جلد مدور، يركض خلفه 22 لاعبا، أقصى طموحاتهم الحصول على الكرة ووضعها في المرمى، وهنا يبدأ عنصر آخر في اللعبة بالتدخل وهو الحكم، ليطلق صافرته معتبرًا اللعبة «جول»، ليأتي دور الجمهور الذي يجعل لكرة القدم طعما، محتفلا بالهدف عبر الأغاني والتشجيع الحار، وبين عناصر المنظومة السابقة يأتي التعليق الرياضي، أحد أهم تلك العناصر، والذي بدونه يصبح الهدف دون طعم، فهو ما يزيد من حلاوة اللعبة ويعطيها بعدًا آخر. وأحيانا يتذكر الجمهور الهدف بصوت وكلمات المعلق، بداية من عظماء التعليق وحتى أحدث نجومه، وخلال شهر رمضان، تستعرض «الوطن» أبرز التعليقات الخالدة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة عبر سلسلة «شوطة وإفيه»، ونجم تعليق اليوم، هو المعلق الكبير حمادة إمام. «وهوباااااااااااا جوة الجوول».. جملة اشتهر بها المعلق الرياضي الراحل حمادة إمام، والذي كان له أسلوب مميز وطريقة خاصة خبرة كبيرة في مجال التعليق، وإفيهاته التي اشتهر بها، خاصة وأن المباريات التي علق عليها كانت للاعبين من الجيل القديم والحديث، وأساطير في الكرة المصرية، مازالوا خالدين في ذاكرة الجمهور.
يحكي الكابتن أشرف إمام، نجل المعلق الراحل حمادة إمام، كواليس صناعته للتعليقات الخالدة، والتي بدأت بتدريبه على إيد المعلق الكبير محمد لطيف، والذي كانت له مدرسة تعتني بالحوار مع المشاهد وإدخال الضحك والإفيهات خلال التعليق، حتى تمكن من عمل شكل وطريقة خاصة به، تميز بها عن غيره. ابن حمادة إمام: والدي كان تميمة حظ جمهور الأهلي.. ونشأته سر لزماته وأضاف «أشرف» ل«الوطن» أن تميز والده بدأ مع منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1986، ثم تبعها في الدوري المصري ومباريات دوري أبطال إفريقيا، حتى أصبح واحدا كن كبار المعلقين في مصر بجوار ميمي الشربيني ومدحت شلبي آنذاك. وأوضح نجل المعلق الرحل، أن خفة ظل والده كانت نابعة من نشأته في منطقة شعبية وهي حي السيدة زينت، بالإضافة إلى خبراته في كورة القدم كونه أحد نجوم الزمالك، وتعامله مع المدربين الأجانب، كل ذلك خلق «كوكتيل» وعمل خلطة سحرية لتعليقه، أخرج من خلالها تعليقات خالدة مثل، «القادمون من الخلف، وهاتها م الشبكة، وهوباا جوه الجول، وطويلة وعالية». أما عن تعليقه على مباريات شقيقه حازم إمام نجم الزمالك والمنتخب السابق، قال إن والده كان لا يعطيه الأهمية الكافية التي كان يمنحها له مختلف المعلقين، «كان ساعات بيخاف إن الناس تقول إنه تحيز لابنه، وبيشوف ماتشات حازم بعين الأب والمعلق فبيهتم إنه يعمل كنترول على نفسه، ودي من أكتر الحاجات الصعبة اللتي واجهته». وأردف أن بخلاف إفيهات وادله التي علقت مع الجمهور، فكان له برامج شهيرة مثل «أهداف الأسبوع مع الثعلب»، كما عمل كمعلق ومحلل رياضي في قنوات إيه آر تي، وشو تايم والنيل رياضة، «كان مذيع ومحلل ومقدم برامج ولاعب كورة». من أبرز التعليقات التي لا ينساها «أشرف» لوالده هي، هدف المنتخب الثاني بقدم جمال عبدالحميد، في مباراة مصر وساحل العاج 1986، والذي قال الجمهور بعده «وشك حلو يا كابتن حماة»، وأيضًا هدف جمال الغتدور في مباراة الزمالك والمولودية ببطولة إفريقيا. وتابع، «عمره ما كان عنده تحيرز رفم زمالكاويته، أول كما بيكون قدام الميكروفون، طالما الزمالك مش موجود بيشجع الفرقة المصرية وأعظم تعليقاته جول محمد أبو تريكةفي الصفاقسي في نهاري إفريقيا 2006». وواصل: «كان بيقولي إحنا في الآخر مصريين وبلد واحدة والكورة متعصبناش، وابتدى يذيع ماتشات بحب وجمهور الأهلي كان بيتفائل بيه، وكسبوا على صوته ريال مدريد والغريب إن النادي الأهلي هو اللي اختار والدي عشان يعلق على الماتش ده، لأنه كان (تميمة حظ) جمهر الاهلي في فترة معينة».