فنانة من طراز فريد، لها بريق خاص وجمال مختلف، منذ أن أطلت على جمهورها في الوهلة الأولى أكدت على أنها مشروع نجمة كبيرة، وخلال مشوارها الفني الذي امتد لأكثر من 44 عاما قدمت إرثًا فنيا ضخمًا برهن على أنها نجمة كل الأدوار، بعدما نجحت في تجسيد أدوار الشر بالبراعة نفسها التي قدمت بها الشخصيات الكوميدية، من يشاهدها في دور «فطوم» بمسلسل «الناس في كفر عسكر»، لن يصدق أنها هي ذاتها «ميار» في فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، لتحصل الفنانة دلال عبدالعزيز، التي رحلت عن عالمنا اليوم، عن جدارة على لقب «الشريرة الضاحكة». دلال عبدالعزيز استهلت مسيرتها مع أدوار الشر عام 1989، بمشاركتها في فيلم «امرأة مع الشيطان»، وفيه جسدت شخصية «ناهد»، الفتاة التي تزوجت من رجل عجوز ثري كانت تعمل لديه ممرضة، ولكنها تحب شخص آخر مسجون، تنتظره حتى يخرج من السجن وتتفق معه لقتل زوجها، ويتم فعلًا قتل الزوج والتحقيق معها، ذلك العمل الذي أخرجه صلاح سري، وتأليف غريب الفخراني. مسلسل «سعد اليتيم»، الذي عرض عام 1997، قدمت فيه دلال عبدالعزيز شخصية «صبيحة»، تلك السيدة التي أصبحت أحد رموز الشر، وتدور أحداثه حول سعد الذي يولد دون أن يعرف أصله، ودلال زوجة أحد الفتوات، والتي كانت تحاول التخلص من ابنته، كذلك كانت توقع بينه وبين الفتوات الآخرين. في عام 2001، شاركت دلال عبدالعزيز في مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة»، جسدت فيه دور رباب كمال وجدي زوجة جابر «يحيى الفخراني»، وزوجها رجل الأعمال الشهير الذي اكتشف سره أنه طفل غير شرعي، لتحاول التخلي عنه والحصول على أمواله وإبعاده عن أسرتها العريقة وحرمانه من أبنائه أيضا. شخصية «فطوم» التي جسدتها دلال عبدالعزيز في مسلسل «الناس في كفر عسكر»، تعد أحد أبرز أدوار الشر التي لعبتها والتي كانت تحاول السيطرة على حياة قربيتها «شوق»، التي تقتلها في النهاية بسبب ما فعلته وتسبب لها في أذي كبير في حيتها وكانت سببا في طلاقها عن زوجها. حنان شوقي: تتقن أدوار الشر حد البراعة وهي فنانة شاملة الفنانة حنان شوقي، شاركت في عدة أعمال فنية أمام الفنانة دلال عبدالعزيز، من أبرزهم في مسلسل «الناس في كفر عسكر»، الذي جسدت فيه دلال أحد أبرز أدوار الشر في مسيرتها، وتحكي قائلة، إن دلال ممثلة موهبة جدا، لها أوجه فنية عديدة، يمكنها تقديم كل الأدوار الكوميدية والشرير والأم والجدة، وكلهم يخرجون بالبراعة نفسها. وأضافت حنان شوقي ل«الوطن»، أنها قبل مسلسل «الناس في كفر عسكر»، شاركت مع دلال عبدالعزيز في مسرحية فارس وبني خيبان وكذلك ليالي الحلمية، مشيرة إلى أنها نجحت في تقديم صورة الشر بتلقائية دون تصنع أو تكلف، فكانت في المسلسل تتقمص الشخصية بصورة كبيرة، حتى أنها تعيش معها، وهو أحد أسرار نجاحها. وتابعت، أن الناس تفاعلت مع إدائها المتميز في «كفر عسكر»، حت كانت هناك فرحة بنهاية المسلسل حين نجحت «شوق» التي