً لما تطلق عليه الانقلاب العسكرى. تحصل «الجزيرة مباشر مصر» على تقاريرها اليومية من مصر من خلال عدة طرق، أولها وكالات الأنباء العالمية المختصة بتصوير تقارير الفيديو، وهو أسلوب سهل ومتبع فى معظم دول العالم، من بينها قطر. وتعمل هذه الوكالات بشكل معلن للجميع. والطريقة الثانية هى الحصول على التقارير من وكالات أنباء أو شركات تابعة لتنظيم الإخوان وتعمل هذه الوكالات بنوع من السرية ودون الإفصاح عن هويتها، وعن هوية القناة، التى ترسل إليها المادة الصحفية المصورة. أما ثالث نوع فيعتمد على أعضاء من الإخوان، حيث يصورون موضوعات متخصصة عن الجماعة، وهى دائرة مغلقة الوصول إليها صعب ومعقد جداً، وتعمل فى إطار من السرية التامة وبشكل جماعى، وتشير المصادر إلى اتباع هذه المجموعة طرقاً ملتوية لخداع أجهزة الأمن والمواطنين لإقناعهم بالتصوير، وهو ما يثير تعجب الجميع بعد رؤية التقارير على شاشة «الجزيرة». وتؤكد شهادة أحد الباعة الجائلين بالترجمان، من الذين ظهروا على شاشة «الجزيرة»، هذا الأسلوب السرى الذى تتعامل به هذه الوكالات مع الجمهور، حيث يقول محمد حسين «طلب منى أحد المراسلين التحدث بخصوص الأزمة الحالية، التى نعيشها فى المقر الجديد بعد نقلنا من وسط البلد، وبسؤاله عن الجهة التى يعمل بها قال نحن وكالة أنباء نبيع لكل الجهات، ثم فوجئت فى اليوم التالى بإذاعة الحوار على شاشة الجزيرة، ولو أعلن المراسل أنه من هذه القناة لرفضت التصوير معه والتحدث إليه، لأنها قناة لا تنقل الحقيقة وتدعم الإخوان فقط». يقول أحد المراسلين السابقين بوكالة أنباء متعاونة مع «الجزيرة»، رفض ذكر اسمه، «بعد غلق بعض المؤسسات الإعلامية التى كنا نعمل بها أيام حكم الإخوان وانقطاع سبل الرزق، لجأنا إلى العمل طوال الشهور الماضية مع شركات إنتاج خاصة براتب شهرى يصل إلى 2000 جنيه فقط، رغم بيع الوكالة هذه التقارير بآلاف الدولارات، وقبل ذلك كنا نتعامل مع أحد الأشخاص دون التعامل مع شركة الإنتاج بشكل مباشر فى إطار من السرية، وكان يحاسبنا بنفسه على ما نقوم بتصويره مقابل راتب ضعيف جداً، كنا لا نحصل عليه فى بعض الأحيان، وكان يدعى أن ما يتقاضاه ضعيف، فيما كان يحصل على الكثير من الأموال، لكن حاجتنا وظروفنا الاقتصادية الصعبة اضطرتنا للاستمرار معه، خصوصاً أنه عضو فى جماعة الإخوان مثلنا». ويؤكد أحد العاملين السابقين فى وكالات الأنباء التابعة ل«الجزيرة مباشر مصر» أن 99% من أخبار ومواد الجزيرة مباشر مصر مأخوذة من وكالات أنباء صغيرة بعضها مرخص والكثير منها غير مرخص، وتعمل تحت بير السلم، وتعتمد بشكل كبير على أعضاء تنظيم الإخوان فى نقل ما تريده من تقارير خاصة تؤيد وجهة نظر الإخوان وتنتقد السلطات المصرية، مثل تقارير برنامج «رهن الاعتقال»، الذى يبث لقاءات مع أهالى المعتقلين الإخوان، و«إبداع الاحتجاج» الذى يبث تقارير كوميدية تنتقد الأوضاع فى مصر بشكل ساخر وتمثيلى بجانب برنامج «صوت الناس»، الذى يقدمه سالم المحروقى ويعتمد على إذاعة الأخبار اليومية التى تهم المواطنين بجانب استقبال اتصالاتهم، ومن الجدير بالذكر أن عدداً من المتصلين غير المنتمين للإخوان يقومون بانتقاد القناة لعدم حيادها وإعطاء الفرصة لكل الأطراف، وتبنيها وجهة