فُك حصار الباعة المتجولين لشوارع وسط البلد بعد احتلالهم أرصفتها وإزعاج المارة بأصواتهم.. حالة من الهرج يحدثونها فى أى مكان تطأه أقدامهم، بعد أن تحولت أنظارهم من الشوارع لتصريف بضائعهم إلى المستشفيات غير آبهين بآهات المرضى الراقدين يتوجعون على الأسرة المتهالكة، «قصر العينى، إمبابة، عين شمس» 3 مستشفيات نالت الحظ الأعظم من الباعة المتجولين، يتسكعون بين أروقتها، يقتحمون العنابر وغرف الاستقبال والطوارئ دون الخوف من أن يتصدى لهم أحد. الباعة الجائلون مأساة جديدة زادت حدتها مؤخراً داخل المستشفيات الحكومية، فالمريض يضحى براحته بسبب الإهمال ويذوق مرارة التشخيص الخاطئ، لكن لا يطيق تحمل أصوات ومشاجرات الباعة حوله، بحسب «نجوى عبدالكريم» التى تتردد أسبوعياً على مستشفى قصر العينى لعلاج ابنها المصاب بضيق فى التنفس يستدعى احتجازه باستمرار فى الطوارئ، تجد بدورها صعوبة فى دخول المستشفى والانتظار الطويل فى ظل تزاحم الباعة بالمدخل وافتراشهم الممرات، وتضيف «بيضايقونا، ما بنعرفش ننام أو نقعد، اللى بيزيد الطينة بلة لو الطبيب طلب حجز المريض يومين أو أكثر، مش باعرف أنام بسبب أصواتهم، وساعات تحصل حالات سرقة ومضايقات وخناقات». حسن شلبى» أحد المصابين بفيروس «سى»، يتردد يومياً على مستشفى إمبابة لتلقى العلاج، ظروف مرضه تستدعى وجوده أياماً طويلة محتجزاً داخل عنبر لا تنقطع فيه أصوات الباعة، «مفيش أمن ولا ممرضات يقدروا يوقفوهم ولا يبلغوهم حاجة المرضى للراحة، كل هم البياعين يخلصوا من بضاعتهم ومع ذلك إدارة المستشفيات غافلة عن الحلول»، أعداد الباعة المتجولين تتزايد يوماً بعد الآخر، مضيفاً «بعد نقل البياعين لموقف الترجمان عسكروا جوه المستشفى، وأصبح لهم أماكن باسمهم».