«النيابة الإدارية» فى «قطار أسيوط»: أهمل الخفير وملاحظ البلوك فمات 48 طفلاً

إحالة 6 مسئولين إلى المحاكمة.. وتحقيق «مستقل» مع رئيس السكة الحديد الأسبق.. وإخطار شيخ الأزهر بمخالفات معهد «نور»

كشف تقرير المكتب الفنى لرئيس هيئة النيابة الإدارية، عن الأسباب الحقيقية التى أدت إلى حادث التصادم المروع الذى وقع بين القطار المتجه من أسيوط إلى القاهرة، وأوتوبيس تابع لمعهد نور الأزهرى بمنفلوط، عام 2012 وأسفر عن مصرع 48 تلميذاً، ومنها إهمال خفير المزلقان وعامل البلوك.
وطبقاً للتقرير، أحال المستشار عنانى عبدالعزيز، رئيس هيئة النيابة الإدارية، 6 فنيين ومهندسين للمحاكمة التأديبية، كما أمر بإجراء تحقيق مستقل فيما أثير عن إهمال مصطفى إبراهيم قناوى، رئيس مجلس إدارة شركة السكة الحديد للخدمات المتكاملة، فى متابعة تنفيذ خطة تطوير المزلقانات خلال فترة توليه رئاسة الهيئة القومية لسكك حديد مصر.
وناشد رئيس هيئة النيابة الإدارية، المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لتطوير نظام العمل بالسكة الحديد التى تعرضت للإهمال على مدى عقود طويلة، وبما أدى إلى تكرار الحوادث وإزهاق أرواح عشرات الأبرياء دون ذنب، وحتى يشعر المواطن بالأمان خلال استعماله هذا المرفق الحيوى والمهم.
شمل تقرير الاتهام كلاً من «سيد عبده رضوان» خفير مزلقان قرية المندرة، و«حسين عبدالرحمن» ملاحظ بلوك قرية الحواتكة، و«جمال محمود طه» مدير هندسة السكة الحديد بأسيوط، و«خالد محمد على» مهندس بسكك حديد أسيوط، و«مصطفى حسين عبدالرحمن» رئيس فرقة الصيانة، و«محمد عبدالمعز إسماعيل» مفتش دريسة بقسم الصيانة.
وأثبتت تحقيقات المستشار الدكتور أحمد عبداللطيف، عضو المكتب الفنى لرئيس هيئة النيابة الإدارية، أن المتهمين الأول والثانى أهملا فى أداء عملهما وخالفا أحكام القوانين واللوائح وارتكبا جرائم الإضرار بالمال العام، بأن تسببا فى مصرع 48 مواطناً.
وأوضحت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار سامح كمال، مدير المكتب الفنى لرئيس هيئة النيابة الإدارية، أن المتهم الأول (منفرداً) لم يغلق المزلقان قبل عبور القطار الذى وصل فى موعده المحدد حسب جدول تسيير القطارات، مما أدى إلى اصطدام القطار بالأوتوبيس ووقوع الحادث، ولم يخطره المتهم الثانى لغلق المزلقان، مما أدى إلى وقوع الحادث.
وطلبت النيابة الإدارية من وزير النقل عدم التصريح بإنشاء مزلقانات جديدة على خطوط السكة الحديد، مع دراسة جدوى استمرار المزلقانات والعمل على استبدالها بإنشاء كبارى أو أنفاق، حسبما يسمح الوضع الهندسى للمزلقان وتدبير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك، وتكثيف المرور الدورى على خفراء المزلقانات وسرعة تطويرها لتعمل بشكل أوتوماتيكى لتجنُّب الأخطاء البشرية وتحديث جرارات السكة الحديد والعربات لجميع الخطوط، وضرورة إجراء التحاليل الطبية الدورية للعاملين على تأمين الحركة، سواء على خطوط السكة الحديد أو المزلقانات للتأكد من عدم تعاطيهم المخدرات.
كما تقرر إخطار شيخ الأزهر بصورة من المذكرة لإعمال شئونه حيال ما ثبت فى حق أعضاء مجلس إدارة معهد نور الأزهرى النموذجى الخاص بأسيوط، من السماح باستقلال التلاميذ للأوتوبيس بأعداد تزيد على المقرر وفقاً لقانون المرور، وبما أسهم فى زيادة ارتفاع أعداد ضحايا الحادث.