أمل ورجاء لا ينقطعان فى أن يشفى الله صغيرها، لم يقطعهما سوى أمل ودعاء آخر، فى أن يقبل مستشفى سرطان الأطفال 57357 حالة الصغير، الذى قتلته الأوجاع قبل أن يعرف معنى الوجع، فعمرو عبدالمنعم الذى أتم 11 عاماً، قضى منها 3 أعوام يرافقه المرض الخبيث، لا يريد الانفصال عنه، ورغم كل محاولات الأم «فاطمة» نجدة صغيرها وإنقاذه، فإن روتيناً عقيماً يقف حائلاً بينها وبينه، إذ ظلت طوال السنوات الثلاث تتردد على معهد الأورام بقصر العينى، وتغادر دون أن تحقق مرادها، بحجة «الدور لسه مجاش على ابنك». تقضى فاطمة وصغيرها الطريق ذهاباً وإياباً من طنطا حيث تعيش إلى القاهرة حيث معهد الأورام فى دعاء لم يستجب بعد «يارب يوافقوا يعالجوه فى 57357»، حيث قوبل طلبها علاج الصغير فى المستشفى بالرفض، بحجة «مفيش مكان». حالة «عمرو» لا تقل عن مثيلتها «سارة جمال الدين» الطفلة ابنة ال8 أعوام المصابة بسرطان فى الدم، تعانى من العلاج الكيماوى داخل مستشفى معهد الأورام بأسيوط، لدى والدها استعداد لفعل كل شىء من أجل إنقاذ صغيرته «أبيع هدومى بس تتعالج فى 57357»، محاولاته العديدة تعثرت فى إيجاد سرير لها بمستشفى سرطان الأطفال منذ 6 أشهر. توضيح بليغ لخص فيه د.شريف أبوالنجا «مدير مستشفى سرطان الأطفال» الأزمة التى تقابله يومياً «نحن نعالج سرطان الأطفال، وليس السرطان فى مصر كلها»، مدافعاً عن كون المستشفى لا يعتمد على المحسوبيات فى العلاج، لكن العدد لا يسمح باستيعاب أكثر من 28% إلى 30% من مرضى سرطان الأطفال فى مصر