رفضت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى إطلاق حرية التعبير دون وضع ضوابط تمنع التعرض للأديان أو المقدسات. وأكد الدكتور إيهاب الخراط، رئيس اللجنة، خلال مناقشة تبعات الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) وازدراء الأديان، أنه بصدد إعداد تقرير لعرضه على مجلس الشورى، "يتفق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويمنع الحض على الكراهية ويساعد على التحرك الدولي السريع لمنع تكرار الإساءة للأديان والمقدسات، لتحقيق مكاسب حقيقية على أرض الواقع". وأشار الخراط إلى أن "هناك ما يسمى الانتقاد الاستراتيجي، الذي يتطلب نضجا أكثر لمفهوم حرية التعبير وفهم طبيعة المعتقدات الدينية لكل أتباع مذهب أو دين سماوي وقبول الآخر". وأوضح أن تاريخ انتهاك حقوق الإنسان في الدول الغربية والانتهاك الذي حدث بشأن الدول العربية من المستعمرين يستدعي التعاون مع مراكز بحثية لإصدار تقرير ملزم، بالتعاون مع مؤسسة "عالم واحد"، وإصدار توصيات بالتنسيق مع المجلس القومي لحقوق الإنسان. من جانبه، رفض ماجد سرور، المدير التنفيذي لمنظمة "عالم واحد"، ما قاله النائب رضا الحفناوي من أن الدول العربية والإسلامية مهزوزة وأصبحت فاقدة الهوية، مبينا أن مصر تتعامل وفقا لمواثيق ومعاهدات وقعت عليها منذ ما يزيد على 60 عاما، وتتفوق على القوانين الداخلية. وانتقد إساءة استخدام حرية التعبير في ازدراء الأديان أو السب والقذف للأنبياء والرسل، مطالبا الاتحاد الأوروبي وبرلمان الولاياتالمتحدةالأمريكية بإصدار تشريع يجرم الإساءة للرسول والأديان السماوية. وقال سرور إنه لا يتفق مع آراء النواب التي طالبت بوضع قيود على حرية التعبير، مشيرا إلى إنه يميل إلى منح هذا الحق كاملا مع وضع ضوابط تحافظ على قدسية الأديان، موصيا بضرورة الاستفادة من الإساءة الأخيرة في إنتاج أفلام وثائقية تعكس الحقيقة السمحة للإسلام ونبيه الكريم. وقال النائب السلفي محمد العزب، أمين سر اللجنة، إن النخبة المصرية تغيرت في الآونة الأخيرة وأصبح فيها أعضاء من التيار الإسلامي، منتقدا موقف الإدارة الأمريكية من الفيلم المسيء، لافتا إلى أن النخبة الأمريكية تقود شعبها سواء وافق أو رفض، على الرغم من وجود أشخاص داخل هذا الشعب يرفضون الإساءة.