تجددت الاشتباكات، أمس، بين قريتى «البلابيش والضبيعة» بمدينة دار السلام فى سوهاج، وتحولت القريتان إلى ساحة حرب استخدم فيها الطرفان رشاشات الجرينوف والبنادق الآلية، بسبب نزاع على قطعة أرض زراعية بنجع القوصية. ونتج عن المعارك التى بدأت منذ السبت الماضى مقتل سيدتين وإصابة ما يقرب من 15 شخصاً، علاوة على إصابة طفلين أثناء ذهابهما للمدرسة، كما أصيب أحد المزارعين أثناء وجوده بأرضه الزراعية، وتم نقلهم لمستشفى دار السلام المركزى، فيما دفعت أجهزة الأمن بتعزيزات أمنية للمنطقة منذ اليوم الأول، إلا أن رجال الشرطة لم يتمكنوا من دخول القرية بسبب كثافة النيران، وتسببت المعارك فى توقف الدراسة فى 3 مدارس بالمنطقة بسبب خوف أولياء الأمور على حياة أبنائهم. كانت منطقة البلابيش، المعروفة بإيواء عناصر إجرامية خطرة، شهدت معركة مسلحة بدأت السبت الماضى بين أفراد عائلة المناصرة، الذين يقطنون قرية البلابيش، وعدد من أهالى قرية الضبيعة، بسبب نزاع على قطعة أرض، وانضم للعائلة الأولى عدد كبير من أهالى القرية لمشاركتهم القتال ضد خصومهم لتتحول المنطقة إلى ساحة حرب بين القريتين، وتسببت اشتباكات اليوم الأول فى مصرع «فرحة فتحى مراشد»، 17 عاماً، ربة منزل، وتقيم بناحية الضبيعة نتيجة إصابتها «بطلق نارى»، حيث تصادف مرورها فى الشارع، وأسفرت اشتباكات اليوم الثانى عن مقتل «مفيدة محمد عبدالباقى»، 32 عاماً، ربة منزل وتنتمى لقرية الضبيعة، أثناء وجودها أمام منزلها، كما أصيب 12 آخرون من كلا الجانبين وتسببت الاشتباكات فى توقف الدراسة بمدارس البلابيش المستجدة الابتدائية، والبلابيش الإعدادية، والبلابيش قبلى الابتدائية، بسبب خوف أولياء الأمور على حياة الطلاب. فيما تجمهر المئات من أهالى المنطقة وقطعوا طريق سوهاجقنا الشرقى احتجاجاً على عدم تدخل الأمن وإيقاف الصراع الدائر بين القريتين. وتسبب قطع الطريق فى تكدس مئات السيارات، ورفض الأهالى محاولات الأمن إعادة فتح الطريق وتسيير حركة المرور، واشترطوا على الأجهزة الأمنية إنهاء القتال الدائر بين القريتين الذى تسبب فى إصابة المنطقة بالشلل التام. ودفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات مكثفة، حيث تم نشر 6 مدرعات و7 تشكيلات أمنية، وعدد من المجموعات القتالية، وفور دخول الشرطة للقرية دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وقاد عملية الاقتحام اللواء إبراهيم صابر، مدير الأمن، والعميد حسين حامد، مدير المباحث الجنائية، ودارت معارك طاحنة بين الجانبين انتهت بحصار القريتين من جميع الجهات. وصرح مدير الأمن ل«الوطن» بأنه سيتم القضاء نهائياً على تلك البؤر الإجرامية وعودة الهدوء للقرية خلال ساعات. وقال عابد الوكيل، محام، من مدينة دار السلام، إنه تقدم بشكوى للنائب العام يتهم فيها الأجهزة الأمنية ومحافظ الإقليم بالتقاعس عن إيقاف الصراع الدائر بالمنطقة، والذى استمر لمدة خمسة أيام متواصلة دون أن تتمكن أجهزة المحافظة من إنهاء الصراع الدائر بين القريتين، وأوضح أن الحياة بالمنطقة توقفت تماماً وسط أصوات الرصاص من جميع الاتجاهات، مؤكداً أن المدارس أغلقت أبوابها، كما أن الأهالى لا يتمكنون من الخروج من منازلهم لقضاء مصالحهم، وأشار إلى أن المنطقة تشهد أزمة خانقة فى توافر السلع والخبز، مؤكداً أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية، مناشداً القوات المسلحة التدخل لحفظ الأمن بالمنطقة.