سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفتي العام لسلطنة عمان: الحروب لها آداب.. والإسلام أعظم نعمة "الخليلي": الله سبحانه وتعالى يأمر عباده بعدم العدوان على أحد وأن يحترم بعضهم بعضا وأن لا يستعلي بعضهم على بعض
قال الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتى العام لسلطنة عمان، إن الإسلام من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على عباده على الإطلاق، جاء لحل مشكلات العباد الفلسفية والأخلاقية والأدبية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها من المشكلات المعقدة المتنوعة، موضحا أن كل الرسل عليهم الصلاة والسلام جاءوا بعقيدة واحدة هي عقيدة الإيمان وليس من المعقول أبدا أن يرسل الله سبحانه وتعالى رسله بعقائد مختلفة وأفكار متباينة. وأكد المفتي العام لسلطنة عمان، أن الايمان هو الحقيقة الباطنة للإسلام كما أن الإسلام هو الظاهر للإيمان، فكل واحد منهما يبين ويجلي الآخر، مشيرا إلى أن الإسلام دين الخلق جميعا جاء ليجمع الشتات وليؤلف القلوب ويوحد الأمم في ظل هذه العقيدة الشاملة. وأشار "الخليلي" إلى أن علاقة الإنسان بالنسبة إلى الإنسان إما أن يكون أخاه في الإنسانية وإما أن يكون بجانب ذلك أخاه في الدين، والإسلام جاء صلة بين الإنسان وبين الكون المترامي الأطراف الواسع الأرجاء فالكون كله مسلم لله سبحانه وتعالى، والإنسان إن شذ عن ذلك فإنما يشذ عن المنظومة الكونية. وأضاف: "نحن نجد الذين لم يخالط الإيمان قلوبهم يحسون بالوحشة من الكون وبالنفرة بينهم وبينه بل يحسون بالعداوة ولذلك تأتي عباراتهم تنم عما وقر في نفوسهم من هذه العداوة للكون، فلذلك يعبرون مثلا بقهر الطبيعة ويعبرون بغزو الفضاء ويعبرون بغير ذلك مما يكون بين العدو والعدو ولا يكون بين الصديق والصديق"، موضحا أن الإسلام جاء بمبادئ الرحمة والمساواة بين الناس لا فرق بين عدو وصديق ولا قريب وبعيد ولا رفيع ووضيع الناس يتساوون جميعا في موازين العدل. وتابع: "دم أي إنسان له حرمة، وقد بين القرآن الكريم حرمة الدم الإنساني وآداب الحرب في الإسلام، والله سبحانه وتعالى يأمر عباده بعدم العدوان على أحد وأن يحترم بعضهم بعضا وأن لا يستعلي بعضهم على بعض وحذر من أن يسخر بعضهم من بعض ونهى عن اللمز والتنابز بالألقاب وسوء الظن والاغتياب والتجسس لأجل مراعاة الإنسانية مشيرا إلى أن هذه الأخلاق هي التي رفعت من قدر هذه الأمة". ودعا الخليلي إلى "العودة إلى منابع القرآن وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسليما كثيرا - والاحتكام إلى الله وإلى رسوله في كل جزئية ونبذ الهوى والتعصب، مؤكدا أن هذا هو المخرج الوحيد لهذه الأمة". من جانبه، جدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انتخاب الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عُمان، نائبا لرئيس الاتحاد لدورة جديدة، وذلك تقديرا لمواقفه ولجهوده الثمينة في الدعوة إلى نشر ثقافة السلام والتسامح الديني وتقديرا لاجتهاده ووزنه العلمي والديني والاجتماعي ومكانته بين المسلمين وغير المسلمين، إضافة إلى اختياره سفيرا للاتحاد.