وقعت في غرام «الفلاحة الفصيحة» قبل أن يعرض عليها الدور، وقبل أن يفكر أحمد النحاس في إخراج رواية «الوتد» التي كتبها خيري شلبي، تمنت أن تؤدي دور «فاطمة تعلبة» وتحمّست له بشدة، وبعد فترة عرض السيناريو على هدى سلطان، التي يحل اليوم الذكرى ال96 لميلادها، لتجسّد الشخصية الأشهر في تاريخ الدراما المصرية، التي وقع في غرامها المصريون، وما زالوا يجتمعون حول المسلسل في كل مرة يعرض فيها، رغم أنّه عرض للمرة الأولى قبل 25 عاما. هدى سلطان و«فاطمة تعلبة» «ابنتي ناهد هي من اكتشفت روعة وجمال شخصية فاطمة تعلبة، قرأت الرواية وأُعجبت بها عامة، وبشخصية فاطمة تعلبة خاصة، وطلبت مني قراءة الرواية، حتى قبل أن يفكر المخرج أحمد النحاس في تحويل القصة إلى عمل درامي».. قالت الراحلة، كاشفة عن أول من لفت نظرها لرواية الوتد، وذلك في حوار قديم لصحيفة الأحرار، أجرته في العام 1998. «الوتد» أهم أدواري على الشاشة الصغيرة وصفت الفنانة الراحلة، دورها في مسلسل «الوتد»، بأنّه الأكثر أهمية في مشوارها الفني، وذلك في حوار قديم لصحيفة الأسبوع، أجرته عام 1998، كما أكدت أنّ العمل كاملا بصمة مميزة وعلامة في تاريخها الفني: «استغرق الدور كثير من الوقت والجهد، عانيت بشدة كي أتقمّص الشخصية، وأقنع المشاهد أنّني فاطمة تعلبة، المرأة القوية الشديدة التي جمعت أبنائها حولها». أقنعت قريب «فاطمة تعلبة» بأنّني هيّ طوال فترة تصوير المسلسل، كان واحدا من أقارب «فاطمة تعلبة»، وهي شخصية حقيقية عاشت في مصر وتوفيت عام 1970، ملازما لأسرة المسلسل أثناء التصوير، لسماع اللهجة التي يتحدّث بها الممثلون، وتصحيحها إن كان بها أي خطأ، قالت هدى سلطان عنه: «قريبها أكد لي أنّني أقنعته بأنّني هي، المرأة التي عاش معها وافتقدها منذ وفاتها». ظروف صعبة عملت أسرة المسلسل في ظروف جوية صعبة للغاية، بين معاناة من حرارة الجو تارة، وحرارة معدات الإضاءة تارة أخرى، ورغم ذلك، نجحت أسرة المسلسل في تقديم صورة للأسرة المصرية المترابطة، التي تقودها الأم «فاطمة تعلبة» والابن البكر «درويش» الذي جسّد دوره الفنان الراحل يوسف شعبان. أمومة مختلفة رغم أدوار «الأم» الكثيرة التي أدتها الراحلة على الشاشة الصغيرة، لكنها رأت أنّ دورها في «الوتد» مختلفا عن كل ما قدمته من أدوار ك«أم» في الدراما: «الأمومة اللي قدّمتها في (الوتد) مختلفة عن الأمومة اللي قدّمتها في (الثلاثية)، و(أرابيسك) و(ليالي الحلمية)». هدى سلطان «مجد يتحرك على قدمين» «هدى سلطان مجد يتحرك على قدمين».. جملة وصف بها المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة، هدى سلطان بعد نجاحها الكبير في رائعة خيري شلبي، وذلك في حوار قديم لمجلة روز اليوسف، أجراه في العام 1998، وأضاف آنذاك: «ماذا أقول عن هذه العظمة، ليس بوسعي تكرار كلمات أخرى عن العبقرية والعظمة، لكن هدى سلطان مجد يتحرك على قدمين، فن متوهج ومشع».
