خلال 100 يوم من العمل فى حكومة «محلب»، خاض وزير الآثار الذى جاء لمصر قادماً من ألمانيا، بعد فترة عمل بها كمستشار ثقافى، العديد من المعارك، خسر أغلبها، وكان أبرزها معركة هرم «زوسر» بسقارة، التى خاض فيها حرباً ضروساً، لا تزال رحاها دائرة مع الأثريين والإعلاميين، فى ظل إصرار من الوزير على تكذيب كل المستندات والتقارير المصرية والدولية، التى أكدت أن الهرم فى حالة يرثى لها، وأن استكمال أعمال الترميم سيؤدى إلى كارثة قد لا تحمد عقباها، رغم كل ذلك أصر الدكتور ممدوح الدماطى على موقفه، متجاهلاً كل الأصوات التى طالبته بالكف عن سماع الجوقة التى تحيطه بالجملة الأشهر «كله تمام يا فندم». «سأتحالف مع الشيطان إذا كان فى ذلك مصلحة الآثار»، كان ذلك هو التصريح الأبرز لوزير الآثار تعقيباً على إعادته لبعض القيادات التى دارت حولها الشبهات لمناصب قيادية بالوزارة، لتتوالى الأيام، فيظهر أمام الناس أن الوزير ينحى مصلحة الآثار جانباً، مكتفياً ب«التحالف مع الشيطان». «أنا الحارس الأمين لآثار مصر» قالها «الدماطى» الحاصل على وسام «فارس» من إيطاليا، الذى عمل كرئيس لقسم الآثار بكلية الآداب بجامعة عين شمس عام 2006، سبقها العمل كمدرس للآثار المصرية القديمة عام 1996، كما عمل أستاذاً مساعداً للآثار المصرية القديمة عام 2001، وأستاذاً للآثار المصرية القديمة عام 2006، كما عمل أميناً مساعداً بالمتحف المصرى بالقاهرة عام 1981 وحتى 1987، ثم أميناً بمتحف كلية الآثار جامعة القاهرة من أكتوبر عام 1988 حتى يناير 1996. الوزير «الأمين» على حد قوله، على تاريخ يرجع إلى أكثر من 7 آلاف سنة، اشتهر بتصريحات قوية ومثيرة للجدل، فحينما سئل عن أزمة هرم سقارة فى أحد المؤتمرات الصحفية حول ما أثير عن انهيار أجزاء من الهرم، رد قائلاً: «مش هرد على السؤال ده، ولما الهرم يقع ابقى تعالوا لى، واللى معاه مستندات يقدمها للنيابة». علل «الدماطى» رده وقتها بأن الوزارة تعانى من تحديات ومشكلات تمويلية فى الفترة الراهنة، ما يؤدى إلى عرقلة مسيرة العمل بمشروعات عملاقة، لا تمثل التراث الأثرى المصرى وحده، بل تجسد الحضارة الإنسانية بشكل عام. لكن منظمة «اليونيسكو» كان لها رأى آخر، فطالبت الوزير بأن يرى الصورة الحقيقية، وهى أن هناك مناطق أثرية بأكملها ابتلعها الإهمال، وأتت عليها التعديات، فهناك متحف إسلامى فريد حطمه الإرهاب، واكتفت الحكومة بالجلوس فى مواقع المشاهدين، ومتاحف قومية متوقفة فى انتظار متبرعين، وآثار مصرية أصبحت عرضة للبيع كالسلع المستهلكة فى المزادات، وفى خطاب رسمى هددت المؤسسة الأعرق فى مجال حماية الآثار «اليونيسكو» مصر بإدخال بعض المناطق الأثرية فيها إلى قائمة التراث المهدد بالخطر ما لم يتحرك «حارسها الأمين» لإنقاذ البقية الباقية من آثار مصر.