سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الولايات المتحدة تتخبط.. وتتراجع: لم نتهم مصر والإمارات بتوجيه ضربة جوية لمواقع الميليشيات فى ليبيا وزير الخارجية الإماراتى: الزج باسم الإمارات ومصر مصدره «تيار أراد استغلال الدين» ودبلوماسيون: «واشنطن» تريد رد اعتبارها بعد فقدان دورها فى المنطقة
تراجعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكى، عن تصريح سابق، خلال مؤتمر صحفى عقد أمس الأول، قالت فيه إنها تعتقد أن مصر والإمارات وراء غارات جوية على مجموعات مسلحة فى طرابلس غربى ليبيا، وإن هناك بياناً مشتركاً بين الولاياتالمتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والمملكة المتحدة يؤكد أن التدخل الخارجى فى ليبيا يفاقم الانقسامات الحالية ويقوض التحول الديمقراطى فى ليبيا، والحقيقة أن ليبيا أصبحت مكاناً هشاً للغاية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، على حسابها الرسمى على موقع «تويتر»، أمس، إنها كانت تشير إلى التقارير التى «تتحدث» عن اتهام مصر والإمارات بضرب مواقع ليبية، وأوضحت أنها قصدت أن تتحدث عن الدول التى «يُقال» إنها تدخلت عسكرياً فى ليبيا. من جهته، قال المتحدث باسم السفارة الأمريكية فى القاهرة، مفيد الديك، ل«الوطن»، إن «ساكى» لم توجه فى حديثها خلال المؤتمر الصحفى أى اتهامات لمصر أو الإمارات، وتابع: «ساكى قالت إننا نفهم أن هناك ضربات جوية أجريت فى الأيام الأخيرة من قبل دولتى الإمارات ومصر، وليس معناه أنها تؤكد ذلك، أو تتهمهما بذلك بل إن الترجمة للعربية هى السبب فى هذا اللغط، لأنها لم توضح أن معنى كلمة نفهم، تعنى إشارة لمتابعة التقارير التى تتهم مصر والإمارات بتوجيه ضربات جوية لمواقع ليبية، دون أن يعنى ذلك اتهام المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مصر والإمارات بذلك». وشدد «الديك» على أن ترجمة النص الأساسى، الموجود باللغة الإنجليزية على موقع وزارة الخارجية الأمريكية، تؤكد أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قالت: إننا «نفهم» أن هناك ضربات عسكرية ولم تقل إننا «نعلم» إطلاقاً، وهى الترجمة المغلوطة التى تناقلتها بعض وكالات الأنباء والصحف العالمية. فى السياق ذاته نفى وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش ما تناقلته وسائل إعلام غربية عن مصادر أمريكية اتهمت الإمارات ومصر بالوقوف وراء غارات شنتها طائرات مجهولة على مواقع «فجر ليبيا» فى طرابلس الأسبوع الماضى. وكتب «قرقاش» على حسابه على «تويتر»: «محاولة إقحام اسم الإمارات فى الشأن الليبى هروب من مواجهة نتائج الانتخابات فى ليبيا والشرعية التى أفرزتها، ورغبة الغالبية فى ليبيا فى الاستقرار والأمن، وزج اسم الإمارات ومصر فى أحداث ليبيا مصدره واحد، وهو التيار الذى أراد من خلال عباءة الدين تحقيق أهدافه السياسية، وأن الشعوب اكتشفت كذبهم وفشلهم». وأضاف الوزير الإماراتى: «سيتضح جلياً، وقريباً، أن من يستهدف الإمارات هو من يرفض نتائج الانتخابات ونهج المؤسسات، لأن هذه النتائج وهذا النهج لم يأتيا كما يشتهى». من جهتها أكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن هناك حالة من التخبط لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن الضربات العسكرية إلى مواقع ليبية وعدم التأكد من التقارير التى تتحدث عن ذلك، وأضافت: «واشنطن علمت بالضربات العسكرية التى جاءت من دول غربية كما ذكر مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة، من وسائل الإعلام وهو ما أثار غضبها». وتساءلت المصادر: هل من الصعب أن تحدد الولاياتالمتحدة صحة التقارير التى تتحدث عن ضربات عسكرية إلى ليبيا، ومعرفة تفاصيل هذه التقارير كما هو معتاد من دولة فى حجم الولاياتالمتحدة، أم أنها تحاول أن تزج باسم الإمارات ومصر فى ترديد لنغمة العناصر الإسلامية المسلحة فى ليبيا؟ وكشفت المصادر عن إجراء الجانب المصرى بكل أجهزته اتصالات مكثفة مع الجانب الأمريكى للتأكد من تلك الاتهامات الرسمية التى أعلنت عنها المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، وخاطبت كلاً من البنتاجون والخارجية الأمريكية للحصول على تعليق رسمى بشأن هذا الأمر، ما أدى إلى صدور بيان رسمى لتوضيح الأمر بعدم توجيه أى اتهامات إلى مصر والإمارات. واعتبر دبلوماسيون أن اتهام مصر والإمارات بتوجيه ضربة عسكرية إلى ليبيا يؤكد رغبة الولاياتالمتحدة فى رد الاعتبار لها والتأكيد على وجودها فى المنطقة بعد أن تراجع دورها فعلياً وعلمت بالضربة العسكرية من وسائل الإعلام دون أى تنسيق معها. وأوضح الرئيس التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية الذى عمل سكرتيراً بالسفارة المصرية فى روسيا سابقاً أمين شلبى، أن الولاياتالمتحدة لم تعترف بالنفى الرسمى المصرى من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى، والمسئولين الليبيين وما زالت تتحدث عن الأمر باعتباره تقارير متداولة دون الفصل فيها. وقال «شلبى»، ل«الوطن»، إن واشنطن تريد إقحام مصر فى قضية تريد القاهرة حلها بطرق سياسية ودبلوماسية دون الحاجة لاستخدام القوة أو التدخل العسكرى، ولكن واشنطن لا تريد إدراك تلك الحقيقة. من جهته، أكد فتحى الشاذلى، سفير مصر الأسبق فى ليبيا، أن الولاياتالمتحدة لم تكتفِ بالنفى الرسمى المصرى والليبى والإماراتى أيضاً وما زالت تسعى لإقحام مصر فى قضية ضرب المواقع العسكرية الليبية سواء بالتلميح لذلك أو غيره، وأن الولاياتالمتحدة تريد أن تضع مصر والإمارات فى موضع الاتهامات لعدم التنسيق معها بشأن قضايا المنطقة بشكل عام خلال الفترة الأخيرة. وأشار «الشاذلى» إلى أن دور واشنطن تراجع بعد سقوط عناصر الإخوان فى دول الربيع العربى التى كانت تدعمهم بكل قوة لتحقيق ما تريد وتزيد سيطرتها على تلك الدول.