22 - 9 - 2012 هو تاريخ ميلاد أصغر يتيمة، شاء القدر أن تتيتم منذ كانت فى بطن أمها، جَنى الرضيعة التى لم يتجاوز عمرها الآن 12 يوماً، هى ابنة يوسف حمادة أحد شهداء الألتراس، الذين لقوا مصرعهم فى مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 74 شهيداً. الراحل يوسف حمادة هو صاحب أشهر قصة فى أحداث المذبحة حيث ضحى بحياته من أجل إنقاذ الآلاف وذلك بعد أن قام بكسر القفل الحديدى الذى كان على باب «ممر الموت» داخل استاد بورسعيد ليسقط الباب عليه ويخرج الآلاف حاملين له جميل إنقاذ حياتهم متعهدين له بعدم التفريط فى حقه وحق كل من استشهد فى هذه المجزرة. «مها» زوجة البطل يوسف كما يطلق عليه، علمت بخبر حملها بعد وفاة زوجها بيوم واحد، لتتحول حالة الحزن على فراقه إلى فرحة بانتظار أول مولود رغم أن هذا المولود سيعيش ويموت يتيماً. رغم مرور 9 أشهر على غياب الأب، فإن الحزن لا يزال يخيم على منزل يوسف فى المطرية، رغم فرحة «مها» بوصول جَنى التى ولدت من رحم المعاناة، مها (25 عاماً) قالت ل«الوطن»: رغم أن الحادث أليم والحزن لا يزال فى القلب فإننى أشعر بأننى أكثر قوة، وابنتى لن تشعر باليتم، بل على العكس ستشعر بالفخر لكونها ابنة بطل وشهيد ضحى بحياته لإنقاذ زملائه. ووصفت «مها» شعورها لحظة ولادة «جَنى» بأنها لحظة متناقضة ما بين الفرح بقدومها والحزن على ولادتها بدون أب يشاركها الفرحة: «جَنى هى بنت الألتراس وبنت الأهلى، لما تكبر لو عايزة تبقى ضمن ألتراس هوافق، لكن من غير ما تروح ماتشات». وأعلنت والدة جَنى رفضها عودة الدورى قبل القصاص: «دورى إيه اللى بيتكلموا عنه، الناس حقها لسة مجاش»، كما وجهت الشكر لمحمد أبوتريكة: «رغم الظروف النفسية التى يمر بها لكن دايماً بيسأل عليا، مهما أقول مش هييجى حاجة جنب اللى بيعمله».