«على ما تُفرَج» طريقة فى التعاطى مع المشكلات التى تواجه الإنسان فى حياته. تعتمد على البطء فى الاستجابة وتقديم أسباب واهية لها حتى يفرجها ربنا بسبب معقول أو جديد يظهر فجأة للاستناد إليه فى التعامل مع المشكلة. زمان أيام المرحوم «محمود الجوهرى» مدرب المنتخب القومى دخلنا كأس العالم 1990 وخضنا مباريات ضد فرق كبيرة، كان من بينها هولندا وإنجلترا وأيرلندا، اعتمد فيها «الجوهرى» على خطة وصفها بعض المصريين بخطة «حيطة يا وِلد»، لأنه كان يميل إلى طريقة دفاعية فى اللعب، يتم رص الأحد عشر لاعباً للدفاع عن مرمانا طيلة المباراة، لنمكث جميعاً فى انتظار فرج ربنا فى هجمة مرتدة نحصل منها على ضربة جزاء أو مخالفة قريبة من مرمى الخصم أو خطأ من أحد مدافعيه يستغله واحد من لاعبينا نفخ الله فى صورته ليحرز منه هدفاً ننام عليه، وإذا لم يحدث يكفينا التعادل! أذكر أن مدرب أيرلندا خرج -حينئذ- يعلق على أداء المصريين بعد المباراة التى جرت بين الفريقين، فقال متعجباً: «كيف ألاعب فريقاً لا يريد أن يلعب»؟! موقف وزارة التعليم من مسألة بدء العام الدراسى الجديد لا يختلف كثيراً عن الأسلوب الذى كان يدير به الجوهرى المنتخب القومى. فقد خرج علينا بعض المسئولين بالوزارة يقولون إن من المحتمل أن يتم تأجيل موعد بدء الدراسة إلى 11 أكتوبر، لكى يتوافق مع موعد بدء الدراسة بالجامعات، بهدف «لم شمل الأسرة»، عملاً بمقولة «لم الشمل بلاش تفريكا.. يا اللى بتلعب بالبولوتيكا».. بعدها خرج وزير التعليم نافياً التأجيل، إلى حد أنه أقسم بالله العظيم على أن الدراسة بالمدارس ستبدأ يوم 20 سبتمبر الحالى، وأكدت الوزارة -على لسان المتحدث الرسمى باسمها- أن «الأمور تتجه نحو بدء الدراسة فى 20 سبتمبر، ومع ظهور مستجدات سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لهذا الأمر». وأضاف: «الطالب لن يتحمل عبء المذاكرة قبل العيد، بل إن أول أسبوعين فى الدراسة ستكون أنشطة فقط، لنعطى فرصة للطلاب لحب المدرسة، ولن يكون هناك مواد دراسية، بل كرنفال على مستوى الجمهورية فى الأنشطة». على ما تفرج.. الدراسة سوف تبدأ فى موعدها، إلى أن يجد جديد أو تظهر مستجدات، ففى هذه الحالة سوف يتم تأجيلها، وإمعاناً فى الاحتياط لن يكون هناك دراسة خلال أول أسبوعين، يعنى العيال حتروح تلعب، وتمارس أنشطة، لن يكون هناك دراسة، بل حب: حب للمدرسة، وحب للمعلمين والمعلمات، وحب بين التلاميذ والتلميذات، وطبعاً حب الوطن «فرض عليه»! باختصار الدراسة خلال أول أسبوعين سوف تكون عبارة عن كرنفال. الوزارة تُشكَر.. فقد اتخذت كل الإجراءات الدفاعية ومكثت فى انتظار الفرج، أو بالتعبير الكروى رصت كل أسباب «تمويت» الدراسة، كما يقوم الفريق ب«تمويت» اللعب، ووقفت تنتظر فرج الله بهجمة مرتدة، بلغة الكرة، كى تحرز منها هدفاً. للإنصاف ليست تلك حال وزارة التعليم فقط، بل هى حال كل مؤسسات الدولة.. كله على ما تفرج!