على أحد أسرّة مستشفى سرطان الأطفال «57357»، ترقد الطالبة مرام محمود، ابنة محافظة شمال سيناء، تتلقى العلاج من المرض اللعين الذى أصابها منذ الصغر، وكانت على موعد مع تكريم يليق بتفوقها الدراسى، أمس، حيث حضر إليها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، وعدد من المحافظين والمسئولين، لتكريمها، ضمن طلاب الثانوية الذين أدوا الامتحان فى لجان خاصة بالمستشفى. وبدموع أبت أن تتوارى على خديها، قالت «مرام» المصابة بسرطان فى المخ، إنها حصلت على مجموع 91% «علمى علوم»، والمرض كان دائماً ما يفقدها التركيز فى المذاكرة، لدرجة أنها كانت تنسى كل ما تحفظه.. عندما اقترب موعد الامتحانات، اشتد المرض عليها، لكنها رضخت لقضاء الله، وكانت دائماً ما تلقى صعوبة فى التنقل بين محل إقامتها بمدينة العريش فى سيناء، والمستشفى الواقع فى حى السيدة زينب بالقاهرة. كان مسئولو المستشفى يقدمون ل«مرام» كل شىء لإسعادها، وعدم إحساسها بأنها مريضة ب«السرطان الملعون»، وكان هذا عاملاً إيجابياً جداً، ساعدها فى الخروج من الحالة النفسية التى عايشتها قبل موعد الامتحانات مباشرة، حسبما قالت ل«الوطن»، مضيفة أن «العامل النفسى الذى عاملنى به المعالجون فى المستشفى، ساعدنى كثيراً على التركيز فى المذاكرة وأداء الامتحانات بسلام، ونسيان آلام المرض وقسوة الظروف». بعد تكريمها، عبّرت «مرام» عن أمنياتها من على سرير المرض، كان فى مقدمتها أمنية طلبتها من الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، حتى تدعو لمصر وشعبها وزملائها المصابين بالسرطان، أن يتولاهم الله برعايته ويشفيهم من المرض اللعين، فيما كان الالتحاق بكلية الصيدلة بشمال سيناء الأمنية الثانية، بهدف العمل بمهنة الصيدلة للمساهمة فى علاج مرضى السرطان، بعد أن يرزقها الله الشفاء. ووجهت الطالبة كلامها لرئيس الوزراء ووزير التعليم قائلة: «ماتنسوناش.. يا ريت تزورونا على طول.. محتاجينكم معانا تخففوا عننا الألم». فى غرفة مجاورة تملأها أحلام مشابهة، يرقد الطالب حسين محمد، المصاب بسرطان فى الدم، والحاصل على 87% فى الثانوية العامة «علمى رياضة»، الذى بدأت معاناته مع المرض منذ 3 سنوات، ومنذ هذا التوقيت وهو يتلقى العلاج فى «57357».. لم يكن «حسين» مواظباً على الحضور للمدرسة طيلة فترة علاجه، لأن الطبيب المعالج له كان يحدد توقيتاً معيناً للخروج من المنزل. تذكر «حسين» المعاملة السيئة التى كان يلقاها من بعض زملائه ومعلميه فى المدرسة، وكيف كان ذلك سبباً رئيسياً فى أن يتركها ويلتحق بمدرسة المستشفى، وذلك بعدما اقتنع زملاؤه بأن المرض المصاب به سينتقل إليهم عن طريق العدوى، وقال بلهجة غاضبة: «للأسف.. المدارس تفتقد التوعية الكاملة بالمرض وأسبابه.. وأنا عانيت كثيراً من ذلك». ووجه أمنياته ل«السيسى ومحلب» قائلاً: «أرجو أن يكون هناك اهتمام أكثر من ذلك، وأن تدعموا مرضى السرطان ونزلاء المستشفى، وتوفروا لنا جميع احتياجاتنا».. الالتحاق بالجامعة البريطانية كانت الأمنية الثانية ل«حسين» الذى اختتم كلماته بعبارة: «الدولة تمر بظروف صعبة، علينا أن نواجهها جميعاً».