نظر واحدة. كما تقدم الإخوانية أسماء على مقدمة برنامج «ست البنات» على قناة «مصر 25» قبل غلقها برنامج «أحياء فى الذاكرة» ويهتم بعمل لقاءات تليفزيونية مع أسر ضحايا الإخوان أثناء فض اعتصام رابعة العدوية وما تبعه من تداعيات. يضيف المصدر أن هذه الوكالات غير الرسمية تستخدم طرقاً ملتوية لتصوير ما تريده فى الشارع والأحداث وتلجأ إلى تزوير بطاقات صحفية للصحف القومية والخاصة المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى حتى تسهل الجهات الحكومية تحركاتهم، للحصول على ما يريدون من أخبار وتقارير، مشيراً إلى تعامل إدارة الإنتاج بالجزيرة مباشر مصر مع الوكالات فقط فى النواحى المادية والفنية، لذلك تنفق أموالاً هائلة على تلك الوكالات التى عوضت إغلاق مكتبها فى مصر وتجعلها قريبة جداً من الأحداث، لأن القناة تعلم علم اليقين أنها لو أفصحت عن اسمها خلال إجراء اللقاءات لتعرض طاقم التصوير إلى الاعتداءات والضرب من قبل المواطنين قبل القبض عليهم من قبل أجهزة الأمن. ويتابع المصدر: «تعتمد محطة الجزيرة على 3 أنماط معينة فى الحصول على موادها المصورة؛ أولاً العمل الجماعى من خلال مجموعة من الأفراد غير محددة العدد على هيئة وكالة غير رسمية وغير قانونية يقودها فرد واحد يتعامل مع الجزيرة مباشرة ويبيع لها المواد بالدقيقة أو بمقابل شهرى مرتفع ويدفع هذا الشخص الرواتب الشهرية للعاملين معه وتكون فى الغالب مرتبات بسيطة لا تتناسب مع حجم دخل هذا الفرد، أما ثانى طريقة تحصل بها الجزيرة على المواد فتتم بشكل فردى عن طريق أحد المراسلين أو الصحفيين مروراً بأحد وكلائهم داخل مصر ويصل إلى هذا الشخص السرى عن طريق أعضاء الإخوان، أما ثالث طريقة فهى التعاون مع أحد الصحفيين بشكل فردى إن كانت له علاقة بأحد المعدين أو العاملين بالجزيرة فى قطر، وبالتالى يكون التعامل معه مباشرة عن طريق هذا الفرد الذى يزكيه للإدارة، وهذا يعنى أن العامل المشترك بين كل ما سبق هم أعضاء الإخوان الذين يكونون شبكة اتصال معقدة مع الجزيرة داخل مصر رغم ما ثار بينهم من صراعات فى الفترة الأخيرة للحصول على نصيبهم من كعكة الجزيرة، أما البث المباشر للأحداث فيعتمدون بشكل أساسى على الموبايلات الحديثة لأن أجهزة البث الأصلية ثقيلة وتحتاج إلى طاقم عمل مدرب، بعكس أعضاء الإخوان الذين يرسلون صوراً غير واضحة ذات صوت ردىء لأنهم غير مدربين على ذلك، وهذا يظهر بوضوح فى بعض الحوارات الإعلامية مع أسر قيادات الإخوان الهاربة، والجزيرة تقبل بذلك لأنها تعتبر أن مصر فى حالة حرب لذلك لا تطبق المعايير الإعلامية المعروفة». ويقول المهندس محمد مصطفى السيد، خبير تكنولوجيا المعلومات إن «طرق إرسال المواد والقصص المصورة إلى الجزيرة متعددة جداً، وعلى حد علمى فإن الجزيرة تسلم الكثير من العاملين معها خطوط اتصالات دولية موصلة بالأقمار الصناعية، هذه الخطوط تتميز بإمكانية التحدث من خلالها أو استخدام الإنترنت، بالإضافة إلى استخدام أجهزة الموبايل فى البث المباشر، لكن بجودة ضعيفة من خلال الفيس بوك أو تويتر عبر برنامج «bambuser». من جانبه يقول الدكتور حسن عبدالرحمن، الصحفى بوكالة الأسوشيتد برس للأنباء «من المعروف أن وكالات الأنباء العالمية تقوم