التزمت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، أمس، بوقف إطلاق النار الدائم الذى تم التوصل إليه بعد 50 يوماً من الحرب التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد قطاع غزة، تحت مسمى عملية «الجرف الصامد»، والتى راح ضحيتها ما يقرب من 2143 شهيداً. وشهد قطاع غزة ليلة هادئة، مساء أمس الأول وحتى صباح أمس، بعد أن دخل الاتفاق حيز التنفيذ الساعة السابعة من مساء أمس الأول. وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلى، صباح أمس، إن الجانبين التزما تماماً بوقف إطلاق النار، حيث لم تجر أى عملية إطلاق صواريخ على الأراضى الإسرائيلية أو أى غارات إسرائيلية على قطاع غزة. من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى فى حركة «فتح»، ل«الوطن»، إن أهم منجزات اتفاق وقف إطلاق النار، هو عودة مصر إلى الريادة وقيادة المنطقة وانتزاع التهدئة من الاحتلال الإسرائيلى لوقف الجرائم التى يرتكبها بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يُسجل لمصر. وأضاف «الحرازين»، أن «حجم المطالب لم يكن يوازى التضحيات التى قدمها الفلسطينيون، إلا أن الهدف الأساسى كان وقف العدوان وبدء خوض معركة النفَس الطويل». وأشار «الحرازين» إلى أن هناك مجموعة من القضايا سيتم مناقشتها بعد شهر من تثبيت الاتفاق الدائم، من بينها مسألة الميناء والمطار فى قطاع غزة، مؤكداً أن كلتا المسألتين سبق أن وردت فى اتفاقية أوسلو، وهو ما يجبر إسرائيل على الموافقة عليهما، حيث سبق أن عمل المطار لمدة 4 سنوات كاملة وهبطت طائرة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فيه خلال فترة عمله، إلا أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية والانقلاب فى غزة، عطلا عمل المطار. وأضاف: «هذه المرة حدثت حالة من الوحدة، وهى من منجزات الاتفاق، حيث تم تخطى المصلحة الشخصية، والإنجاز يسجل للشعب بأكمله وليس لفصيل بعينه». وعلى الجانب الإسرائيلى، أكد «الحرازين» أن إسرائيل خسرت بالتأكيد فى تلك الحرب، حيث حاولت فى البداية الخروج من الأزمة السياسية الداخلية من خلال الحرب، إلا أن تلك الحرب تسببت فى زيادة تلك الخلافات بين الوزراء فى الحكومة اليمينية المتطرفة، متوقعاً أن ينفرط عقد تلك الحكومة خلال فترة قريبة. ورداً على تساؤل بشأن تهرب إسرائيل من مناقشة مسألة المطار وإلقاء المسئولية على مصر، قال «الحرازين» إن «إسرائيل تحاول التهرب بإلقاء المسئولية على مصر، وهو نفس ما فعلته عام 2005 بالانسحاب من قطاع غزة.. ما فعلته لم يكن انسحاباً كاملاً وإنما إعادة انتشار للقوات، وحاولت إلقاء مسئولية القطاع على مصر لإحياء مشروعات ضمه إلى مصر من خلال خطط جيورا آيلاند وغيرها». وأكد الناطق باسم «حماس» سامى أبوزهرى، أن دور مصر أساسى وتاريخى فى دعم القضية الفلسطينية. ورحب عدد من الدول العربية والأوروبية باتفاق وقف إطلاق النار، داعية الطرفين إلى الالتزام به. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، عن أمله فى أن يكون وقف إطلاق النار «دائماً»، فيما رحبت الولاياتالمتحدة بالاتفاق، داعية الأطراف إلى التمسك ببنوده، مشيدة بوساطة مصر. وأثنى وزير الخارجية الكندى جون بيرد على جهود الحكومة المصرية الحثيثة فى التوسط لوقف إطلاق النار، فيما رحبت إيطاليا بالاتفاق، بينما وجهت إيران التحية لما وصفته ب«انتصار الفلسطينيين الذى أركع النظام الصهيونى». ورحبت السودان وقطر بقرار وقف إطلاق النار، حيث أعربت قطر عن استعدادها للمشاركة فى إعادة إعمار القطاع، مؤكدة أن الفضل فى الاتفاق يعود إلى صمود الشعب الفلسطينى وتضحياته. وانتقدت وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبى ليفنى، اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أنه كان يجب أن يتضمن مبادئ تجريد قطاع غزة من السلاح ومنع تعاظم قوة «حماس» عسكرياً.