«إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» حديث لرسول الرحمة، صلى الله عليه وسلم، لم تجد مريم على من كلماته شيئاً على أرض الواقع، عام بعد آخر تشهد خلاله المهازل وتصاب فى عيد السعادة بالكثير من الغم جراء القسوة المفرطة فى التعامل مع الأضاحى. «أنا مش نازلة أصلى العيد» قرار اتخذته الشابة التى تقطن بمنطقة مصر الجديدة لأول مرة فى حياتها: «معنديش استعداد ييجى لى انهيار زى كل سنة من المشهد» يعتبر البعض أنها تبالغ، لكنها تؤكد: «هو مش حرام أن الأضحية تضرب، وتتلطش بالسكاكين، والناس تعمل زحمة وهيصة فيجيلها هياج وتضرب أكتر، مش حرام السكاكين تتسن قدامهم والأضاحى تتدبح قصاد بعض». حاولت «مريم» كثيراً أن تعظ الجزارين فى منطقتها، بمن فيهم الجزار القريب الذى يقع فى طريقها إلى المسجد، لكن دون جدوى: «أعدى ألاقيه موقّف عجل صاحى ودابح تحت رجله 4 خرفان ويا عينى العجل مستنى دوره، هو ده مش مخالفة للرسول؟ مش قادر يغمى عنيهم؟ والكارثة كل ما أحاول أنصحه أو أنصح غيره ألاقى الرد بتاع كفار قريش هذا ما وجدنا عليه آباءنا. فى المقابل لم ييأس نشطاء حقوق الحيوان من دعوة الجزارين إلى حسن التعامل مع الأضاحى تحت شعار «إياكم والموقوذة» فى إشارة إلى حرمانية ضرب وتعذيب الأضحية والإساءة إليها بأى شكل، من بين هؤلاء دينا ذوالفقار التى أخذت تجوب على مجموعة كبيرة من محلات الجزار بصورة شخصية من أجل تنبيههم وتوعيتهم: «فيه شروط إسلامية رحيمة جداً لذبح الأضحية لو تم اتباعها بالفعل ما كناش هنوصل للمرحلة اللى نشوف معاها فيديوهات للحيوانات بتنضرب بحديد على دماغها ولا موضة الدبح الجديدة بنحر رقبة الحيوان على مرات.