جماعة على نهج «بوكو حرام» فى الفيوم، وفكر داعشى على المنابر فى قنا، وأعمال لجماعات إرهابية تعددت أسماؤها فى سيناء، تمتد إلى القاهرة والمحافظات بين الحين والآخر، أسماء عديدة لجماعات لم يكن المصريون يسمعون بها من قبل، تجعل المواطن العادى فى حالة اندهاش، ولسان حاله: «اشمعنى كل الدول فيها جماعة إرهابية واحدة واضحة وصريحة وإحنا عندنا على كل لون يا إرهاب!». «هذه ليست ظاهرة جديدة فبعد ضرب التنظيمات الكبيرة تظهر شظايا صغيرة بها» يتحدث د. عمار على حسن، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، مشيراً إلى أن ضرب تنظيم الإخوان نتج عنه مثل هذه الأسماء العديدة التى تطالع المصريين بين الحين والآخر: «بعد ضرب تنظيم الجهاد فى أوائل الثمانينات ظهرت أكثر من 70 جماعة وتنظيماً على هيئة مجموعات صغيرة جداً، هامشية، اختفت مع الوقت، فعادة ما تكون محصورة فى منطقة جغرافية، وأفكارها امتداد للأفكار المتداولة لدى الجماعات المشابهة، وتضيف لها بعض المرونة، وتنتهى بمجرد القبض على أعضائها وانكشافها للأمن، لأنها بلا أيديولوجيا كبيرة أو إمكانيات مادية». «بوكو حرام، والشوقيين، داعش، وأنصار بيت المقدس، وجند مصر، وغيرها من الجماعات المتناثرة التى تعلن عن نفسها بين وقت لآخر تعيدنا إلى قرن مضى من الزمان، عندما ظهرت جماعات الإسلام السياسى»، بحسب تأكيد أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية «إحنا قدام حركات إسلام سياسى ظهرت ما بين عنوان إخوانى وسلفى وجهادى منذ هذا التاريخ فى مطلع القرن، تطور حراك هذه المجموعات وأفرز مجموعات أخذت تظهر فكرة التكفير فى السجون المصرية»، يعود «بان» إلى الفترات الطويلة التى قضتها الجماعات التكفيرية داخل السجون ثم خرجت لتنشر أفكارها، لذا فإن هذا التنوع الذى نراه ما هو إلا نتاج تأسيس هذه الأفكار فى مصر.. أول من بدأت على يديها فكرة التنظيمات الحركية. يرى «بان» أن مستقبل هذه الحركات مرتبط بمستقبل الدولة الوطنية: «ضعف الدولة الوطنية بهذا الشكل وتخلف المؤسسات المعنية بالتنشئة تركا العقل والوجدان المصرى نهباً لهذه الجماعات التى سيطرت عليه، وخصوصاً فى غياب الأزهر».