على كرسى خشبى على الرصيف تجلس «حمدان وهيب»، بجلبابها الأسود أمام عربة «الخيار» الخاصة بها فى شارع الفيومى بمنطقة دار السلام، لا تتأفف من القمامة التى تنتشر حولها والتى تزيد بمعدل كل ساعة، وبعد أن كادت القمامة تقترب منها ومن عربتها قامت «حمدان» بإرسال ابنتها الصغيرة ب«المقشة» لتزيح القمامة حتى الرصيف المقابل وتستكمل هى بيع الخيار للزبائن، فشارع «الفيومى» كما قالت «حمدان»: «اتكتب عليه يبقى هو مقلب قمامة سكان دار السلام، والبلدية والمحافظة مابيعملوش حاجة». شارع «الفيومى»، وهو من الشوارع الرئيسية فى منطقة دار السلام، يمتلئ بالقمامة من بدايته من أسفل كوبرى دار السلام حتى نهايته أمام مجمع المدارس، حسب «عم سعيد»، عامل النظافة، الذى يقف مع ثلاثة عمال آخرين يحاولون جمع القمامة فى مكان واحد لكى تقوم عربات النظافة برفعها.. يقول وهو يتصبب عرقاً: «هنعمل إيه؟ فيه 3 ورديات فى الشارع بس هنلاحق على إيه ولا على إيه، الزبالة بتتجمع بمعدل كل عشر دقايق والله، واحنا حطينا صوابعنا العشرة فى الشق». ويضيف: «اللى بيزود الزبالة عربيات العربجية اللى بمعدل كل ربع ساعة يرموا الزبالة، وياريتها زبالة عادية دى بتبقى طوب وأسمنت وتراب ومحدش فينا يقدر يتكلم أو يعترض».