بتصوير تقارير وأخبار وتبيعها وترسلها إلى كل المحطات الفضائية بموجب اشتراكات سنوية وعقود طويلة الأجل، ولا تفرق الوكالات بين محطة وأخرى لأنهم بالنسبة للوكالة زبائن فقط، ومن الممكن جداً أن تقوم قناة الجزيرة بطلب تنفيذ تقرير معين من إحدى الوكالات العالمية، لكنها لا تقوم بعمل ذلك نظراً لارتفاع التكلفة لأن هذه الوكالات ستبيع لها المواد بأسعار عالمية وبالتالى تطلب من الكيانات الصغيرة القيام بهذا الدور». وأوضح عبدالرحمن قائلاً «الاختلاف بين ما تصوره وكالات الأنباء العالمية والكيانات الصغيرة التى تعمل لصالح الجزيرة مباشر مصر يكمن فى جودة الصورة المعروضة، وهذا يظهر بشدة فى تصوير المظاهرات فى الشارع حيث يستخدمون أجهزة الموبايل التى تحمل كاميرات «إتش دى»، وأوضح أن تصوير تقارير فى الأسواق عن الأسعار يتم بواسطة الكيانات الصغيرة التى تتعاون معهم لأنها ليست من اهتمامات وكالات الأنباء العالمية اليومية. كما أن التكنولوجيا الحديثة تسهل على أى شخص إرسال مواده إليهم من خلال الإنترنت سواء بمقابل مادى أو بدون، خصوصاً أن هناك من يتطوع ويرسل القصص إلى الجزيرة مباشر مصر التى ترحب بعرض تلك التقارير». بينما يقول الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبدالعزيز «ترتكب بعض وسائل الإعلام المصرية أنماط انحياز خطيرة وهو الآن متراجع جداً، لكن اعتبار الجزيرة مباشر مصر وسيلة إعلام هو نوع من التدليس ومحاولة محاكمتها وفق القواعد المهنية وتقييم أدائها إهدار للوقت وخطأ لا يجوز، لأنها تعمل على تعبئة الشارع وتحرض على العنف على مدار اليوم، ولا يمكن وصفها بالقناة لأنها أداة تحريض وإثارة، وتعمل من أجل تحقيق أهداف سياسية لا علاقة لها بحرية الرأى والتعبير، هى قناة تعبوية دعائية تعود إلى فترة الأربعينات والخمسينات بل تستخدم تكنيكات الإعلام النازى وتكتيك إعلام الدول الشمولية فى فترة الحرب الباردة». يضيف عبدالعزيز قائلاً «الجزيرة مباشر مصر تستخدم طرق المراوغة والتحايل أثناء تصوير تقاريرها لأنه لا يوجد لها وضع قانونى فى مصر، ولا يستخدمون لوجو المحطة ويقدمون أنفسهم على أنهم محطات أخرى، وتستخدم الجزيرة أيضاً بعض مكاتب موردى الخدمات لنقل موادها إلى قطر كما يستخدمون أجهزة بث مباشر حديثة لكنهم يضطرون إلى استخدام برامج الإنترنت للبث المباشر مثل سكايب». وأوضح «عبدالعزيز» أن إيقاف بث القناة صعب جداً لأنها تبث عن طريق 12 قمراً صناعياً، وبالتالى تحاصر الجمهور المصرى من كل ناحية وتبث عند نقطة 7 غرب وهى نقطة التقاطع مع القمر الأوروبى، متابعاً «الجزيرة مباشر مصر أداة استخباراتية تستخدم أفضل التقنيات الحديثة لبث برامجها من مصر ولا تمت لمواثيق الشرف الإعلامى بصلة وهى وسيلة تدليس ولا يمكن وصفها بأنها وسيلة إعلام لأنها تقوم بالتمييز بين المواطنين وتحرضهم على العنف وتدعو إلى تفكيك الجيش الوطنى، وهو ما لا تقبل به الدول المتقدمة ولا حتى الدول الفقيرة، ويمكن أن نتعامل معها على أنها وسيلة إعلام عندما يكون لديها القدرة على انتقاد السلطة الحاكمة فى قطر مثل ما تقوم به فى مصر، وحل مشكلتها ليس قانونياً ولا إعلامياً لكنه يتعلق بالقدرة على إقناع قطر بأن تكاليف استمرار القناة أكبر من عوائدها»