«نجا من الموت.. ليغرق فى بحر الحزن»، هذا هو حال الطفل «يوسف»، الذى ألقاه والده من نافذة أوتوبيس شرم الشيخ، فى محاولة ناجحة لإنقاذ حياة الطفل الصغير. مات الأب وزوجته وأشقاء «يوسف» الثلاثة، ليتركوا الطفل غارقاً فى بحر الوحدة والأحزان، وسؤال لم يفارق لسانه أثناء علاجه فى المستشفى: «فين بابا وماما وإخواتى؟». الطفل يوسف وليد لطفى، 7 سنوات، نجا من الموت فى حادث تصادم الأوتوبيسين على طريق شرم الشيخ، بعد أن ألقاه والده من نافذة الأوتوبيس الذى كان يستقله هو ووالدته وأشقاؤه الثلاثة وخاله وزوجته، خوفاً عليه من أن يلقى مصيرهم. وسط الظلام الحالك المحيط بمنطقة الحادث راح الطفل يصرخ، ووجهه تكسوه الدموع، يهرول بحثاً عن والديه يتحرك هنا وهناك، يحاول اختراق حطام الأوتوبيس لينقذ أسرته، وإذا بأحد الناجين يسرع تجاهه ويمسك به خوفاً على حياته ليستمر الطفل فى بكائه، حتى وصلت سيارة الإسعاف إلى موقع الحادث وقام طاقم المسعفين بنقله هو ومن نجا من الحادث إلى مستشفى شرم الشيخ الدولى. داخل المستشفى ظل «يوسف» يسأل كل من يفتح عليه باب غرفته عن مصير أسرته ولا أحد يعرف الجواب، الجميع يكتفى بنظرات العطف على طفل لم يدرك بعد هول ما حدث، وبالطبع لا يعرف تفاصيل مستقبله. ساعات طويلة تمر، ولم تنقطع أسئلة «يوسف» ولا دموعه حتى حضر خاله الذى نجا هو الآخر من الحادث ليهدئ من روعه ويطمئنه بأن الجميع بخير، وبعدما عرف ذووهما بما حدث للحافلة حضروا إلى المستشفى لاستلام الجثث، وطالبوا المسئولين بالسماح لهم بتحويل يوسف وخاله إلى معهد ناصر ليكونا بالقرب من مقر إقامتهم.