مسيرة طويلة من النجاح مع رياضة الأثقال البارالمبي، تخطت الكثير من الصعاب حتى وصلت إلى قمة النجاح، أول امرأة في التاريخ الأولمبي للعبة رفع الأثقال تحصل على خمس ميداليات، منها أربع ذهبيات متتالية في الأولمبياد، سواء على مستوى الأسوياء أو ذوي الإعاقة، ليتخطّى عدد ما حازته ال 30 ميدالية دولية في مختلف البطولات، لتصبح «أيقونة رفع الأثقال». «الوطن»، حاورة فاطمة عمر، بعد وضع الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، لاعبة المنتخب، في مقدمة أعظم رياضية بتاريخ رفع الأثقال البارالمبي الدولي، بعد تتويجها ب 5 ميداليات بارالمبية، من 5 مشاركات أولمبية، وإلى نص الحوار: في البداية.. حديثينا عن مشوارك مع رياضة رفع الأثقال؟ - بدأت رياضة رفع الأثقال في سن متأخر، عندما كنت في ال19 من عمري، في سنة 1994، وتم تكوين أول منتخب سيدات لرفع الأثقال البارالمبي، وشاركت في أول بطولة لي، وكانت بطولة أوروبا المفتوحة عام 1997 والتي أقيمت في سلوفاكيا، وحققت فيها الميدالية الذهبية، ونجحت في كسر الرقم العالمي في هذه البطولة، وهو 67 كجم بعد استطاعتي رفع 100 كجم. رفع الأثقال من الرياضات التي تحتاج لقوة مفرطة.. ما الذي جذبك لممارسة تلك اللعبة؟ - رغبتي في إثبات الذات والتحدي كانوا أكثر ما دفعني لممارسة تلك اللعبة، وخاصة أولئك الذي يعتبرون ذوي الإعاقة إنسانًا ضعيفًا، لا يتمكن من العيش دون الاعتماد على من حوله، وكنت أرفض تلك الفكرة تماما، وكنت أريد أن أثبت أنني لست في تلك الصورة، وكنت دائما أرى أنني أتمتع بالقوة والنشاط غير العادي. فاطمة عمر أيقونة رفع الأثقال: أُصبت بالإحباط وقهرت اليأس بالرياضة حققتِ بطولات عديدة.. حدثينا عن أبرز إنجازاتك في اللعبة؟ - حققت الكثير من الأرقام القياسية، وفي عام 2020 كنت من أفضل لاعبات رفع الأثقال في العالم، ونجحت في حصد ميداليات بارالمبية متنوعة، بواقع 4 ذهبيات وفضية، 4 ميداليات ذهبية في أولمبياد سيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012، وواحدة فضية في البرازيل، وهذا الإنجاز لم يستطع أي لاعب أو لاعبة تحقيقه، سواء من الأشخاص العاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى حصولي على أكثر من 15 ميدالية متنوعة ببطولات العالم، وحصولي على لقب أفضل لاعبة في العالم أكثر من مرة. ما هو البرنامج التدريبي الذي تتبعينه؟ أتدرب يوميا من 3 إلى 4 ساعات يوميًا، تقسم على فترتين «ساعتين صباحا ومن ساعة ونصف إلى ساعتين مساءً»، في حال أننا في معسكر مغلق، إما في المعسكرات المفتوحية يتم الاكتفاء بساعتين يوميا، أو أي تغير من وجهة نظر المدرب. زوجك من أبطال رفع الأثقال.. ماذا عن دوره في دعمك رياضيا؟ تعرفت على زوجي عبدالنبي محمود، وهو لاعب رفع أثقال مثلي، وحقق بطولات عدة على المستوى المحلي، وإذا كنت قد حققت نجاحًا في مسيرتي، فإن الفضل الأول بعد الله يعود له، وكان خير داعم ومشجع لي منذ زواجنا إلى اليوم، وأنا أهديه هذا النجاح، لأنه يستحقه فعلًا، فقد كان زوجًا مثاليًا يشّجعني ويقدّر ظروف سفري إلى الخارج وبقائي في المعسكرات الداخلية أسابيع وشهورًا، يقوم خلالها بدور الأب والأم لابنتيَّ شهد وليلى، ويحفّزني على النجاح والتفوق، ويبثّ في نفسي الطمأنينة كي أركّز في التدريب، لأن تفوقي هو الجائزة التي ينتظرها مني، ولهذا فهو يفخر بي دائمًا، وأكنّ له الحب والاحترام والتقدير. حدثينا عن شعورك بعد اختيارك من الاتحاد العالمي في مقدمة أعظم رياضية في تاريخ رفع الأثقال البارالمبية العالمية؟ أنا في قمة سعادتي بهذا لاختيار، والذي لم أكن أتوقعه، الحمد لله بعد هذا الاختيار شعرت أن تعبي لم يذهب هباء، وأنني حققت إنجازًا كبيرًا ستعترف به كل الأجيال المقبلة. ما هو طموحك المقبل؟ التتويج بالذهبية البارالمبية في طوكيو، حتى أختم حياتي الرياضية وأنا على القمة كما كنت طوال ال25 عامًا الماضية.