رفعت الجدة شعار اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد، لم يمنعها كبر سنها أو شيخوختها أو حتى الجملة التي دائمًا ما تسمعها أذناها «بعد ما شاب ودوه الكتاب»، فخلال 3 أشهر فقط، أصبحت تجيد القراءة والكتابة، وهو الأمر الذي طالما تمنته خلال 86 عامًا من عمرها؛ لتكلل أمنياتها بحصولها على شهادة محو الأمية بامتياز، لثبت الجدة أنها مازالت قادرة على العطاء وطلب العلم. الحاجة سميرة رجب تلتحق بقطار التعليم بعد 86 عامًا، بعدما بحثت حفيدتها شيماء صابر طالبة في السنة النهائية كلية التربية طفولة جامعة مطروح، عن أشخاص لتعلمهم القراءة والكتابة، ضمن مشروع تخرجها «محو الأمية»؛ لتجد أمامها جدتها التي كانت دائمًا تبدي حزنًا شديدًا؛ لأنها لا تتمكن من قراءة بعض من آيات الذكر الحكيم، وتتمنى لو استطاعت ذلك، وهو الأمر الذي شجع الحفيدة على محو أمية جدتها، خلال 3 أشهر فقط؛ لتنجح بعد ذلك في اجتياز اختبار محو الأمية بجدارة. «حفيدتى علمتنى القراءة خلال 3 أشهر فقط، وعندما انتهينا الحمد لله ختمت القرآن قراءة، وقرأت دعاء ختم القرآن».. تضيف الحاجة سميرة رجب، 86 عامًا، أن أول ما أقدمت على فعله بعد إجادتها القراءة والكتابة، ختمها القرآن، واصفة ذلك بأنه أسعد اللحظات في حياتها. وقالت الجدة في تصريحات خاصة ل«الوطن»: «إنها حجت بيت الله مرة وقامت بعمرتين، ولديها من الأبناء ستة 4 رجال وسيدتين، وتتمنى أن كل فرد يتعلم القراءة والكتابة فهى نور له في حياته»، موجهة شكرها لمدير محو الأمية والمشرفين الذين استقبلوها للامتحان وقدموا لها كل التسهيلات، على حد قولها. من جانبه، قال عادل عبد المنعم مسلم، مدير عام فرع هيئة تعليم الكبار بمطروح، اليوم الثلاثاء، إن السيدة ممتازة وتجيد القراءة والكتابة، والامتحان تم بالتعاون مع جامعة مطروح، ضمن مشروع تخرج إحدى الطالبات لتعليم الكبار. وحضر الامتحان الدكتور أيمن مصطفى رئيس وحدة محو الأمية بجامعة مطروح، والدكتور محمد أبوبكر منسق الجامعة، وأيمن زكريا أبوعقيل، منسق محو الأمية مع الجامعة. بروتوكول بين تعليم الكبار وجامعة مطروح لمحو الأمية وأشار «مسلم» إلى أن هناك تعاونًا بين هيئة تعليم الكبار فرع مطروح، وجامعة مطروح، لمحو الأمية، من خلال بروتوكول تعاون موقع بين الهيئة العامة لتعليم الكبار برئاسة الدكتور عاشور عمري رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، وجامعة مطروح برئاسة الدكتور مصطفى النجار، بدعم من المحافظ اللواء خالد شعيب، لمحو الأمية من خلال الطلاب الخريجين في ختام تعليمهم الجامعي الذي تطلب منهم الجامعة ضمن أنشطتهم محو أمية عدد من الأميين؛ للمساهمة في المشروع القومي لمحو الأمية؛ بهدف مواجهتها والقضاء عليها. وأشار إلى أن الهيئة تجري الامتحانات لهم بالمجان بتقديم صورة من بطاقة الرقم القومي.