يُرفع الستار فيترقب الجمهور طلّته على المسرح، يتأهّبون للتصفيق وإطلاق الصافرات ترحيبا بفنانهم المفضل، تمرّ الدقائق ويظهر فيضجّ المسرح بالتصفيق، يقف الجميع في حضرة «الأستاذ» والبسمة تملأ أفواههم، ينحني لتحيتهم فيرتفع صوت التصفيق، وبعد انتهاء التحية يبتسم فؤاد المهندس لجمهوره، ثم يستدير ويتوحّد مع الشخصية التي يؤديها على المسرح. المسرح والسينما والتلفزيون كان الفنان الراحل فؤاد المهندس، الذي تحلّ اليوم الذكرى ال97 لميلاده، يختار أعماله بعناية ودقّة وعين فاحصة، حسب ما قال في حوار قديم لصحيفة الجمهورية عام 1990، فرغم عشقه الكبير للمسرح وغرامه به، لكن أعماله به لم تكن كثيرة: «معظم ما عُرض عليّ من أعمال، لم يكن على المستوى اللائق». وتحدّث المهندس عن السينما، قائلا إنّ عمله فيها منضبط و«شغله فيها قليل»، أما التلفزيون فخضع لإعادة حسابات مع «الأستاذ»: «أعيد حساباتي في العمل بالتلفزيون، لا أعمل كثيرا به، وأتلقى الكثير من العروض للعمل به، لكنّني أنتقي منها ما يناسبني فقط». مراجعة الحسابات «عاوزين ابتسامات، وبصراحة مش عارف نلاقيها فين، بقت عملة صعبة ونادرة».. قال المهندس عن الكوميديا في الفن، سواء مسرح أو تلفزيون، حيث أكد أنّ السينما لا غبار عليها، بينما «الصراخ والعويل» سيطرا على التلفزيون، حتى لم يعد هناك مكان للضحكة. وانتقد المهندس أسماء المسرحيات آنذاك، قائلا إنّها «غريبة» والأسماء تؤكد ضعفها، مطالبا القطاع الخاص بمراجعة حساباته فيما يعرض من مسرحيات على خشبته. اتحاد فرق القطاع الخاص رأى المهندس، أنّ اتحاد فرق القطاع الخاص الذي كان رئيسه آنذاك «نايم» بسبب ما أسماه «الإهمال» و«التراخي» و«تواكل من بعض الفرق الفنية»: «فرقة الفنانين المتحدين بتحاول تحيي الاتحاد، لكن باقي الفرق مش مهتمة بالموضوع، كأنّهم ناسيين إنّ الاتحاد ده هيكون مفيد ليهم في المستقبل».