ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، كلمة في ختام دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الثاني للمجلس، أكد خلالها أن الأعضاء أدوا دورهم بأمانة، خلال دور الانعقاد، لافتا إلى أن أهم ما تميز به هذا المجلس هو احتواء تركيبة متنوعة من الأحزاب السياسية تمثل الشعب كله. وفيما يلي نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ﴾ صدق الله العظيم، الزميلات والزملاء الأفاضل أعضاء مجلس النواب الموقر- نواب شعبنا العظيم، ونحن نتأهب اليوم لإنهاء دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثاني، لعلنا نكون قد أوفينا ما عاهدنا عليه أنفسنا، يحين الآن أن نستعرض أهم أعمالنا خلال هذا الدور الذي سارع خلاله هذا المجلس الزمن، في ظل إجراءات احترازية دقيقة نتيجة تفشي وباء فيروس كورونا، فما كان لهذا المجلس أن يحقق مسؤولياته لولا التزامكم بأمانة المسؤولية التي تفرض القيام بمساندة مصالح الوطن والتعبير عن آماله وطموحاته، وسوف تثبت الأيام كم تحليتم بالشجاعة وكنتم على قدر المسؤولية والفهم العميق لطبيعة المرحلة وتحدياتها». رئيس النواب: نحتلف في التفاصيل ونجتمع مع الوطن وتابع: «إن أهم ما تميز به هذا المجلس هو احتواء تركيبة متنوعة من الأحزاب السياسية تمثل الشعب كله، تمثل الإرادة الحقيقية للمواطن، والمصلحة العامة للوطن، ومن الإنصاف أن نقول إن المعارضة ما أخذت حظاً مثلما أخذت في هذا المجلس، وإن الأغلبية ما وجهت نقداً مثلما وجهت في هذا المجلس، وهذا من أهم نجاحات مجلسكم، وكنت مؤمناً عن يقين بإعطاء المعارضة فرصتها، فما ادخرت جهداً في دعم الممارسة الديمقراطية، وما تخلفت عن تأييد الحوار الديمقراطي، إذ إن نجاح المجلس ينسب إلينا جميعاً، واسمحوا لي في هذا المقام، أن أؤكد أن مواجهة مشكلات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحتاج من الجميع إلى التكاتف والاصطفاف حول الوطن، بشكل صادق ودؤوب، ودعونا نقرر بصراحة ووضوح أنه يمكن دوماً الاختلاف في التفاصيل، ولكن لا يمكن أبداً الاختلاف على الوطن وسلامته، فهذه هي الديمقراطية، وهذا هو منهاج الدولة الذي أرسى دعائمه الرئيس عبدالفتاح السيسي». المجلس التزم منهج التوفيق بين متطلبات التطور ومتطلبات الاستقرار وأضاف رئيس مجلس النواب: «الزميلات والزملاء المحترمون، لقد كان مجلسكم الموقر مدركاً لمدى الحاجة إلى التشريع ومدى ملاءمته، فكان منهج المجلس التوفيق بين متطلبات التطور ومتطلبات الاستقرار، ولقد ألزمه هذا المنهج التبصر في الأحكام ودقة الصياغة، فضلاً عن الحس الاجتماعي والصالح العام». وتابع «جبالي»: «ولقد جرت في هذه القاعة مناقشات جادة حول أهم مشكلات الشعب وقضاياه، وانتهت بمقترحات موضوعية وبناءة، تسهم في تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع كفاءة الأداء، واعتمد المجلس على لجانه النوعية التي تضطلع بإنجاز العديد من المهام التي تزيد من فاعلية المجلس باعتبارها عنصراً تنفيذياً في إمداد المجلس بالطاقة اللازمة ومساعدته في اتخاذ قراراته من خلال رصد وتجميع المعلومات عن الوقائع والحقائق المتعلقة بموضوع العملية التشريعية أو الرقابية، وتقديم تقارير عنها تمكن المجلس من تكوين رأيه حولها، ولقد بذلت كل لجان المجلس جهوداً مقدرة ظهرت نتائجها مثمرة على صفحة أعمال المجلس». وأضاف: «لقد استطعتم القيام بدوركم الرقابي بشكل مرض من خلال استخدام مختلف أدوات الرقابة البرلمانية على أعمال السلطة التنفيذية ولقد بلغت أرقاماً غير مسبوقة تعكس بكل صدق نبض الشارع وتلقي اهتمام القاعدة العريضة من الجماهير، واستطعتم أن تقيموا جسراً من التواصل والتفاعل مع كل ما يهم المواطن ويؤثر عليه». وتابع: «كما استطاع المجلس متابعة الأحداث السياسية في منطقتنا العربية، وقارتنا الإفريقية، حيث حرص المجلس - رغم الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا - على ممارسة مهامه من ناحية الدبلوماسية البرلمانية، فقد تواصل المجلس مع الهيئات النيابية والمنظمات البرلمانية الدولية، وكان صوته مسموعاً ومؤثراً في المحافل الدولية كافة، انطلاقاً من مكانة مصر ودورها المحوري بين الأمم، بفضل السياسة المتزنة والعاقلة التي وضع قواعدها الرئيس عبدالفتاح السيسي».