أعلن الإعلامي يسري فودة، منذ قليل، استقالته من قناة "أون تي في"، الخبر الذي وقع كالصاعقة على محبيه، واصفين إياه ب"آخر الإعلاميين المحترمين"، بينما أعرب البعض عن سعادته بهذا الخبر، بين لحظة وأخرى يختفي بريق "فودة" المعتاد عن القناة، هدوؤه وكلامه المرتب في مقدمته التي توصف دائمًا بالمقدمات "النارية". "اختلفت طريقة الاستقالة والنهاية واحدة".. لا جدال على أن وجود فودة في أي موقع يترك بصمة خاصة للقناة ولمشاهديه، وعندما قرر فودة تقديم استقالته من قناة "الجزيرة" التي كان يعمل بها مراسلًا ثم مقدمًا لبرنامج "سري للغاية"، قدم استقالته عبر مقالة مطولة بإحدى الصحفي والتي اشتملت على تفاصيل كثيرة، لكنه ومن ناحية أخرى عندما قرر إنهاء تعاقده مع قناة "أون تي في" اكتفى بمنشور قصير عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك". ارتبط اسم الإعلامي يسري فودة ببرنامج "سري للغاية" الذي كان يذاع على شاشة قناة "الجزيرة" والذي شارك في إنتاجه عام 98، وذلك بعد أن عمل مراسلاً لشؤون المملكة المتحدة وغرب أوروبا بالقناة في عام 96، واستطاع "سري للغاية" بموضوعاته وبطريقة معالجته أن يجذب كمًا هائلًا من المشاهدين، حتى حصلت أولى حلقات هذا البرنامج على الجائزة الفضية لمهرجان القاهرة للإنتاج الإذاعي والتليفزيون للعام نفسه، ومع خروجه من "الجزيرة" قدم فودة استقالته من القناة، وخرج من القناة القطرية مودعًا لها بمقالة تحت عنوان "القرار الصعب الذي كان لا بد من اتخاذه.. وداعًا قناة الجزيرة"، وأكد في المقالة أنه ليس خطابًا للتنحي عن مهنة الصحافة فمن ولد صحفيًا يموت صحفيًا، ولا هو ردة فعل في لحظة انفعال، معربًا عن سعادته الغامرة بعودته إلى مصر، وأوضح في استقالته ل"الجزيرة" الأسباب، مشيرًا إلى أن بعضها يتعلق بالإدارة وبعضها الآخر يتعلق بالمهنة وبعضها له علاقة بالسياسة، واعتبرها في ذلك الوقت "استراحة محارب"، يرى فيها الجزيرة بعين المشاهد متخلصًا من صخب العمل وغمامة الاستغراق، حسب قوله. بمنشور قصير لم يتعدَ الثلاث أسطر، أنهى يسري فودة علاقته بقناة "أون تي في"، باختصار وجيز، معتبرًا انتهاء عقده بالقناة فرصة لالتقاط الأنفاس، فكتب فودة عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك": "هذا هو آخر أسبوع من "آخر كلام"، فخور بتجربتي مع فريقي ومع قناة أون تي في، وانتهاء عقدي لهذا العام فرصة كنت أنتظرها لالتقاط الأنفاس بعد أصعب السنوات وأجملها في مشوارنا الصحفي في أجواء عامة ضاغطة"، ومن هنا وضع صاحب مقولة "طيَّب الله أوقاتكم" النقطة الأخيرة في برنامج "آخر كلام"، لينهي تجربته مع فريق العمل. الاستراحة والتقاط الأنفاس.. كلاهما كانا من الأسباب المشتركة لخروج الإعلامي يسري فودة من عباءتيّ "الجزيرة" و"أون تي في"، ليبدأ مشوارًا آخر جديدًا، في عالم الصحافة والإعلام، فمن ولد صحفيًا يموت صحفيًا، حسب قوله.