تلقت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، سؤالا حول تأجيل الإنجاب، جاء نصه: «هل تأجيل الإنجاب حلال أم حرام حيث أننى وزوجي نعيش في دولة غالية ونعمل سويًا لتكوين نفسنا ونؤجل الإنجاب»؟. من جهته، أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على السؤال، خلال البث المباشر عبر صفحة الدار، قائلا: «إن هذه المسألة تخص الزوجين وفي حال اتفق الزوجان على التأجيل لا مانع ولا حرمة فيه». تحديد النسل في حالتين وأوضح أمين الفتوي، أنه يجب التفرقة في مسألة تحديد النسل بين حالتين: الأولى أن يكون تحديد النسل خوفًا من عدم الرزق، وهذا لا يجوز؛ لأن الله هو الذي يرزق، ومن الذي يضمن إذا كان أولاده قليلين أن لا يموت ويتركهم أيتامًا. وأضاف «شلبي»، الأخرى: أن يكون تحديد النسل بسبب مرض في الأم، فهذا يجوز بشروط: أن يشهد طبيب ثقة في دينه ماهر في تخصصه بأن الحمل والولادة يعرض الأم لخطر حقيقي لا يحتمل، أن تتخذ وسيلة لمنع الحمل لا تضر بصحة الأم؛ لأن الضرر لا يزال بمثله، أن يكون هذا قبل الحمل وليس بعده؛ لأن إسقاط الجنين لا يجوز. وكانت قد أطلقت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك» هاشتاج «تنظيم_النسل_جائز»، للتأكيد على جواز تنظيم النسل. وتحدث الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن هذه المسألة في وقت سابق، قائلا: «إن القضية السكانية من أهم القضايا لأنها تمس الأمن الفكري والقومي معا، وتحتاج علاجا حاسما لتفادي الأزمات التي تترتب عليها، ولارتباطها ببعض الأفكار المغلوطة التي ترى أن تقنينها يتعارض مع المشيئة الإلهية». وأشار «علام» إلى أن أصناف ترتيب الأمور أو أقسام المقاصد في الشريعة الإسلامية يكون على درجات مختلفة؛ فأعلاها مرتبة الضرورة التي إذا لم يفعلها الإنسان يكون مُعرضًا للهلاك والدمار وزعزعة الأمن والاستقرار، وهناك مرتبة أخرى أقل منها، هي مرتبة الحاجيات التي يكون الإنسان فيها في مشقة شديدة إذا لم يفعل أشياء معينة، ثم رتبة التحسينات وتشمل الأمور التحسينية أو الترفيهية، كمسألة تنظيم النسل قياسًا على مراد الصحابة في مسألة العزل، واستنادًا إلى أقوال أهل العلم، ووفقًا لترتيب المقاصد، فإذا كان التحسين جائزًا؛ فمن باب أولى أن يكون الضروري جائزًا، وهو ما ينطبق على مسألة تنظيم النسل؛ إذ تشير الدراسات المعتمدة إلى أنه ضرورة.
