لا يستطيع مسلم أن يصلى الفريضة بدون أن يقرأ فاتحة الكتاب فى كل ركعة، وذلك فيه إشارة واضحة إلى أهمية هذه السورة التى هى أول سورة فى كتاب الله، وهى أم الكتاب والسبع المثانى.. فما الحكمة من تكرار القراءة بها فى كل ركعة فى صلاة الفريضة، وحتى فى النافلة (صلاة السنة).. ما الحكمة من ذلك؟ وما الحكمة أن «بسم الله الرحمن الرحيم» آية فى «الفاتحة» وليست «بسملة».. هذه السورة العظيمة رغم صغر عدد آياتها فإنها إعجاز متجدد ودائم لهذا الكتاب الذى أنزله الله - سبحانه وتعالى - على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. هذه السورة هى منهج حياة كامل فى سبع آيات قرآنية فقط.. منهج إلهى ربانى مستقيم يوصل بصاحبه ومن اتبعه إلى بر الأمان وإلى الراحة النفسية والنعيم فى الدنيا والآخرة.. إذا نظرت إلى «الفاتحة» فى القرآن لوجدت أن فى آخر الآية الأولى رقم «1» الذى يشير إلى أنها الآية رقم واحد فى هذه السورة والكثير منا يعتقد أو يعلم بشكل خاطئ أن رقم الآية فى المصحف يأتى فى أول الآية، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً.. والصحيح أن رقم الآية يأتى فى آخر الآية.. تبدأ الفاتحة ب«بسم الله الرحمن الرحيم».. وهذا توجيه لنا من الله سبحانه وتعالى لكى نبدأ يومنا فى بدايته بقول «بسم الله الرحمن الرحيم» وأن نبدأ كل شىء ب«بسم الله الرحمن الرحيم».. فإذا بدأت أى شىء فى حياتك ب«بسم الله الرحمن الرحيم» سوف تكون بداية موفقة فيها رحمة من الرحمن الرحيم.. وإذا تأملنا الأذكار الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن الكثير منها يبدأ ب«بسم الله الرحمن الرحيم»، وذلك لأن التسمية باسم الله الرحمن الرحيم لا تجلب الرحمة فقط ولكنها تجنب قائل البسملة كيد الشيطان وهمزه، ويكون فيه بركة من الله، وذلك لقوله «بسم الله الرحمن الرحيم» على هذا الأمر.. كذلك ما نأكل من الأنعام لا يكون حلالاً إلا إذا تم قول بسم الله الرحمن الرحيم عليه أثناء الذبح.. سبحان الله.. إذن قول الآية الأولى فى فاتحة الكتاب «بسم الله الرحمن الرحيم» هو الذى يجعل الذبيحة حلالاً وهى بداية الكثير من أذكار الصباح والمساء بل هى الدعاء الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ما بدأ الإنسان بالوضوء.. ما أحلى أن نبدأ كل شىء فى حياتنا ب«بسم الله الرحمن الرحيم».. وهناك فائدة أخرى من قول «بسم الله الرحمن الرحيم» على أى شىء فى حياتك، وهى أنك تكون ذاكراً لله طوال اليوم فتكتب عند الله من الذاكرين له سبحانه وتعالى فى الملأ الأعلى، ويذكرك الله باسمك كما ذكرته سبحانه وتعالى باسميه الرحمن الرحيم.. ما هذا الكرم الإلهى وما هذه النعم التى نحن غافلون عنها والتى تؤثر حقاً فى كل أحداث يومك وليلتك وعملك وبيتك وأولادك... جرب أن تقول «بسم الله الرحمن الرحيم» كثيراً، وخاصة فى أشياء لم تكن تقول فى أولها «باسم الله».. وسوف ترى اختلافاً كثيراً.. أعتقد أن مصر كلها الآن تحتاج أن تبدأ يومها ب«بسم الله الرحمن الرحيم».