اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان.. كر وفر.. إطارات مشتعلة وشماريخ وطلقات خرطوش وهتافات تنادي بعودة الرئيس المعزول وأهالي يلعنون وقف الحال.. مشاهد متكررة في منطقتي "عين شمس والمطرية" في القاهرة، عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع، إلى جانب مسيرات ليلية شبه يومية تجوب الشوارع الجانبية، يطلق فيها عناصر الإخوان الألعاب النارية والخرطوش، ويأتي الرد سريعًا من القوات بقنابل الغاز المسيلة للدموع. تكرار السيناريو، تتكرر معه النتائج في غالبية الأحوال.. إصابات بين الفريقين، وضبط عناصر إخوانية، وأحيانًا تكون النهاية غير تقليدية، فيعلو الغبار الأسود على المشهد، معلنًا استشهاد ميادة أشرف الصحفية في جريدة الدستور، أثناء تغطيتها للأحداث. "الإرهاب ليس جديدًا على هاتين المنطقتين"، بحسب ما يرى اللواء الدكتور إيهاب يوسف، الخبير الأمني ورئيس جمعية الشرطة والشعب، "ففي فترة إرهاب التي عانت منها مصر في أوائل تسعينات القرن الماضي، كان الإرهابيون والتكفيريون، يتمركزون في هاتين المنطقتين، والسبب في ذلك يرجع إلى كون هذه المناطق، عشوائية، وبها كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى غياب رقابة وزارة الأوقاف على المساجد فيها". يشير الخبير الأمني في تصريحه ل"الوطن"، أن الإرهاب عاد مرة أخرى ينتشر في هاتين المنطقتين، لنفس الأسباب، ولغياب الدولة والانفلات الأمني الذي حدث بعد ثورة يناير. تتميز هاتين المنطقتين، بتواجد عناصر الإخوان فيها، والتيارات الإسلامية الأكثر تشددًا، والتي تبدي تعاطفها مع الإخوان، بحسب ما يرى صبرة القاسمي، الجهادي السابق، ومنسق الجبهة الوسطية، ويضيف في تصريحات ل"الوطن"، أن هاتين المنطقتين بهما كثافة سكانية عالية، ما يُصعّب الأمور على رجال الأمن أثناء مواجهتهم مع الإخوان. يحذر الجهاد السابق، من انتشار الفكر المتطرف، في ظل ما يحيط بالشرق الأوسط من مخاطر، تتمثل في "داعش" والإخوان ، الأمر الذي قد يؤدي إلى اجتذاب بعض الشباب، خصوصًا في المناطق العشوائية، إلى هذه الجماعات المتطرفة، التي تحارب الدولة.