أجسدها في قتل «فطوم» دلال عبدالعزيز، وهو ما يدل على براعتها في تجسيدي الشر، موضحة أن المسلسل نال عدة جوائز من الإذاعة والتلفزيون كما حصلت دلال على جائزة لدورها المتميز. دلال عبدالعزيز البارعة في الأدوار الكوميدية على الجانب الآخر برعت في الأدوار الكوميدية، فتألقت في شخصية «ميار» والدة حزلقوم، في فيلم «لا تراجع ولا استسلام (القبضة الدامية)»، والذي عرض عام 2010، وكان لها العديد من الأدوار الكوميدية، وقدمت عدد من الإفيهات الكوميدية التي لم تنس حتى الآن، ولا زال يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي دور الجدة «بطة» الذي جسدته في مسلسل «نيللي وشريهان»، الذي قام ببطولته ابنتيها إيمي ودنيا، وقدمت فيه مشهدا كوميديا، حيث كان يحاول نيللي وشريهان معرفة مكان الكنز الذي خبأه جدهم منها، ليدور حوار طريف بينهم. قدمت دلال عبدالعزيز دورا كوميديا في مسرحية «أهلا يا دكتور»، حيث جسدت فيها شخصية ممرضة، وتدور أحداث القصة حول نادر «سمير غانم» والزناتي خليفة «جورج سيدهم» طبيبان صديقان، ولكنهما مختلفان، فنادر ابن عميد كلية الطب نجح اعتمادا على أبيه، واتخذ من عمله سبيلًا للربح والثراء على حساب أخلاقيات المهنة، والزناتي طبيب شريف قضى سبع سنوات في الصعيد ومخلص لقَسَم أبو قراط، وبين الاثنين تدور حوارات حول الأخلاق والمجتمع، وعن اختلافات كل منهما. مسرحية «الصغيرة»، شاركت فيها الفنانة دلال عبدالعزيز، والتي عرضت عام 1981، والتي تدور أحدثها حول الفتاة التي انشغل والدها عنها وعن والدتها بسبب العمل، فتنجح عصابة في اختطاف البنت، وتقع العديد من المفارقات الكوميدية لأفراد العصابة بسبب البنت، لتقدم وجه كوميدي في بدايتها تنجح في إقناع الجمهور بها. طارق الشناوي: ممثلة شاملة وعملها مع «الثلاثي» ساعد على ظهور وجهها الكوميدي الناقد الفني طارق الشناوي، قال إن دلال عبدالعزيز ممثلة شاملة، تمتلك موهبة فريدة تمكنها من إداء أي شخصية مهما كانت، مشيرا إلى أنها منذ الظهور الأول لها بعدما قدمها جوروج، وهي أثبتت جدارتها كفنانة شاملة لها مقومات النجاح. وأضاف الشناوي ل«الوطن»، أن عمل دلال عبدالعزيز في بدايتها مع ثلاثي أضواء المسرح، كان سببا في أن تكون بدايتها في مجال الكوميديا، ونجحت سريعا في إثبات نفسها فيها من خلال عددا من المسرحيات الكوميدية الاجتماعية، التي تناقش قضايا هامة. وأكد الناقد الفني، على أنه بعد فترة قصيرة شاهد المخرجين صورة أعمق لدلال عبدالعزيز، هو الفنانة الشاملة، فنجت في الدراما، وأثبتت مقدرتها الفنية في السينما والتليفزيون، فتترك طابع الفنانة الشامة القادرة على تجسيد أي شخصية. وتابع أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الأعمال التي احتاجت خبرة الفنانة دلال عبدالعزيز، وذلك حتى لو ظهورها في أدوار شرف، إلا أنه يضيف طابع مميز كوميدي للعمل لا ينسى والدليل عدد من الأعمال التي لا زال يتذكرها الجمهور.