محطات مترو تجتازها دائمًا، لا ترى منها سوى ظلال تظهر بين صفحات رفيقها الذي لا يُشعرها بالوقت، منذ ركوبها المترو من منطقة "فيصل" حتى جامعتها بحلوان. يارا عادل طالبة الحاسبات والمعلومات بجامعة حلوان، هي واحدة من منظمي مبادرة "قراء مصر"، مبادرة أطلقها مجموعة شباب من كلية حاسبات ومعلومات هدفها تشجيع القراءة، حيث يتجمعون في أماكن مثل القلعة وجامع السلطان حسن، ليقرأوا أمام الناس، لتشجيعهم على القراءة. كانت أول مرة تحضر لقاء لقراء مصر، لم تتوقع يارا أن يسخر من فكرتهم هي وزملاؤها في الكلية طلاب جامعيون يتقاسمون معها مقاعد الدراسة، هذا الموقف جعل يارا تقدر مباردة "قراء مصر" التي جعلت لقراءتها هدفا إضافيا للمعرفة، وهو أن تجعل القراءة تنتشر بين المصريين، تلك المبادرة التي بدأت عندما شارك أحد الطلبة في كليتها صورة على "فيس بوك" هي الصورة لآلاف الأتراك يقرأون في استاد للكرة، فقرر زملاؤها أن تكون هذه الصورة من مصر في يوم ما. بدأت يارا قصتها مع القراءة عمومًا بعد الثورة، "أنا كنت عايشة في عالم واحد بس لما بدأت أقرا حسيت نفسي في عوالم كتيرة بدخلها في وقت واحد"، وحبها للكتب كان طريقها ل"قراء مصر"، فرغم أن أهلها لا يفضلون اندماجها في الأنشطة، إلا أنها تصر على المشاركة والتنظيم في المبادرة. تحكي يارا عن "قراء مصر": "تعرفت عليهم في أول نشاط لهم داخل كليتنا، عندما تجمعت مجموعة الطلبة للقراءة، وداومت على الحضور من ساعتها، ومن تاني لقاء كنت أحد المنظمين مش بس مشاركة" وحكت عن تجربتهم الجديدة اليوم "إحنا لقينا الأعداد في كل أنشطتنا ما بتزدش زيادة ملحوظة، ففكرنا في الأماكن اللي ممكن يتواجد فيها ناس كتير نشجعهم على القراءة، لقينا إن وجودنا في المترو في وسط الناس سيؤدي الهدف المطلوب"، وكانت الفكرة تدعو الشباب إلى التجمع في محطة أنور السادات والانتشار في عربات مترو الأنفاق للقراءة، و توزيع قصة قصيرة هي مدينة العميان، ليشاركهم الركاب متعتهم. قالت يارا أن أفضل أنشطة المبادرة تلك الجلسة في القلعة التي شاركهم فيها عمر طاهر، وتحدث عن الكتب التي قرأها وطرائفه معها، كما أنها تتمنى استضافة أحمد العسيلي، لأنها تحب كتبه. أكدت يارا أن قراءتها مفيدة أكثر من كتب الدراسة "أنا مش حاسة إني بدرس حاجة مهمة، كله مجرد رؤوس موضوعات أو حاجات بسيطة، بس لما بقرأ كتب في مجالي بتعلم أكثر"، كما حكت عن أنها نقلت العدوى لأصحابها من خلال توزيع الكتب عليهم. واختتمت يارا بأنها سعيدة بتجاوب الناس، وأنها قليلا ما يسخر أحد منهم خلال تواجدهم للقراءة في مكان ما "محدش اتريق علينا غير مرة واحدة لما قرينا جوه الكلية، وكانوا ناس قليلة".