مع دقات الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس عام 2013، في نفس توقيت فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المؤيدين للمعزول محمد مرسي، خرج عدد من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية نحو قسم شرطة كرداسة للانتقام بطريقة وحشية من خلال اقتحام القسم باستخدام أسلحة نارية، بأمر من بعض مشايخ التيارات الإسلامية. مذبحة كرداسة أعاد مسلسل الاختيار2 إلى أذهان المشاهدين أحداث تلك المذبحة، التي أسفرت عن استشهاد نحو 14 فردا من رجال الشرطة على رأسهم مأمور قسم شرطة كرداسة ونائبه. كان تسير الأمور طبيعية داخل قسم الشرطة، يؤدي رجاله مهام عملهم اليومية، بينما تقف قوات الأمن بالخارج لحمايته، فجأة بدأت أحداث المذبحة رويدا رويدا والتي كانت أشبه بمشهد تمثيلي دموي متجردا من المشاعر الإنسانية، إذ حاول عدد من أنصار الجماعة الإرهابية اقتحام قسم الشرطة، والمطالبة بإخلائه، الأمر الذي قُبل بالرفض من رجال الشرطة الذين تصدوا لهؤلاء في محاولة لإنهاء التجمهر، لكن الأمر تحول إلى مجزرة راح ضحيتها مأمور قسم الشرطة العميد محمد جبر ونائبه عامر عبد المقصود، وحوالي 12 ضابطا وفرد شرطة وآخرين. التمثيل بجثث شهداء الشرطة أسفر الهجوم عن إتلاف مبنى قسم شرطة كرداسة، وحرق عدد من السيارات ومدرعات الشرطة وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة، ولم يكتفوا بذلك فقط بل مثلوا بجثث بعض ضباط الشرطة، تلك المشاهد القاسية استعادتها أحداث مسلسل الاختيار2 مرة أخرى. انتقام أنصار جماعة الإخوان الإرهابية من رجال الشرطة مشاهد دموية عرفت بعد ذلك باسم «مذبحة كرداسة» التي وقعت بمنطقة كرداسة شمال محافظة الجيزة، والتي تعد من أكبر القضايا التي شغلت الرأي العام، بعد خروج مسيرات ضخمة لأنصار الجماعة الإرهابية لاقتحام أقسام الشرطة وحرقها عقب فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، بعد تخزين بعض الأسلحة لاستخرجها فور فض الاعتصام، للثأر من أي شخص ينتمي إلى الشرطة. وعزموا على قتل كل شخص داخل قسم شرطة كرداسة، بعد أن أعدوا العدة، وتجمهروا أمام القسم وبدأت أحداث المجزرة، بعد تهديد مأمور القسم والمطالبة بإخلاء القسم.
